هذا هو يا د.عمر الرزاز ؟! وزير العمل نضال البطاينة
الوقائع الإخبارية :ـ جمال حداد
الوزير الشاب نضال البطاينة تلتقي معه أو تختلف، في كلتا الحالتين تبقى تحبه وتحترم فكره لأنه يعمل بضمير حي ويستند على مرتكزات وطنية و أسس علمية وله برنامجه،فلا يترك شيئاً للصدفة ويرفض الاشتغال بطريقة الفزعة. فوق هذا وذاك يُمثل هذا الوطني العريق النموذج الأمثل للمواصفات الملكية لقيادات الصف الأول، حيث يجمع بين الحسنيين .
الأولى:ـ قائد ميداني لا يكتفي بالتقارير الورقية المكتوبة بل ينزل الى قلب الميدان للكشف الحسي ومعاينة الواقع والاتصال بالناس في الشارع ومواقع العمل، فألف كلمة لا تعادل صورة و الف تقرير لا يغني عن المشاهدة كما يقول معالي نضال البطاينة في مجالسه الخاصة.فالذي يبحث عن الاسترخاء في مكتبه تحت المكيف والاستمتاع بتناول القهوة وتحويل الوزارة إلى مضافة لبناء العلاقات العامة واستدرار الشعبوية مكانه البيت لا الدولة.
أما الثانية فهو إداري من الطراز الرفيع ضبط وربط بلا شدة ولا ضغط وقم بواجبك وخذ ما لك. مؤمن ان العمل الدؤوب عبادة و الإخلاص للناس في الوظيفة أمانة ومسؤولية.
هذا منهج و منهاج البطاينة الذي يمتاز ويتميز بقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة للمصلحة العامة دون ان ترتجف يده، طالما انه على حق ويدور مع الحق حيثما يدور،فالوزارة للعمل و الإنتاج وتصريف شؤون الناس و ليست مشيخة وقبض راتب آخر الشهر والاعتصام من اجل الزيادة،ولقد لمس الجميع موظفين ومراجعين انه منذ وطأت قدماه عتبة الوزارة،اتخذ قرارات صعبة كالعمليات الجراحية المستعجلة التي يجريها الطبيب الجراح لمريض لا يحتمل التأجيل أو التأخير " الجراحة للشفاء وليس الدواء للتسكين " ، فالحلول الجذرية للخلاص من المشكلات المزمنة وليس الطبطبة أو التهدئة بالمسكنات.
الحق يقال، وهذا معروف للجميع بلا استثناء انه قام بتصويب ملف العمالة الوافدة...الشائك والمعقد والمعلق منذ سنوات طويلة.ملف كان يُشكلّ عقبة كأداء تواجه الوزراء السابقين، وحقل ألغام لا يجرؤ احد على الدخول فيه ، لكن البطانية بكل كفاءة واقتدار و بدافع الغيرة الوطنية، استطاع نزع صواعق الانفجار وتذليل العقبات ووضع الحلول لما فيه مصلحة العامل الأردني دون ان يظلم العامل الوافد أو يهدر حقوقه،فحاز على إعجاب الجميع سواء كانوا أردنيين أو وافدين .
في السياق ذاته قام البطاينة بخطوة تحسب له وبجرأة عالية تُسجل في صفحته بأحرف مضيئة،بوقف سماسرة الاتجار بالتصاريح والتكسب على حساب العامل الأردني وابتزاز الوافد والالتفاف على القانون.خطوة تطهيرية كان لها صدىً واسعاً في الشارع الأردني حيث قصص أجنحة الفساد وبتر اذرع الفاسدين وقلب الموازيين لصالح الوطن والمواطن.
فمنذ ان وطأت قدماه عتبة مكتبه أدرك الوزير الشاب نضال، انه يقارع انماطاً متجذرة من الإدارة القديمة المحنطة السلحفائية، ومراكز قوى وشللية كما في باقي الوزارات والمؤسسات والدوائر الأخرى،إلا انه سدد ضربات قاضية لتلك القوى المتجذرة،وقام بالتوازي مع ذلك بتكريم المبدعين المخلصين،و استطاع بالصبر والحكمة وعدالة القانون تذليل العقبات و.اغلاق الثغرات وحوّل الوزارة إلى طاقة ايجابية فعالة وكتلة من النظام والدقة مثل ساعة سويسرية.فالمشكلة عندنا في الترهل الإداري وعبثية الإدارة وضياع البوصلة، لكن وجود قائد قوي وموظف ملتزم تنهي هذه المشكلة المزمنة.
هذا البطاينة الشاب الشعلة من حماس وعمل نسف بيوقراطية المكاتب وأنهى منطق عواجيز الإدارة فأطلق خياله ألابتكاري و أسس منصة وطنية للتشغيل تُعنى بالعامل الأردني، وتختصر الوقت والجهد بالركض من مكان لمكان،لتسهيل الباحثين عن عمل لإيجاد فرصة مناسبة عند جهة يتوفر لديها الشواغر.
منصة تخدم الطرفين رب العمل والباحث عنه ناهيك أنها تساهم في تخفيض نسبة البطالة المشكلة المزمنة.ولم يقف الوزير ذو الخيال الإبداعي والعقلية الخلاقة عند هذا الحد بل قام فوق هذا بإطلاق برنامج ( انهض ) الذي يهدف إلى إنشاء مشاريع صغيرة من خلال تقديم خدمات وتسهيلات تمويلية متكاملة لرواد الأعمال من الشباب الأردني الطموح ليساعدهم على الخروج مما هم فيه للاعتماد على أنفسهم وشق طريقهم بجهودهم الذاتية، من خلال قروض ميسرة من القطاع المصرفي،حيث بلغت موازنة هذا البرنامج 100 مليون دينار من البنك المركزي،وتتراوح قيمة التمويل بين 5 آلاف دينار إلى 50 الف دينار بفائدة ومرابحة تفضيلية وزهيدة لا تتعدى ثلاثة ونصف إلى أربعة ونصف.
الضمير المسلكي لمعالي نضال البطاينة، يثبت بالدليل القاطع ان عمارة الدنيا بالخير ومحاربة الفساد والعدل بين الناس بالقسطاس ونصرة الضعيف ومحاربة الابتزاز والاستغلال ووضع حدٍ لتنمر القوي هي ضالته وخطة عمله.فكلنا يعرف ان وزارة العمل وزارة خدماتية ولكنها من ـ وجهة نظري كمراقب صحفي ـ اعتبرها وزارة سيادية لارتباطها بالأمن الوطني وحياة مئات الألوف من معيلي العائلات محدودة الدخل و أرباب العمل،وتزداد أهمية في هذا الظرف القاسي على الأردني غلاءً وبطالة.
فالوزارة معنية بتوفير فرص عمل للشباب الأردني داخل المملكة وخارجها وتنظيم سوق العمل بإحلال العمالة الوطنية عوضاً عن الوافدة التي بلغت ارقاماً مرعبة حيث تقوم بتحويل مئات الملايين سنوياً خارج المملكة.هذه القضايا الشائكة والمتداخلة بحاجة إلى وزير قوي وشجاع يتخذ القرارات التي تصب في طاحونة الوطن وكان البطاينة اهلاً لهذه المهمة الصعبة وهذا الحمل الثقيل. وحمداً لله ان سوق العمل بدأ ينتظم وخاصة تسفير العمالة المخالفة لأجل إحلال العمالة الأردنية مكانها.
وبالتزامن مع كتابة هذه المقالة صرح البطاينة ان اليوم الأحد الموافق 22 / 9 / 2019 هو أول يوم قوننة وتوفيق أوضاع العمالة الوافدة ولن تُمنح تصاريح عمال للعمالة الوافدة للمهن المغلقة للأردنيين،و أعطى الفرصة للمخالفين الذين لا يرغبون تصويب أوضاعهم بمغادرة البلاد دون دفع رسوم أو مخالفات أو غرامات.
أقولها بأمانة مجردة وحيادية :ـ ان البطاينة نضال يمثل الضمير الجمعي للعمال البسطاء الذين ليس لهم واسطة أو سند إلا العدالة التي تعطي العامل الأردني حقه في ظل التنافس الشديد الذي يشهده سوق العمل..الأجمل ان هذا الوزير الجميل صار حكاية الطبقة العاملة الكادحة بأخلاقه وتواضعه و ما يقدمه من أفضلية و مساعدات وتسهيلات للعمال حتى صارت وزارة العمل مثالاً يحتذى إنجازاً ونظاماً وسرعة.
شكراً نضال البطاينة والى الأمام عطاءً وعملاً للوزارة، وانتماءً للأردن و وفاء، للقيادة الهاشمية .