عمان مدينة المليون سيارة.. اختناقات مرورية والمتهم "الباص السريع"
الوقائع الإخبارية: أكد مدير إدارة السير بالإنابة العقيد باسم الخرابشة، أن إزالة الدوارين الخامس والسادس بجبل عمان بالتنسيق مع أمانة عمان الكبرى يهدف إلى تحسين الكفاءة المرورية في المنطقة عبر تركيب إشارات مرورية عند تقاطعات الدوارين.
وأشار إلى أن هذا القرار جاء بعد دراسات عديدة على المنطقة والحالة المرورية فيها، معربا عن أمله في أن "تعكس الاشارات الضوئية كفاءة مرورية للتخفيف من أزمات السير”.
مدير دائره إدارة مشاريع البنية التحتية للباص السريع في أمانة عمان الكبرى المهندس رياض الخرابشة يقول، إن قرار إزالة الدوارين الخامس والسادس "يأتي بهدف التسهيل على المواطنين والتخفيف من الأزمات المرورية ومن باب التحسينات المرورية” مبينا أن الدوار الخامس في المستقبل سيكون طبق الأصل للاشارات الضوئية التي أنشئت على الدوار السابع.
إلى ذلك يقول مسؤول أمني في إدارة الترخيص والمركبات إن عدد المركبات في عمان يصل إلى نحو مليون، يضاف إلى هذا حوالي 225 ألف مركبة خليجية تدخل العاصمة خلال موسم الصيف، عدا عن المركبات القادمة أو العابرة من المحافظات يوميا، مشيرا إلى أن هذه الأرقام تفسر الاختناقات المرورية في شوارع المدينة.
ويتفق العمانيون ومعهم الأردنيون جميعا على أن "الازدحام المروري بات سمة أساسية لعاصمتهم، حيث لم تعد هذه الحالة المرورية مقتصرة على مناطق معينة أو فترات محددة كما كان في السابق، بل أصبح شبه شامل”.
ويمكن اعتبار بدء العام الدراسي مطلع الأسبوع الماضي سببا رئيسيا آخر في تشابك وتضخيم الأزمة خاصة في أوقات الذروة مع ساعات الصباح والظهيرة حيث باتت شوارع عمان أشبه بـ "صناديق حديدية متراصة، من كثرة السيارات وتتابعها”.
غير أن ما تمثله عمان بوصفها العاصمة واحتضانها وزارات ومؤسسات رسمية وشركات كبرى، يجعل منها هدفا يوميا لكثير من أبناء المحافظات لإنجاز أعمالهم ومعاملاتهم، وهو ما يشكل عاملا آخر في إحداث الأزمة المرورية والاختناقات.
وتشير المواطنة تماضر السلمان إلى انها "تضطر للاستيقاظ في ساعات مبكرة، لتجهيز أطفالها واصطحابهم إلى مدارسهم، حتى لا تتأخر عن مكان عملها، ولتلافي توجيه انتقادات لها أو خصم نسبة من مرتبها”.
وتعلل السلمان سبب تأخرها إلى ما تشهده عمان في ساعات الصباح من ازدحام مروري، تصفه بأنه "لا يطاق”، داعية أمانة عمان والجهات الأخرى المختصة للبحث عن حلول واقعية لهذه الأزمة.
فيما يلفت الأربعيني محمد أبو ناصر إلى أن ما تشهده عمان وشوارعها من أعمال انشائية متصلة بمشروع الباص السريع، وما ترتب عليها من اغلاقات لبعض الشوارع والدواوير "ساهم بنسبة كبيرة فيما نشاهده من ازدحام مروري”، معربا عن أمله أن تكون هذه الأزمة مؤقتة وأن تنتهي مع انتهاء أعمال الباص السريع.
ويدعو المواطن قتيبة ظاهر إلى اتباع "ثقافة مرورية تساهم في الحد من هذا الازدحام، من خلال استخدام وسائل النقل العام على اختلافها سواء أكانت الباصات أو السرفيس أو التكسي، وعدم استخدام السيارات الخاصة، لأن هذا بالتأكيد سيحد من معدلات الازدحام. وهذا يتطلب من الدولة ايضا توفير وسائل نقل حديثة ومنتظمة”.
ووفق مختصين فإن عمان تشهد كل يوم 8 ملايين حركة مرورية ضمن 3 أنماط صباحية وأخرى مسائية، تبدأ بطلبة المدارس ثم موظفي الحكومة وأخيراً موظفي القطاع الخاص، إضافة الى حركة الناس العاديين وتلك المرتبطة بالحركة الاقتصادية ومراجعة الدوائر الرسمية والتي تتمركز في عمان بنسبة 80 % بحسب الإحصاءات، مشيرا الى أن عمان "تغص يومياً بنحو 1.3 مليون سيارة وهو ما يعطي مؤشرات على حجم الحركة المرورية وطبيعته”.
ودعا مسؤول في إدارة السير المواطنين إلى سلوك الطرق الفرعية لتلافي الازدحامات المرورية، مشيرا إلى أن كوادر إدارة السير يواجهون يوميا الذروة المرورية بمعدل مرتين الأولى من الثامنة وحتى التاسعة صباحا، والثانية من الثالثة إلى الخامسة عصرا.
وأشار إلى أن من أسباب الازدحامات المرورية المشاريع الاستراتيجية المتعلقة بالمرور، إضافة إلى أن الموظفين والطلاب يقصدون دوامهم في وقت واحد ويعودون في وقت واحد أيضا.