احذروا...مواقع التّواصل تدمّر الصحة العقلية لأطفالكم
الوقائع الإخبارية: كشفت دراسة جديدة أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تلحق الضّرر بالصحة العقلية للأطفال عن طريق تدمير فترات النوم، والتقليل من مستويات نشاطهم الحركي، وتعرّضهم للإساءة عبر الإنترنت في منازلهم.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، فإنّ الآباء وخبراء الصحة يشتبهون منذ فترة طويلة في أنّ قضاء عدد من الساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام"، له تأثير سلبي على الشباب، ما يرفع مستويات القلق والاكتئاب.
وكشفت الدراسة الجديدة التي شملت ما يقرب من 10 ألف مراهق من قبل جامعتَيْ "كوليدج لندن" و"إمبيريال كوليدج لندن"، أنّ استخدام المواقع عدة مرات في اليوم يزيد من خطر الضيق النفسي بنحو 40% مقارنة بتسجيل الدخول أسبوعياً أو أقل.
وبالنسبة للفتيات، كان التأثير الضار في المقام الأوّل هو "البلطجة" عبر الإنترنت، وكذلك قتل أنشطتهم الحركية والنوم الجيّد.
وقال مؤلف الدراسة البروفيسور راسل فينر من جامعة "كاليفورنيا" إنّه ينبغي على الآباء إبقاء شاشات النوم خارج غرف النوم، لتجنّب تأخير النوم، وتشجيع أطفالهم على ممارسة التمارين الرياضية، وقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء شخصياً.
وأضاف: "استخدام الشباب لوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية هو مصدر قلق مستمر للآباء اليوم".
وفي إنكلترا يستخدم أكثر من 90% من المراهقين الإنترنت للتواصل الاجتماعي، وتعد الدراسة الأولى من نوعها التي تضم عدداً كافياً من المشاركين، لجعلها تمثل جميع أنحاء البلاد. وراقب الباحثون الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و16 سنة بين عامي 2013 و2015.
وفي السنة الثانية من الدراسة، سئل المشاركون عن مستويات ضغوطهم النفسية، وسئلوا عن عادات النوم والتمارين الرياضية، وما إذا كانوا تعرضوا لـ"البلطجة" عبر الإنترنت.
وفي السنة الأخيرة، سئل المراهقون عن رضاهم عن حياتهم وسعادتهم وقلقهم.
وفي عام 2014، أفاد 28% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من الإناث بأنهنّ عانين من القلق النفسي مقارنة بنسبة 20% من الذين كانوا يستخدمونه أسبوعياً أو أقل.
أما عند الفتيان، فقد ارتفعت النسبة من 10% إلى حوالي 15%، كما بيّنت الدراسة أنّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر خلال عامي 2013 و2014 أدى إلى تدنّي مستوى الرفاه لدى الفتيات، حيث أبلغت الفتيات اللائي استخدمن باستمرار وسائل التواصل الاجتماعي عن انخفاض الرضا عن الحياة والسعادة، وزيادة القلق، في عام 2015.
وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، الدكتورة داشا نيكولز، إن "الفروق الجنسية الواضحة التي اكتشفناها يمكن أن تعزى ببساطة إلى أن الفتيات يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكثر من الفتيان، أو إلى حقيقة أن الفتيات لديهن مستويات أعلى من القلق مقارنة بالفتيان".
وتابعت: "كما أن البلطجة الإلكترونية تنتشر بين الفتيات بشكل أكبر، ومع ذلك وجدت تقارير أخرى اختلافات واضحة بين الجنسين، وبالتالي فإن نتائج دراستنا تجعل من المهم إجراء المزيد من الدراسات التفصيلية لآليات تأثير وسائل التواصل الاجتماعي حسب الجنس".