عيادات »الكرك«.. مرضى يعانون في مبنى غير مؤهل
الوقائع الاخبارية :ساعات انقضت والمسنة ام محمد تنتظر في صالة عيادات الاختصاص الخارجية الملحقة بمستشفى الكرك الحكومي لتدخل الى غرفة الطبيب المعالج اذ تعاني الما حادا في ساقيها يقعدها عن الحركة احيانا.
وفي العيادات زادت معاناة ام محمد من الآلم فقد طال انتظار دورها في الدخول لغرفة المعاينة الطبية. مدة زمنية طويلة امضتها ام محمد واقفة على قدميها فالمقاعد محدودة وممتلئة ولا متسع لها لتريح نفسها مشقة الوقوف فصالة الانتظار تضيق بمئات المرضى والمرافقين، في مبنى غير مؤهل فنيا ومساحيا.
معاناة المسنة ام محمد هي ذاتها معاناة مواطنين كثر ممن يراجعون العيادات من مناطق الكرك للمعالجة من امراض مزمنة او اي عارض اخر يستدعي كشفا طبيبا متخصصا، وجميعهم يشكون واقع العيادات وسوء المبنى الذي لم يصمم لهذه الغاية اصلا.
والدخول الى المبنى الذي شيد من طابقين منذ العام 2003 والتنقل بين مرافقه يستلزم ان يصعد المرضى مهما كانت طبيعة امراضهم وان يهبطوا ادراجا فالمصعد الوحيد في المبنى غير مستخدم، فيما يفتقر المبنى الى نظام التكييف في ايام الصيف شديدة الحرارة وتهوية المكان بنوافذه الضيقة غير مواتية ايضا.
اضافة الى ذلك ان غرف المبنى ضيقه سواء المستخدمة لاغراض ادارية او كعيادات وخدمات طبية مساندة اخرى الامر الذي يربك عمل الاطباء والفنيين العاملين في العيادات لتجمهر الناس حولهم، ورغم ان تشخيص العديد من الامراض يحتاج الى اخذ صور شعاعية للمرضى فجهاز التصوير الموجود في العيادات غير مفعل لاسباب فنية ما يقتضي ان يذهب المريض ومهما كان وضعه الصحي الى مبنى المستشفى الذي يبعد نسبيا عن مبنى العيادات لاخذ الصورة الشعاعية التي يحتاجها.
وبحسب مواطنين فان واقع العيادات الخارجية لا يتناسب وكون المستشفى تعليمي تحويلي يخدم طلبة الطب في جامعة مؤتة فيما تحول اليه العديد من الحالات المرضية من مختلف مناطق جنوب المملكة.
والحالة التي عليها مبنى العيادات حاليا لا تتوافق وما يشهده المستشفى من تطور طبي ولا يتلاءم وأعداد مراجعيه المتزايدين لما تشهده الكرك من نمو سكاني، ما يستلزم اقامة مبنى نموذجي للعيادات تتوفر فيه المواصفات لتقديم خدمة طبية متطورة.
ووفق رأي مواطنين بخصوص وضع مبنى العيادات وطبيعة العمل داخله اشار المواطن محمد الصعوب الى ان هذا الوضع لا يوفر للمرضى اجواء ملائمة بما يضمن سرعة حصولهم على الخدمة الطبية التي ينشدون، فتزاحم المرضى في العيادات يؤثر سلبا على عمل الطبيب الذي عليه فحص عشرات الحالات خلال فترة الدوام اليومية المحددة اذ لايتسنى للطبيب الوقت الكافي للتدقيق اكثر في حالة المرضى.
واكثر العيادات ازدحاما بالمرضى الباطنية والعظام اذ يفوق عدد مراجعيهما يوميا وفق تقديرات المواطن علي الضمور (100) مريض لكل عيادة الامر الذي يتطلب تشغيل عيادتين او اكثر في نفس اليوم، ليتمكن الطبيب ان يعطي مرضاه وقتا كافيا للوقوف على حالتهم المرضية، خاصة وان من المرضى من اتى من مناطق بعيدة في المحافظة وتحملوا اضافة الى مرضهم مشقة التنقل ومايترتب عليه من نفقات مكلفة لبعضهم.
واستغرب المواطن خالد المجالي ان يبقى جهاز التصوير الشعاعي في العيادات معطلا عن العمل.
وقال ان الطبيب المعالج اقر له صورة اشعة مما اضطره وكان يشكو من الم في صدره للذهاب سيرا على الاقدام تحت وهج الشمس الحارة وصولا لقسم التصوير الشعاعي داخل المستشفى ويعود بعد ذلك الى العيادات لمقابلة الطبيب ليشخص حالته ويقر له العلاج المناسب.
ودعا وزارة الصحة لسرعة تشغيل الجهاز لاراحة المرضى فبقاؤه بدون تشغيل لفترة طويلة يعني الاضرار فنيا به.
مواطنون اكدوا الحاجة الى تنظيم عملية ادوار المرضى في الدخول الى غرف الاطباء وبطريقة الية لا يتدخل فيها العنصر البشري ما يضمن الدقة في العمل وعدم التلاعب بالادوار لصلات الصداقة والقربى التي يمكن ان ياخذ بها بعض موظفي العيادات، وطالب المواطنون بايجاد مكان ملائم لصيدلية العيادات بالنظر لضيقها وعدم قدرتها على استيعاب العاملين فيها، والحال كذلك بحسب المواطنين ينطبق على اقسام المختلفة في العيادات، والى حين ان يتم اقامة مبنى جديد فدعا المواطنون الوزارة لاجراء الصيانة المناسبة التي يحتاجها المبنى الحالي بالنظر لته?لك البنية التحتية لبعض مرافقه.
مدير مستشفى الكرك الحكومي الدكتور معاذ المعايطة اقر ان مبنى العيادات بوضعه الحالي لايتناسب وحجم العمل المناط به من حيث مساحة البناء وعدد مراجعيه اليومي الذي يبلغ زهاء الالف مريض ليصل هذا العدد الى اكثر من(20) الف شخص في اكثر اشهر السنة.
وبين ان المبنى غير مصمم اصلا كعيادات انما كان مخصصا كبنك للدم ومن ثم اضيف له طابق ثان ليحول الى عيادات خارجية لتتشارك العيادات وبنك الدم في هذا المبنى اضافة الى وحدة الرعاية النفسية والمختبر.
واوضح المعايطة ان عدد عيادات الاختصاص العاملة في الموقع يصل لقرابة 20 عيادة يوميا ويغطي هذه العيادات كما قال على مدار الاسبوع (80) طبيبا اخصائيا من مختلف الاختصاصات، مشيرا الى وجود مختبر متكامل في العيادات تجرى فيه فحوص لعدد كبير من العينات العادية والهرمونات وبمايصل في بعض الايام الى زهاء(الف و400)عينة مايشير الى حجم العمل الواقع على كاهل العيادات، فيما اقر بعدم تفعيل جهاز الاشعة في العيادات لحاجة ربطه على نظام حكيم بواسطة جهاز خاص قال ان المستشفى خاطب الوزارة بخصوص تأمينه.
وبين وجود تدفئة مركزية في العيادات لكنها تحتاج الى اجهزة تكييف صيفا وسنعمل كماقال لايجاد الية لتامين تكلفة هذه الاجهزة، وبين ان ادارة المستشفى ولتخفيف الضغط على العيادات وشكوى المواطنين من عدم انتظام عملية الدور في ادخال المرضى لغرف المعالجة تبحث عن طريقة لتنظيم هذه العملية لتكون آلية متكاملة لايتدخل فيها العنصر البشري.
وقال ان مايقترحه المواطنون بدوام العيادات اليومي على فترتين سبق للمستشفى ان طبقها لكنها لم تثبت جدواها فاكثر المرضى يفضلون ساعات المراجعة الصباحية، لهذا اضاف انه تم رفع مقترح للوزارة بانتظار رايها فيه لتفعيل دوام العيادات في ايام السبت ولاسيما العيادات الاكثراستقطابا للمراجعين باعتماد المواعيد والحجوزات المسبقة، لافتا الى ان تفعيل العيادات الموجودة في المراكز الصحية الشاملة في المحافظة يخفف من الضغط على عيادات المستشفى ويريح المواطنين عناء التنقل ونفقاته.
واكد الدكتور المعايطة ان مطلب اقامة مبنى نموذج جديد للعيادات ملح في ضؤ سعي وزارة الصحة للارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها للمواطنين وبما يتناسب وما شهده المستشفى من تطور باضافة اقسام جديدة ووحدات معالجة اليه علاوة على كونه مستشفى تعليمي وتحويلي، مشيرا الى انه تم عرض هذا الموضوع امام جلالة الملك اثناء زيارته الاخيرة للمستشفى وبانتظار تنفيذ هذا المطلب خاصة وان الارض اللازمة متاحة ضمن حرم المستشفى.