"وادي الأردن" تعول على دور الأمطار الخريفية بإراحة إسالة المياه للزراعات
الوقائع الإخبارية: فيما عوّلت وزارة المياه والري على أي هطل مطري "خريفي” خلال الوقت الراهن، في منح "هامش أريحية”، على المياه "المسالة” لمختلف الزراعات في وادي الأردن، استبعدت توقعات مراكز تنبؤات متخصصة بالطقس، مرور منخفضات جوية على المملكة في المنظور القريب.
وفي الوقت الذي شهدت فيه المملكة موسما مطريا استثنائيا خلال العام الماضي، حين قدم الهطل المطري مبكرا، "لم يتكرر منذ عشرات الأعوام”، وفق أمين عام سلطة وادي الأردن علي الكوز الذي أشار لدور دائرة الأرصاد الجوية في التنبؤ باحتمالية توقيت الهطل المطري المتوقع على مختلف مناطق المملكة.
وأكد الكوز، في تصريحات له أنه من المبكر حاليا إطلاق حكم على جودة الموسم الشتوي الحالي من عدمه، مشيرا للدور الإيجابي الذي سيلعبه الهطل المطري والمنعكس على الزراعات.
وبيّن أن أي انخفاض في درجات الحرارة خلال الوقت الراهن، أو أي هطل مطري مبكر، سيساهم مباشرة بشكل إيجابي في التخفيف بإسالة كميات المياه من مصادر المياه المخصصة للري، والتي تمثل السدود بشكل رئيس.
وأضاف أن خطة التزويد المائي ما تزال مستمرة لتزويد المزارعين حسب البرنامج المعد لذلك، مشيرا إلى أن أي عامل يستجد على الوضع الحالي، تتم دراسته وفق التطورات الجوية وبرنامج التزويد، بالإضافة لإعادة النظر في برنامج إسالة المياه.
وبحسب الكوز، فإن أي "شتوة خريفية” قد تشهدها المملكة خلال الفترة الحالية، من شأنها المساهمة والتأثير في "إراحة” سلطة وادي الأردن، حيال إسالة المزيد من المياه للمزارعين بشكل عام في المنطقة، مستبعدا اعتبار أن يكون عدم مرور منخفضات جوية قد ينجم عنها هطل مطري على مختلف مناطق المملكة حتى تاريخه، "تأخرا” بالموسم المطري.
ويعد شهرا أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، "فترة انتقالية” من الموسم الصيفي إلى الشتوي، حيث تمر فيه عادة كتل رطبة نسبيا وباردة ويكون مركزها من المناطق الشمالية والغربية عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وفيما لا يعول على هذه الأمطار علميا في تقييم جودة أداء الموسم المطري من عدمها خلال الوقت الراهن، إلا أن وزارة المياه والري أعربت عن أملها أن تكون الأمطار الخريفية "فاتحة خير” تخفف من حدة أعوام جفاف عانى منها بلد يصنف ثاني أفقر دولة مائيا على مستوى العالم.
وما تزال لجنة فحص سلامة السدود ومدى جاهزيتها، التي يتم تشكيلها بالاشتراك مع اللجنة الوطنية للسدود، فيما يتعلق بتعبئتها وتهيئتها لاستقبال فيضانات موسم الأمطار، تزاول عملها، في الوقت الذي يتوقع أن تكون تقاريرها التقييمية جاهزة في غضون نهاية الشهر الحالي.
وبات موعد بداية الموسم المطري متغيرا وفق التغيرات المناخية التي أثرت على الطقس بشكل عام في كل مناحي العالم، وسط توقعات مراكز أرصاد محلية وعالمية أن تتراوح درجات الحرارة العظمى والصغرى في المملكة خلال الأيام الثلاثة المقبلة، ما بين 30 و16 درجة مئوية.
وكان تقرير المياه والهشاشة؛ الصادر مؤخرا عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الدولي، تناول بشكل موسع بند انعكاس تأثيرات تغير المناخ على المياه والسكان، مرجحا أن يكون حجم تلك التأثيرات في جميع دول المنطقة عاليا، رغم اختلاف التغييرات والآثار.
وأوضح أن التغييرات المتوقعة الرئيسية تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، وموجات الحرارة، وتناقص هطل الأمطار، وهطل الأمطار المتطرفة، وسط تنبؤات بأن تشمل تأثيرات الجولة الثانية زيادة وتيرة وحالات الجفاف، والفيضانات، وتسرب مياه البحر لطبقات المياه الجوفية الساحلية مع ارتفاع مستويات البحار.
وحذر التقرير من خلق مخاطر كبيرة على الزراعة إثر ندرة المياه الشديدة، وزيادة مستويات الجفاف، وتكثيف عدم القدرة على التنبؤ، ومخاطر الظواهر الجوية المتطرفة.