"صفقة القرن" تفقد عرابها.. فهل اكتملت القصة؟
الوقائع الإخبارية: فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، استقالة المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، الذى يعد أحد أبرز المسؤولين عن صياغة المشروع الأميركي لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروف إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، رأى خبراء ان استقالته جاءت بعد انتهاء مهمته واكتمال الخطة، تمهيداً للإعلان عنها بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 17 ايلول (سبتمبر) الحالي.
وكان الرئيس ترامب نشر تغريدة عبر حسابه على موقع (تويتر)، قال فيها "بعد حوالي 3 سنوات من وجوده ضمن فريق إدارتي، سيترك جيسون جرينبلات منصبه فى البيت الأبيض، من أجل الانتقال للعمل فى القطاع الخاص”، في وقت نقل عن البيت الأبيض أن "خطة السلام اكتملت وسوف يتم الإعلان عنها قريبا”.
كما ونقلت وسائل اعلام اميركية عن مسؤولين قولهم ان "جرينبلات يعتزم مغادرة منصبه بعد إعلان خطة السلام الأميركية للفلسطينيين والإسرائيليين”.
ويقول المحلل السياسي الدكتور خالد الشنيكات، ان أسباب استقالة جرينبلات "غير محددة ولا واضحة”، مشيرا على سبيل المثال الى أن أسباب استقالة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون كانت واضحة حيث تمثلت بغياب الاتفاق بين رؤية كل منهما وبين الرئيس ترامب.
ويضيف لكن فيما يتعلق بـ”جرينبلات” لم تكن الأمور واضحة للعلن، اذ ان رؤية الأخير تتفق تماما مع ترامب في "الوقوف الى جانب اسرائيل والتعبير عن مخاوفها وهواجسها تجاه كل الملفات الامنية، اضافة الى رفضه فكرة اقامة الدولة الفلسطينية، وان السلام لا يمكن تحقيقه عبر قرارات الشرعية الدولية او قرارات صادرة عن المنظمات الدولية، وبالتالي فإن مسألة وجود خلاف بين الرئيس وموفده غير دقيقة والأرجح أنها تتعلق بشخص المبعوث الذي أنهى مهمته ووضع مضمون الخطة المعروفة بصفقة القرن”.
من جهته يقول الوزير الأسبق كامل أبو جابر، إن استقالة جرينبلات جاءت "بعد انتهائه من وضع خطة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”، مستبعداً فرضية الخلاف بينه وبين الرئيس ترامب.
واشار إلى أن جرينبلات كان ينوي في الأصل الانضمام إلى ادارة الرئيس ترامب لمدة عامين بهدف تحليل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وصياغة رؤية واقعية قابلة للتنفيذ وتساعد في حل النزاع والعمل على تطوير العلاقات بين إسرائيل والمنطقة.
وقال ان المبعوث جرينبلات لعب أيضا دورا فعالا في إعادة صياغة المناقشات حول الصراع، باستخدام النهج القائل أنه "لا يمكن بناء سلام حقيقي إلا على أساس الحقيقة”.
من طرفه يستبعد السفير السابق غيث ملحس، وجود خلافات بين الرئيس الاميركي وجرينبلات نظراً لحجم المديح الذي كاله ترامب لمبعوثه بقوله "كان صديقا رائعا ووفيا ومحاميا مذهلا. تفانيه من أجل إسرائيل ومن أجل الوصول إلى سلام بينها وبين الفلسطينيين لن يُنسى. شكرا جيسون”، ورد الأخير بتغريدة كتب فيها "شكرا للرئيس ترامب. أشعر بالامتنان الكبير للعمل على احتمالية تحسين أوضاع الملايين من الإسرائيليين والفلسطينيين وآخرين”.
ويضيف ملحس، ان جرينبلات يعد أحد المسؤولين عن تجهيز خطة السلام الأميركية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والمقرر الإعلان عنها بعد الانتخابات الإسرائيلية في 17 أيلول (سبتمبر) الجاري والتي باتت جاهزة الآن، بحسب تصريحات لمسؤولين اميركان، وآخرهم وزير الخارجية مايك بومبيو الذي قال إن "ترامب سيكشف عنها قريبا”، دون تحديد توقيت بعينه.
وقال، ان جرينبلات استقال من منصبه بعد اكتمال خطته ورؤيته السياسية لحل الصراع المعروفة إعلامياً بـ "صفقة القرن”، تمهيداً لإعانها في الوقت المناسب، اذ سبق لجرينبلات أن قال إنه "لن يتم نشر الخطة أو أجزاء منها قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في السابع عشر من الشهر الجاري”.