"سلطة العقبة": الأردن يدرس بعناية الاستثمارات السعودية المطروحة في مشروع "نيوم"
الوقائع الإخبارية: كشف رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف احمد بخيت، ان الاردن يدرس بعناية حاليا الاستثمارات المطروحة من قبل الجانب السعودي ضمن مشروع "نيوم”، الذي بدأت المملكة العربية السعودية الشقيقة بتنفيذه على البحر الأحمر.
بيد ان بخيت قال انه لن يتم الاعلان عن تفاصيل دقيقة لتلك الاستثمارات، لحين التوصل لاتفاق نهائي مع المملكة العربية السعودية.
وأكد، ان الجانب السعودي يركز في الفترة الحالية على مشاريعه التي سيقيمها على اراضيه ضمن مشروع "نيوم”، متوقعاً ان يتم اعلام الحكومة الاردنية قريباً حول المشاريع الاستثمارية التي ستنفذ في العقبة، لتكون داعمة لهذا المشروع الاقليمي الكبير.
وأوضح بخيت أن المشروع هو استثمار سعودي بالكامل على جزء من اراضي العقبة المحاذية للحدود السعودية، مؤكدا انه خلال الفترة المقبلة سيتم المزيد من اللقاءات والمشاورات بين الجانبين الأردني والسعودي لوضع التصورات التفصيلية والبرامج والجداول الزمنية لترجمته الى واقع خلال المرحلة المقبلة، مشيرا ان هناك عناصر تفصيلية للمشروع العالمي سيبحث فيها معمقا من خلال الاجتماعات المتواصلة مع الجانب السعودي خلال الاشهر القريبة المقبلة.
واضاف بخيت ان مشروع "نيوم”، سيكون ضمن الموضوعات التي ستناقش خلال اجتماع الدورة السادسة عشر للجنة الأردنية السعودية المشتركة التي ستعقد خلال شهر كانون الأول (اكتوبر) المقبل.
وبين بخيت أن مشروع "نيوم” سيحفز الاقتصاد العالمي نحو المنطقة، مؤكداً أن المشروع بمثابة إعلان ثقة بأمن الأردن واستقراره، ونجاعة العقبة كنموذج لمنطقة اقتصادية خاصة، كما ارادها جلالة الملك عبد الله الثاني، واعتراف أيضا بحجم الانجازات التي تحققت فيها.
ويقع المشروع شمال غرب المملكة العربية السعودية، ويشتمل على أراض داخل الحدود المصرية والأردنية، حيث سيوفر العديد من فرص التطوير بمساحة إجمالية تصل إلى 26.500 كم2، ويتمتع هذا المشروع بعدد من المزايا الفريدة، منها القرب من الأسواق ومسارات التجارة العالمية حيث يمر بالبحر الأحمر حوالي 10 % من حركة التجارة العالمية ويمكن لـ70 % من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى، وتقع في مناطق داخل أراضٍ من مصر والأردن.
وقال بخيت ان الاردن يرحب بالمشروع العالمي، الذي جاء نتيجة مشاورات بين الأردن والسعودية خلال الفترة الماضية، مؤكداً أن المشروع سيكون جزءا من العقبة وهو مشروع اقتصادي كبير ومتكامل.
وبين أن لحظة البدء في المشروع، سيسهم في تحفيز النشاط الاقتصادي في العقبة بشكل خاص والأردن بشكل عام، مشيرا إلى أن الاستثمارات السعودية ثمرة العلاقات المتميزة والاخوية بين البلدين، والتي ارسى قواعدها جلالة الملك عبد الله الثاني واخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ال سعود.
وكان ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، أعلن بداية العام الماضي 2018 عن إطلاق مشروع ” نيوم” العالمي الضخم لربط ثلاث قارات، والذي ينطوي على فرص خيالية، وهو عبارة عن وجهة حيوية جديدة تقع شمال غرب المملكة، تسعى لتصبح مكانا يجمع أفضل العقول والشركات معا لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى المستويات، وقد تم تصميم هذه المنطقة الخاصة لتتفوق على المدن العالمية الكبرى من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة إلى جانب الفرص الاقتصادية المتميزة، إذ من المتوقع أن تصبح مركزا رائدا للعالم بأسره.
ويتمتع هذا المشروع بالتضاريس المذهلة التي تشمل الشواطئ البكر التي تمتد على مساحة تتجاوز 460 كيلومترا مربعا من ساحل البحر الأحمر والعديد من الجزر ذات الطبيعة الأخاذة والجبال ذات المناظر الخلابة التي تطل على خليج العقبة والبحر الأحمر وتغطي قممها الثلوج خلال فصل الشتاء والصحراء المثالية الممتدة بهدوئها وجَمالها.
وكانت المملكة العربية السعودية قد قامت بإنشاء هيئة خاصة للإشراف على مشروع "نيوم” برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إذ سيتم دعم المشروع باستثمارات تبلغ قيمتها 500 مليار دولار أميركي من قبل السعودية، صندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.
وبدأ العمل بالفعل في مشروع "نيوم” وذلك من خلال بحث سبل التعاون والاستثمار مع شبكة واسعة من المستثمرين الدوليين كما تم البدء بتأسيس بعض ركائز البنى التحتية الرئيسية.