السفيرة دابالوس: علاقات تاريخية تربط اسبانيا والأردن

الوقائع الاخبارية :أكدت سفيرة مملكة اسبانيا في المملكة الأردنية الهاشمية ارانثاثو بانيون دافالوس أن العلاقات الأردنية الاسبانية تاريخية بين البلدين منذ عهد المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، وعهد جلالة الملك عبدالله الثاني، وقالت إن "الأردن دولة تتمتع بقيادة حكيمة تمكنت من صناعة هويتها الخاصة بها"، مشيرة إلى أن العلاقات بين الأردن واسبانيا قائمة على ثقة وفهم أصيل للتحديات والفرص.

وقالت بمناسبة العيد الوطني لاسبانيا:" إن العلاقات التي تجمع كل من بلدينا هي علاقات صلبة ومتجذرة قائمة على الثقة المتبادلة تعود إلى اكثر من 70 عاما منذ ان بدأت العلاقات الدبلوماسية.

واضافت دابالوس :" لقد شعرنا كأردنيين واسبان دائما بقربنا وبتفاهمنا من بعضنا البعض، بدون ادنى شك بسبب العلاقات التاريخية والثقافية التي جمعتنا معا. لافته إلى العلاقات المميزة التي تجمع كل من العائلتين الملكيتين في بلدينا، وكان لها اكبر الأثر في تعزيز وتعميق العلاقات بين الشعبين الصديقين في العديد من المجالات.

وذكرت أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في مستوى التعاون وفي حجم النشاطات الثقافية والتبادل التجاري وقد تطور ايضا مستوى التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية.

وقالت:" إن اسبانيا تعتبر الأردن شريك لا غنى عنه في منطقة الشرق الأوسط التي تمر بمرحلة مضطربة وصعبة. ليس فقط لأيماننا بان الأردن هو صوت العقل ويحمل على عاتقه مسئولية بناء جسور من الحوار من اجل تعزيز التفاهم بين كافة الشركاء في المنطقة وفي العالم ة وهناك توافق بيننا في وجهات النظر في المواقف السياسية حيال عديد من القضايا الحيوية مثل القضية الفلسطينية".

وردا على سؤال حول الجالية الأسبانية في الأردن والأردنية في اسبانيا؛ قالت دابالوس :" ان الجالية الأسبانية في الأردن هي جالية متجذرة في الأردن حيث انها مشكلة من خليط من عائلات مشتركة نواتها من المواطنين الأردنيين ومن سلالتهم الذين اتيحت لهم الدراسة في اسبانيا خلال سنوات السسبعينات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي". وذكرت على سبيل المثال في الأردن هناك جمعية للأطباء الأردنيين خريجي اسبانيا وكذلك هناك جمعية الصداقة الأردنية الأسبانية التي يقوم عليها اردنييون اتموا دراستهم في اسبانيا.

واضافت انه و في العقود الماضية ازداد عدد الجالية الأسبانية ايضا بسبب قدوم مواطنين اسبان للعمل في النشاطات الأنسانية والتنموية بسبب ازمة اللاجئين السوريين بالأضافة الى قدوم ممثلين عن شركات اسبانية تعمل على تنفيذ العديد من المشاريع في العديد من القطاعات مثل قطاع الطاقة المتجددة والبنية التحتية والخدمات, لكن كما ذكرت فان الاغلبية هم من العائلات المختلطة وعددهم يتجاوز الألفين اما بالنسبة للمغتربين الأسبان في الأردن فعددهم لا يتجاوز المئتين. بالنسبة الى الجالية الأردنية في مدريد فاغلبيتهم من المهنيين الجامعيين الذين بقوا في اسبانيا بعد اتمام دراستهم هناك واكثرهم من الأطباء والمهندسين والصيادلة والتجار وهم مهنيين مؤهلين اندمجوا بالكامل في المجتمع الأسباني.

وفيما يتعلق بالاتفاقيات المشتركة بين البلدين و مستقبل العلاقات وحجم التبادل التجاري، قالت دابالوس: لقد وقع الأردن واسبانيا اتفاقيات في العديد من المجالات حيث انها تعتبر اداة مرجعية تعمل على تعزيز العلاقات وكمثال على هذه الأتفاقيات هناك اتفاقية في المجال العسكري من خلالها تقوم القوات المسلحة في كلا البلدين بالمشاركة في اعمال ودورات تدريبية, وهناك ايضا اتفاقية اخرى مماثلة بين وزارتي الداخلية في البلدين وتم من خلالها وضع اطارا للتعاون بين جهاز الشرطة وقوات الأمن في كلا البلدين. اما في المجال السياسي فقد تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية والتي تؤكد التزام الطرفين بعقد لقاءات على مستوى فني وسياسي مرة واحدة في العام للقيام بمراجعة وتقييم للعلاقات الثنائية بالاضافة الى مناقشة قضايا المنطقة ذات الأهتمام المشترك. هناك ايضا العديد من الأتفاقيات التجارية والأقتصادية الموقعة بين البلدين ففي بداية هذا العام وخلال زيارة وزيرة الدولة للتجارة والسياحة الى الأردن تم التوقيع على حزمة من المساعدات الفنية خاصة بالعديد من المشاريع في قطاعات المياه والبنية التحتية والطاقة بقيمة 100 مليون يورو. اما بالنسبة لحجم التبادل التجاري فقد تضاعف في السنوات الأخيرة بالرغم بان الميزات التجاري يميل لصالح اسبانيا حيث ان حجم الصادرات الأسبانية الى الأردن تبلغ حوالي 450 مليون دولار وهذا يضعنا كرابع اكبر مصدر في الأتحاد الأوروبي. اما بالنسبة الصادرات الأردنية الى اسبانيا فهي لا تتجاوز 40 مليون دولار بالنسبة للأردن تعتبر اسبانيا خامس وجهة بالنسبة للصادرات الى الأتحاد الأوروبي وهنا من الواجب العمل على تصحيح هذا الخلل وهو ما نقوم به حاليا من خلال التواصل مع السلطات الأردنية من اجل توجيه ودعم الشركات الأردنية لتصبح اكثر تنافسية في السوق الأسباني.

وردا على سؤال حول عدد السياح الأسبان الذين زاروا الأردن وعدد الأردنيين الذين زاروا اسبانيا، قالت دابالوس:" لحسن الحظ نرى كيف أن الأردن نجح في جذب مزيدا من السياح الى البلاد حيث ان هذا القطاع هو من القطاعات الأكثر نموا وقرأت مؤخرا بانه يمثل اكثر من 12 بالمئة من الناتج المحلي الأجمالي. واضافت أن السياح الأسبان ليسوا استثناء فكل عام هناك زيادة مضطردة في اعداد الأسبان القادمين لأستكشاف مدينة البتراء الساحرة وجمالية وروعة وادي رم وكذلك لممارسة الغطس في البحر الأحمر واستكشاف التراث الأثري والتاريخي وزيارة الأماكن المقدسة. يشعر الزائر الأسباني هنا في الأردن بالراحة والدفىء وشبكات التواصل الأجتماعي مليئة بالتعليقات التي تشيد بجمال وروعة الأردن, وتتحدث عن كرم الاردنيين وعن لذة الطعام ايضا.

وتابعت قولها:" عند وصولي الى الأردن واستلام مهامي قبل اكثر من سنتين كان عدد السياح الأسبان حوالي 13 الف سائح وبحسب آخر التوقعات فان العدد خلال هذا العام سيزيد عن 28 الف أي بمعنى بان العدد قد تضاعف خلال هاتين السنتين".

وحول الأردنيين الذين زاروا اسبانيا فإن العدد يتراوح بين 10 و15 الف زائر كثير منهم ممن زاروا اسبانيا من قبل لأعجابهم في البلد، ورغبتهم بزيارة اماكن لم يكونوا قد زاروها من قبل أو لأن لديهم املاك في اسبانيا. من الوجهات المفضلة برشلونة ومدريد ومقاطعة الأندلس.

وقالت دابالوس: إن مناسبة العيد الوطني الأسباني هو الذكرى التاريخية لوصول كريستوفر كولومبوس إلى شواطيء امريكا. في يوم 12 تشرين الأول الذي يسمى ايضا "عيد (الشعوب التي كانت جزء من التاج الملكي الأسباني). واستذكرت وجود اكثر من 500 مليون شخص يتكلمون اللغة الأسبانية ويتشاركون معنا الثقافة والقيم الأسبانية.

واضافت:" ليس هناك أدنى شك بان الأرث التاريخي المشترك بين اسبانيا والدول العربية كان له صداه واثره على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. هنا في الأردن فان العيد الوطني هو مناسبة لتسليط الضوء على الحيوية والتطور المتزايد في العلاقات الثنائية وهو تاكيد ايضا لألتزام اسبانيا القوي مع الأردن ودعمنا لعمليات الأصلاح التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني من اجل توفير فرص عمل وزيادة النمو الأقتصادي وتشجيع الأندماج الأجتماعي من اجل وضع الأسس لمستقبل افضل.