أطنان النفايات السامة تهدد الحياة البحرية في خليج العقبة
الوقائع الإخبارية: تستخرج حملات النظافة التي تنفذها منظمات أهلية ومؤسسات مجتمع مدني من جوف البحر، كميات صادمة من النفايات السامة، تهدد الثروة السمكية والكائنات البحرية في خليج العقبة.
وكشفت آخر حملة نظافة نظمتها الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية، عن استخراج طن ونصف من النفايات، شكلت 60% منها نفايات بلاستيكية، بينما توزعت 40% بين الزجاج وأحبال الصيد والأخشاب وعلب المشروبات الحديدية.
وكشفت حملات النظافة والتي تنفذ لساعة أو ساعتين عن حجم ضخم من النفايات البلاستيكية والقمامة في خليج العقبة يكاد يكون صادماً يهدد مستعمرات المرجان والاسماك والتي بطبيعتها تأخذ أشكالا زاهية في الثغر الباسم، الذي اصبح قبلة للغواصين والسباحين من مختلف أنحاء العالم.
ويرتبط ارتفاع وانخفاض كميات النفايات بحملات التنظيف "المتذبذبة” على شواطئ البحر وباطنه، بحسب الرئيس التنفيذي السابق للجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية، والخبير البيئي البحري فيصل ابو السندس، الذي قال ان كل 1 كيلوغرام يتم تجميعه على الشاطئ من نفايات بحرية بكافة أشكالها، وأبرزها البلاستيكية، يوجد مقابلها ما لا يقل عن 5 كيلوغرامات في جوف البحر.
وأشار أبو السندس إلى أن إحدى الحملات تمكنت وبمدة لا تتجاوز 30 دقيقة وبمسافة 250 مترا على الشاطئ الأوسط (الغندور سابقاً)، من جمع ما مجموعه 2 طن ونصف الطن من النفايات البحرية السامة، فيما جوف البحر سيحتوى على أضعاف هذه الكميات، والتي تشكل دمارا للحياة البحرية، لا سيما وأن خليج العقبة تتميز بوجود آخر حيد مرجاني في شمال الكرة الأرضية.
وحسب دراسة أعدتها الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية في العقبة، فقد تم خلال العام 2015 جمع ما يقارب 7 اطنان من النفايات، شكلت النفايات البلاستيكية أكثر من 65 % منها، فيما تم خلال العام 2016 جمع 3 أطنان من النفايات، أما في العام 2017، فتم جمع اكثر من 450 كغم من النفايات.
وبحسب الدراسة فان التأثير السلبي لمشكلة النفايات البلاستيكية، يتعدى الناحية البيئية ليؤثر على الناحية الاجتماعية والاقتصادية في خليج العقبة، وخصوصا بأن صيادي الأسماك وأصحاب القوارب الزجاجية والمنشآت السياحية تتأثر سلبا نتيجة تراكم أكوام النفايات البلاستيكية غير القابلة للتحلل في قاع البحر.
كما كشفت الدراسة أن نسبة البلاستيك في النفايات المستخرجة من خليج العقبة تبلغ 65 % من مجموع النفايات المستخرجة.
ويقول الخبير البحري البيئي من الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية محمد الطواها، إن النفايات التي يتم استخراجها خلال الحملة التي تنظمها الجمعية تحت شعار "نظفوا العالم” تقسم إلى ورقية والتي تتحلل في البحر بمدة 3-6 اسابيع وأضرارها تكمن عند اختلاطها في النفايات الأخرى، وأعقاب السجائر حيث تعد من اكثر الملوثات شيوعا على الشواطئ العامة ورغم صغر حجمها إلا أنها تحتاج من 1-2 سنة لتتلف في البيئة الخارجية وتحتاج من 1-5 سنوات لتتلف في المياه والبحر وتعد من اكثر عوامل التلوث لاحتوائه على ذرات وغازات وتحتوي الذرات على اكثر من أربعة آلاف مادة معظمها سام ومؤذ بينما تحتوي الغازات على 500 مادة ضارة.
بالاضافة الى النفايات البلاستيكية وهي مصنعة من مركبات غير قابلة للتحلل في الاوساط البيئية المختلفة، إلا ان لها القدرة على التراكم مع الزمن والبقاء في البيئة لسنوات طويلة، فهي تحتاج الى 450 سنة لتتحلل في البيئة الخارجية والى 10-30 سنة في المياه والبحار، وأضرارها قد تتسبب في انسداد الجهاز الهضمي او خنق الاحياء البحرية او قتل الحياة الفطرية في البر والبحر عن طريق أكل هذه الأكياس بشكل مباشر او التفافها حول هذه الاحياء والانحباس فيها وبالتالي عدم القدرة على الخروج منها.
ويعزو خبراء سبب تراكم هذه المخلفات الى نمو عدد السكان، حيث ان هناك تناسبا طرديا بين عدد السكان وكمية النفايات، فكلما زاد عدد السكان زادت كمية النفايات، بالاضافة الى تطور المستوى المعيشي، حيث تغير نمط الاستهلاك مثل العادات غير السليمة كطبخ كميات كبيرة من الاطعمة او شرائها دون استهلاكها وتأخذ طريقها الى النفايات وشراء الأكواب والمعالق والصحون البلاستيكية والورقية غير القابلة للاستعمال مرة اخرى.
ويبلغ طول الحيود المرجانية في خليج العقبة حوالي 13 كلم، بحسب جمعية العقبة لحماية البيئة البحرية، والتي تؤكد منشوراتها افتقارها لدراسات علمية دقيقة تحدد كمية المرجان ومساحته بالمتر المربع.
وتتميز جنة الحيود المرجانية في خليج العقبة، بأصناف نادرة من الاسماك الملونة والشعب المرجانية، التي تحمل ألوانا زاهية وطبيعية، إضافة إلى مجموعة الأحياء البحرية النادرة، والتي قد تتأثر بما يجري في العقبة من نهضة بالاستثمارات السياحية والتنموية آجلا أم عاجلا.
ويأوي خليج العقبة أكثر من 150 نوعا من المرجان الصلب والعديد من البيئات المختلفة، مثل البيئة الرملية والصخرية الفريدة والمتنوعة، والتي تعد مصدر جذب كبير للسياحة والاستثمار وكسب الرزق للمجتمع المحلي.