الخوالدة: البناء المتصدع لا ينفعه أي "تكحيل"
الوقائع الإخبارية: قال الدكتور خليف الخوالدة في تغريدة عبر حسابه على تويتر: ما حدث ويحدث يدلل على وجود خلل حقيقي يقابله ضعف واضح.. وهذا مع ذاك ولّد ويولّد حالة من الاحتقان.. ولهذا، قد تتبنى الناس أو تدعم أي طروحات أو مطالبات أو أحداث.. الدافع ليس بالضرورة الاقتناع..
بل قد يكون لأسباب أخرى تدخل من باب الاعتراض على نهج حكومي أو سياسات أو تعبيرا عن معاناة أو بدافع البحث عن أي جديد.. أو على الأقل من باب تفريغ الغضب الناجم عن ضغوط معيشية والتزامات..
الواقع ليس دائما كما يراه أو يصفه المسؤول.. فليس بالضرورة أن يكون التشخيص دائما دقيقًا.. وقد يكون منحازا أو تحت تأثير..
في خضم هذا الحراك والعراك ونتيجة له.. كثُر القيل والتقوّل والقال.. فضاقت الصدور وتاهت الحكمة والحلم بات مفقودا.. وحدثت حالات من الانقسام بين دفاع وهجوم.. واختفى البعض وكأن شأن الوطن لا يعنيه.. وسلك البعض سلوكا لا نبتغيه.. وتغيرت لهجة البعض وتكشفت نواياه.. وفي هذا جرس إنذار..
الدولة غدت تتعرض - وللأسف من الداخل - لمحاولات هجوم واستهداف.. وتتنامى يوما بعد يوم ثقافة اللوم والاتهام.. ومحاولات البعض فرض أجنداتهم.. إذ بتنا نلمس في حديثهم مؤخرا شيئًا من النشوة والاستقواء..
علينا أن نعترف بواقع الحال.. فليس من الحكمة أن نتجاهل ذلك أو أن نستخف به.. وأكثر ما أخشاه أن توظف هكذا ظروف في محاولة البعض اختطاف ما لدى المواطن من أهداف محقة وتطلعات مشروعة.. وإيهامه بأن طروحاتهم وأجنداتهم تحقق للناس ما لديهم من طموحات..
ما يؤلمني أكثر أنني لا أرى من يدافع عن الدولة ومنجزاتها سياسيا واعلاميا بجدارة.. أي بمحتوى وحقائق وشواهد.. وبعيدًا عن الكلام العام..
علينا أن ندافع عن الوطن ومنجزاته بضراوة.. وأن يبقى ظهر الدولة محميا وغير مكشوف.. ولكن بالمقابل علينا أن نصحح الأخطاء.. وأن نقطع كل طريق.. إلا طريق العمل والإنجاز..
الأردن ليس بحاجة لمن يخاف على كرسيه أكثر مما يخاف عليه.. والمواقع ليست بحاجة لمن لا يرى أبعد من قدميه..
الوطن يحتاج إلى سواعد تحميه.. تدافع عن منجزاته وتبنيه.. لا خير يرجى من أي مرتجف أو ضعيف..
لا شيء أشد خطورة من أن يتقدم الضعيف.. فإصلاح المؤسسات يبدأ بقياداتها.. فقوة المرؤوس قوة للرئيس.. من هاب القوي أبعده، وما أبعده إلا ضعيف..
الضعيف يبقى متوجسا ومترددا ومرتبكا.. يتذاكى ويتحاشى لكنه مكشوف.. ودلائل القوة أو الضعف تتضح في كيفية التعامل مع هكذا واقع وظروف..
ويبقى الدفاع عن الدولة وقيمها ومنجزاتها واجبا يتقاسمه الجميع.. وأمام مصلحة الوطن تتلاشى أية مساعي أو اهتمامات..
إذا أجاز المسؤول حالة واحدة بغير وجه حق، أجاز تلقائيًا لمرؤوسيه تمرير مئات الحالات.. فلا يستطيع المسؤول أن يلزم مرؤوسيه بأمر لا يلتزم هو به.. بل يفقد جراء ذلك هيبته وقدرته على المساءلة والتأثير..
ليتدارك الجميع الأمر وليتأكد كل واحد من سلامة نهجه وصحة مساره.. ليسود نهج العدالة والاستحقاق.. نهج يخلو تمامًا من أي حالات من سوء الإدارة أو الفساد أو الإفساد.. هذا الشأن يشكل ضرورة ملحة وأولوية حاسمة.. فقد بلغ الصبر منتهاه..
لابد من أن تدرس الآثار الظاهرة والباطنة لمختلف السيناريوهات.. فالخطأ أو الإخفاق في تحديد المصدر الحقيقي للضعف وما يتبعه من إجراءات يكلف ثمنا باهضا.. وقد يدفع إلى حالة يتعاظم فيها الخلل.. ويستعصي معها العلاج.. ويتنامى مع ذلك الشعور باليأس والإحباط.. وهذا داء لا نتمناه..
قد تجري محاولات لتحميل الأخطاء لشخص أو لأشخاص.. وربما توظيف كل القدرات والمهارات لتحقيق ذلك.. ويا ليت المهارة تلك توظف في خدمة الصالح العام..
الرأي العام، وحتى لو تعرض لمحاولات إعادة توجيه والدفع بسيناريو دون غيره، يبقى يرى المشهد على حقيقته وما يلزمه من حل وأدوات.. قد يفرح البعض بمرور الوقت وأثر ذلك على ذاكرة الناس في النسيان.. إضافة إلى محاولات تسليط الضوء على أمور أخرى وتوجيه الأنظار والاهتمام إليها.. وإشغال
الرأي العام.. لا جدوى من هكذا محاولات وخصوصا مع هكذا واقع حال.. فالبناء المتصدع لا ينفعه أي تكحيل..
قد يغضب البعض أو على الأقل يعتب.. لكنني ناصح لما هو في موقع المسؤولية قبل غيره.. فما يحدث حولنا يتطلب أن نتكاتف كلنا لمواجهة تداعيات ذلك.. ليبقى الوطن محصنا ومتماسكا عصيا على أية محاولات للاختراق..