أول "شتوة" تقيس الاستعداد لاستقبال الموسم المطري
الوقائع الإخبارية: هطلت أول أمطار خريفية أول من أمس على المملكة، متزامنة مع حلول الموسم الخريفي، الذي لمس مواطنون أثره واستبشروا خيرا به للتخفيف من حدة جفاف يشهده بلد يصنف بأنه ثاني أفقر دولة مائيا على مستوى العالم.
تبشر هذه الشتوة بانعكاسات إيجابية للأمطار التي تفاوتت كمياتها بين منطقة وأخرى في المملكة، إذ سجلت غزارة في بعضها، وتحول الطقس بالتدريج للولوج في الموسم الشتوي.
مساعد أمين عام سلطة المياه الناطق الرسمي باسم وزارة المياه والري عمر سلامة، أكد أن "الهطولات المطرية تساهم كثيرا بانخفاض حجم الاستهلاك المائي في مختلف الاستخدامات، بما معدله نحو 25 إلى 30 %”.
وأشار سلامة في هذا السياق للدور الكبير الذي تلعبه الأمطار الخريفية في إتاحة الفرصة للوزارة لإعادة تأهيل وصيانة بعض المصادر المائية، خاصة تلك التي تعمل على مدار الساعة طيلة الفترة الماضية وخلال الموسم الصيفي، في ظل ازدياد الطلب على المياه، وارتفاع درجات الحرارة، تزامنا مع الموسم السياحي وعودة المغتربين.
وأعرب سلامة عن أمل وزارة المياه والري بأن يكون الموسم الشتوي المقبل، موسما جيدا تنعكس آثاره بشكل مباشر على مخازين السدود بشكل خاص، منوها في الوقت نفسه الى ضرورة الاستعداد للتعامل مع مختلف الظروف الجوية المتوقعة خلال الفترات المقبلة، خاصة في ظل التغيرات المناخية السائدة.
ونبه سلامة لأهمية أخذ المزارعين لاحتياطاتهم اللازمة بخصوص زراعاتهم الواقعة بالقرب من مجاري الأودية في منطقة وادي الأردن.
وعادة، ما يكون تأثير الأمطار الجيد على المياه الجوفية واضحا، في حال استمرار الهطول لتغذية الطبقات الجوفية العميقة من الأرض، في حين يكون تأثير تلك الأمطار "محدودا” على تلك المياه عند انحباس الأمطار.
وبدت الامطار الهاطلة أول كجداول صغيرة في مختلف شوارع العاصمة، في الوقت الذي بدأت فيه ملامح الموسم الشتوي الجديد تظهر في موسمها الطبيعي.
وعوّلت وزارة المياه والري- سلطة وادي الأردن على أي هطول مطري "خريفي” خلال الوقت الراهن، في منح "أريحية للمياه المسالة لمختلف الزراعات في وادي الأردن”.
وفي الوقت الذي شهدت فيه المملكة موسما مطريا استثنائيا خلال العام الماضي 2018-2019، "حين بدأ الهطول المطري مبكرا”، وفق تصريحات سابقة لأمين عام سلطة وادي الأردن علي الكوز، أشار الى "دور دائرة الأرصاد الجوية في التنبؤ باحتمالية توقيت الهطول المطري المتوقع على مختلف مناطق المملكة”، مشيرا الى أن "من المبكر حاليا إطلاق حكم على جودة الموسم الشتوي الحالي من عدمه، دون التقليل من شأن الدور الإيجابي الذي سيلعبه الهطول المطري المتوقع وانعكاسه على الزراعات”.
وسيساهم أي انخفاض في درجات الحرارة في هذا الوقت، أو أي هطول مطري مبكر مباشرة بشكل إيجابي في "التقليل من إسالة كميات المياه من المصادر المخصصة للري، وخاصة السدود”، بحسب الكوز الذي أوضح ان أي "شتوة خريفية” قد تشهدها المملكة خلال الفترة الحالية ستساهم، في "إراحة” سلطة وادي الأردن، حيال إسالة المزيد من المياه للمزارعين، إلا أنه لا يمكن اعتبار عدم مرور منخفضات جوية ذات هطول مطري على مختلف مناطق المملكة حتى هذا الوقت، "تأخرا” بالموسم المطري.
ويعد شهرا أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، "فترة انتقالية” من الموسم الصيفي إلى الشتوي، حيث تمر عادة كتل رطبة نسبيا وباردة يكون مركزها من المناطق الشمالية والغربية عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وأكد الكوز أنه، "لا يعول على هذه الأمطار علميا في تقييم جودة أداء الموسم المطري من عدمه خلال الوقت الراهن، حيث بات موعد بداية الموسم المطري متغيرا، وفق التغيرات المناخية التي أثرت على الطقس بشكل عام في كافة مناحي العالم، وسط توقعات مراكز أرصاد محلية وعالمية أن تتراوح درجات الحرارة العظمى والصغرى في المملكة خلال الأيام الثلاثة المقبلة، ما بين 30 و17 درجة مئوية”.
وكان تقرير المياه والهشاشة؛ الصادر مؤخرا عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الدولي، تناول بشكل موسع بند انعكاس تأثيرات تغير المناخ على المياه والسكان، "مرجحا أن يكون حجم تلك التأثيرات في جميع دول المنطقة عاليا، رغم اختلاف التغييرات والآثار”.
وأوضح التقرير أن التغييرات المتوقعة الرئيسية "تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، وموجات الحرارة، وتراجع الهطول المطري، و/ او هطول أمطار متطرفة”، وسط تنبؤات بأن تشمل تأثيرات الجولة الثانية زيادة وتيرة وحالات الجفاف، والفيضانات، وتسرب مياه البحر لطبقات المياه الجوفية الساحلية مع ارتفاع مستويات البحار.