تربويون يجمعون على ضرورة دعم المعلم ماديا ومعنويا
الوقائع الإخبارية: بعيدا عما يحدث في الميدان التربوي من اضراب عن العمل للمعلمين بالقطاع الحكومي ومطالبهم برفع علاوة المهنة الى
50 % على رواتبهم الأساسية، فإن أي عملية إصلاح وتطوير للعملية التعليمية يجب أن تبدأ بتدريب المعلم والاهتمام بحوافزه وتطوير أساليبه باعتباره المعني في صناعة الانسان وبناء قدراته الشخصية المتكاملة.
وتحتفل الأسرة التربوية اليوم، باليوم العالمي للمعلم، تأكيدا لرسالته ودوره المحوري في بناء أجيال المستقبل، والارتقاء بالمجتمع في شتى المجالات.
وأكد خبراء تربويون في أحاديثهم لهم” ان لا تنمية بشرية بدون جعل المعلم والعملية التعليمية أولوية وطنية، داعين الى ضرورة زيادة الإنفاق على قطاع التعليم كون الاستثمار فيه، يعد من أفضل الاستثمارات التي تعنى بصناعة الإنسان، فيما شددوا على أهمية توفير المزيد من الحوافز المادية والمعنوية للمعلمين.
وأكد وزير التربية والتعليم الاسبق فايز السعودي ان يوم المعلم العالمي له اهمية كبيرة كون هذا اليوم يذكر الجميع بأن المعلم هو اساس بناء المجتمع باعتباره المعني في صناعة الإنسان وبناء قدراته الشخصية المتكاملة.
وقال لـ "الغد” إن الحديث عن معلم يعني الحديث عن بناء المستقبل الذي نريده من اجل الارتقاء في الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، مضيفا أن التعليم هو اساس نهضة المجتمع وبالتالي وفي ظل الظروف التي نمر بها والاضراب الذي استمر شهرا منذ انطلاقة العام الدراسي الحالي "يجب ان يتم زيادة الإنفاق على التعليم”، معتبرا أن الاستثمار في قطاع التعليم، يعد من أفضل الاستثمارات التي تعنى بصناعة الإنسان.
وبين السعودي ان على الحكومة ان تدرك في يوم المعلم العالمي الذي يأتي متزامنا مع اضراب المعلمين بأن المعلم هو اساس بناء المجتمع، وزيادة الإنفاق على التعليم اصبح ضرورة ملحة من اجل بناء أردن المستقبل الذي نريده، مشيرا إلى أن مهمة تعليم الطلبة التي يؤديها المعلم تعتبر رسالة مقدسة يجب الاهتمام بها.
ولفت السعودي الى ان الطالب هو محور العملية التعليمية الذي يعمل من اجله المعلمون ووزارة التربية والتعليم والحكومة ونقابة المعلمين، ولذلك على الحكومة ان تفكر جليا بمصلحة الاجيال القادمة واعطاء التعليم اولوية قصوى باعتبار التعليم بوابة المستقبل.
وأكد ضرورة دعم الوضع المادي للمعلمين والتعليم بشكل عام من اجل الارتقاء بالمجتمع في شتى المجالات، داعيا المعلمين الى العودة للمدارس وتأدية رسالتهم المقدسة كون الطلبة ليسوا طرفا في أي عملية مطلبية.
من جانبه، قال مدير ادارة التخطيط التربوي في وزارة التربية والتعليم سابقا الدكتور محمد أبو غزلة ان الدول تهتم بإحياء الاحتفال بيوم المعلم العالمي منذ العام 1966، والذي يركز على تحسين أحوال المعلم المعيشية والمهنية، ويعد هذا الاحتفال بمثابة التقدير والاحترام للمعلم ودوره في التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة لجميع الطلبة.
وأضاف، ان المعلم يشكل العامل الأساسي في تحقيق الغايات التي تسعى إليها الأنظمة التعليمية في الدول من وراء إعداد المواطن الصالح والمنتمي، فمن حقه التمكين والتأهيل والتدريب والتحفيز، واحترام المكانة الاجتماعية والمهنية له لقاء الدور الكبير الذي يقوم به في إعداد النشء.
واكد ابو غزلة ضرورة تحسين أوضاع المعلمين المادية والمعيشية، لافتا الى الدور الملحوظ الذي يقوم به المعلم في التأثير على الفرد والمجتمع، إذ تنجم بعض النتائج العظيمة جرّاء كلمة تحفيزية وجّهها المعلّم لأحد الطلاب.
واتفق مع ابو غزلة بالرأي الخبير التربوي عايش النوايسة، الذي أكد ان المعلم يعد ركيزة أساسية من ركائز العملية التربوية، بل هو عصب العملية التربوية وحجر الزاوية فيها ومحورها الأساسي والعنصر الفاعل في أية عملية تربوية، لذا وجب على النظام التربوي العمل على الاهتمام بالمعلم، وتقديم الرعاية له.
وأكد النوايسة أهمية تحديد القوانين والأنظمة التي تحكم عمل المعلم بشكلٍ دقيق، حتى يستطيع المعلم تحديد حقوقه وواجباته. ولا بد من احترام قيمة المعلم، وعدم التقليل من شأنه أمام الطلبة وتوفير بيئة مناسبة للمعلم، حتى يستطيع أن يُعلم بكل سهولة وأريحية.
وشدد على أهمية تقديم حوافز وجوائز للمعلم عند العمل بكفاءة ونشاط، لتنمية مواهبه، ورفع روحه المعنوية، إضافة الى منحه الأمان الوظيفي، والشعور بالرضىا والسعادة عن عمله.
ودعا النوايسة الى توعية الطلبة بأهمية المعلم في المجتمع والإنصات إلى مشاكله، وعدم الاستخفاف بها بالإضافة إلى تقديره وعدم إهانته من قِبل الطلاب.
وبين أن على المعلم ايضا الالتزام بنهج النمو المهني وتأتي أهمية النمو المهني للمعلم من كون أن العملية التعليمية كغيرها من الوظائف، عملية متغيرة باستمرار، ومتأثرة بشكل كبير مع التغيرات والتطورات التكنولوجية حيث ان المناهج التعليمية تتأثر بشكل كبير بهذه المتغيرات، ما يتطلب تغيير الأداة التعليمية والطريقة التي تعطى بها وإيصالها للطالب، وكل هذه الأمور تتطلب الكثير من العمل والجهد والتدريب، ومن هنا تتأتى أهمية عقد دورات تدريبية للمعلم بين الحين والآخر.
ولفت النوايسة الى اهمية الدورات التدريبية للمعلمين إذ انها تعمل على مساعدة المعلم للارتقاء بمعلوماته وتوسيعها وربطها بالتغيرات الحاصلة، بالإضافة إلى اطلاعه على الطرق الحديثة والمتطورة في التعليم.