أمام الملك !! جـــردة حساب وحقيقــة حكومة عمــر الـرزاز

الوقائع الإخبارية :ـ جمال حداد

مواجعنا كبيرة وفواجعنا كثيرة،الفاجعة الأكبر أن يتولى عمر الرزاز أمورنا ويمسك دفة الرئاسة بعدها نصبح طوع بنانه ورهن قراراته.... المصيبة انه منذ أن جلس الرزاز على الكرسي الهزاز واعتلى ظهر الدوار الرابع،وهو يتقافز بنا مثل " الكنغر " أعمى من مطب إلى مطب ويهبط فينا من جورة إلى جورة ويدخلنا في نفق محلوك السواد ويخبط بالأمة خبط عشواء من أزمة إلى أزمة ومن كارثة إلى أخرى كل واحدة تحتاج إلى معجزة ربانية للخلاص منها.العرب تتفاءل بالوجوه السمحة وتتطير من السحن المشؤومة. كان البدء في هطول الأمطار المجنونة في عهده " الميمون "... أمطار لم تكن سقايا وخير كما كان يدعو رسولنا وقدوتنا أن تكون الأمطار بل كانت أمطار كارثية أغرقت أطفال رحلة مدرسية ثم جاءت بعدها أمطار أخرى أغرقت المحلات التجارية وسط عمان،و أتلفت بضائع بالملايين،ناهيك عن تدمير الطرقات و إغلاقها،إضافة إلى فيضانات السدود التي أتلفت المزارع والمحاصيل التي تقع تحتها.
" و جعلنا من الماء كل شيء حي" ،هكذا يقول الله في محكم كتابه،لكن ما حدث في زمن الرزاز تخريب متعمد للخط الناقل للمياه من الديسي،وتهديد الحياة في خمس محافظات ثم تسمم عشرات المواطنين في بلدة ريمون نتيجة تسمم المياه التي شربوها. وتخريب بئر معان الذي يسقي ألوف الناس.ملف المياه الحساس كان وصمة عار في جبين حكومة النهضة هذا إن تجاوزنا السرقات المائية والتلكؤ في إصلاح الشبكات المهترئة وتسرب ملايين الأمتار بطرق ملتوية .
على المقلب الآخر أن مملكتنا الحبيبة مطوقة من الجهات الأربع.علاقتنا بسوريا الشقيقة مقطوعة رغم التغني بفتحها وتدخل السفير الأمريكي السافر بتهديد التجار من التعامل مع سوريا حتى أن الحكومة لم تسمح لهم باستيراد " الجميد " السلعة الأساس في المطبخ الأردني وخصوصاً بالطبق الرئيس " المنسف " الواجب حضوره اسبوعياً لدى كل العائلات والمفروض بقوة العرف والعادة بالأفراح و الأتراح. وكادت تقوم القيامة جراء منع البحارة الرماثنة من التجارة بين البلدين الشقيقين،وما رافق ذلك من انكماش اقتصادي ونقص في السلع والخضروات وخسران المليارات بسبب السياسات الخاطئة بينما تنساب البضائع مع دولة العدوان إسرائيل مع التسهيلات لآلف سلعة وسلعة. من جانب آخر أن زيارات الرزاز المكوكية للعراق لفتح الحدود وتدفق البضائع لم تثمر إلا مزيد من الاحتقان. في ظل حكومة النهضة الرشيدة ازدادت بؤر الفقر وزادت نسبة البطالة وارتفع منسوب تجارة وتعاطي المخدرات وما زاد الطين بلة فضائح بنات الليل في عمان وتبادل إطلاق الرصاص في شوارع عمان الطاهرة بين العصابات على مرآى من الناس كافة والتعرض للمارة ،و الأعجب و الأغرب في ظل هذا الواقع المرير والقلق اللا مسبوق تأتي نتائج التوجيهي بالمثيرة ونسبة واسعة من الطلبة تخترق حواجز التسعين ما يعني أننا عباقرة أكثر من الأمريكان وأهل الصين الذين غزوا العالم بصناعتهم و منتوجاتهم من البصل والثوم وحتى التكنولوجيا الدقيقة والصناعات الدقيقة.هذا التعليم العبقري الذي يرش العلامات بكرم حاتمي كان من نتائجه أن الكويت والإمارات والسعودية تحفظت وألغت اعتماد بعض الجامعات الأردنية الرسمية .
في السياق ذاته لا احد ينكر أن الرزاز المثير والعلامة تخرج من أرقى الجامعات الأمريكية،لكن يجب الأخذ بالحسبان أن الشهادة تختلف عن القيادة والثقافة لا علاقة لها بالكاريزما الشخصية التي يتمتع بها القادة،وثبت بالملموس أن الرزاز بياع حكي يتقن البلاغة ولا يحسن القيادة،دليلنا انه لم ينهض بالبلد مثقال ذرة ولم يدفعها للأمام خطوة تحسب له في سجله السياسي او الوظيفي لان الأوضاع الأردنية تقهقرت للوراء، فلم نشاهد الرزاز يفتتح مصنعاً لصناعة رب البندورة أو يقص شريطاً لكسارة حجارة وحكومة النهضة ليس لها من اسمها نصيب ولم تنتج غير الضرائب ولا تعرف غير الجباية.
في عهد حكومة الرزاز النهضوية حدثت خروقات قاتلة :ـ إحراق للغابات بصورة متكررة وبمساحات واسعة،الاعتداء على خطوط المياه وأخطرها تخريب خط الديسي حسب الرواية الحكومية وبئر معان الذي يغطي احتياجات المدينة،وجاءت الحكومة في عز الأزمات المفتوحة لتطرح جمع الأسلحة مما زاد الطين بلة وصب الكاز على الحرائق المشتعلة ثم جاءت الطامة الكبرى ومعالجة مشكلة بحارة الرمثا بالقوة والقسوة ما رفع منسوب الاحتجاج على الدولة وخلق معارضة جديدة وهذا الأمر ولدّ اعتقال العشرات من أبنائها إضافة إلى سجناء الرأي هنا وهناك،فكانت النقمة مضاعفة على الدولة والحكومة معاً،وكان الأولى اللجوء إلى الحوار وحل القضايا بالحسنى والحكومة تعرف أكثر من غيرها ماذا جرى في درعا حيث الغباء السياسي وسوء الحل احرق سوريا ودفع الملايين للهجرة و النزوح واللجوء فكان الدمار عنوانها وما زالت تدفع الثمن منذ سنوات إلى يومنا هذا.
الرزاز دأب على التبجح بمنظومة النقل وهذه نكتة ثقيلة ممجوجة،فعمان الجميلة أصبحت كراج سيارات و أزمة المرور فيها خانقة على مدار الساعة.وما زاد الأمر تعقيداً الحفريات والتحويلات التي قطعت أرزاق الناس ولن تصل إلى مكان في عمان حتى لو كنت من أبنائها و لو كان أبو زيد خالك دون الاستعانة بـ "google earth "...و اذا كان الشيء بالشيء يذكر فان الباص السريع الذي يتغنى به شعراء الحكومة هو من الندب العميقة البشعة التي شوهت وجه عمان الطفولي البريء. هذا الباص السريع الصريع مازال يزحف منذ سنوات ولم يبارح مكانة رغم البشائر الحكومية و توكيدات أمانة العاصمة أن انطلاقته باتت وشيكة.
حكومة الرزاز لم تنجز شيئاً ولم تغلق ملفاً من الملفات الساخنة :ـ التعليم البطالة،المخدرات،الفساد،الرشوة،.البطالة في ازدياد وهاهم حملة الدكتوراه يفترشون الأرض،وهاهي بؤر الفقر في اتساع والحكومة تعتم على الأرقام فلا هي تصرح بأمانة عن عدد الفقراء ولا تقول الصدق حول نسبة البطالة ، أما موضوع المخدرات فهو بحاجة الى سلسلة من المقالات من ناحية المتعاطين والمروجين ولكننا لم نسمع عن قبض رأس كبير من تجار الحشيش و الأفيون والهيروين.إذ أن هذه التجارة كما تجارة الأسلحة يكون وراء حيتان كبار من أصحاب الملايين والنفوذ والسطوة والحظوة لتسهيل أمورهم وتمرير بضائعهم المسمومة.
الرئيس الرزاز تحدث بأريحية عن العمل بروح الفريق في وزارته وهذا الأمر يخالف الواقع ويجانب الصواب.فالفريق الاقتصادي بدل ان ينشل الوطن من ضائقته عمل على زيادة العجوزات المالية وساهم في التراجع الاقتصادي والكساد التجاري الذي ضرب الأسواق و أفلس الكثير من التجار فيما البقية الباقية في طريقها للإفلاس ولا أدل على ذلك أن ربع مليون أردني مطلوب للتنفيذ القضائي ومئات كبار التجار تواروا عن الأنظار او هربوا للخارج أضف إلى ذلك أن رجائي المعشر هو حكومة داخل حكومة ويعمل من رأسه دون تنسيق مع الرئيس حسب الأخبار الراشحة من جلسات رئاسة الوزراء حتى يقال انه هو الذي يقود البلد للهاوية بقراراته المرتجلة.
الملف الأخطر في عهد رائد النهضة و الإنتاج والإصلاح عمر منيف الرزاز،ملف الاعتقالات على خلفيات متعددة أبرزها سجناء الرأي،إطالة اللسان وغيرها من البلاوي الموروثة من حقبة الأحكام البغيضة حيث دفع والده حياته ثمنا للوقوف بوجهها وتحقيق العدالة والحرية والديمقراطية .هذا ملف معيب يزج بالآخرين الخصوم حسب تفصيل التهمة .منطقيا هل يعقل ان صحفياً او ناشطاً سياسيا سيهدد النظام. تهمة ترهيبية لتكميم الأفواه وبلع الألسنة....
لهذه الأسباب لم يبق أمام هذه الوزارة المرفوضة شعبياً سوى الإقالة او الاستقالة. بعد ان قادتنا من السيء للأسوأ ووضعت الوطن في مهب الريح.