مرض نفسي يصيب النساء ضعفي الرجال بسبب الحروب.. اليكم التفاصيل
الوقائع الاخبارية :يعد اضطراب ما بعد الصدمة، مرض ناجم عن حدث صادم أو مخيف أو خطير، ولأسباب لا تزال غير واضحة، يبدو أنه يصيب النساء ضعفي الرجال. يمكن أن تشمل الأحداث، الحروب والصدمات القتالية، والاعتداء الجنسي والعنف والكوارث الطبيعية وحتى وفاة أحد أفراد الأسرة.
كما يمكن أن يحدث اضطراب ما بعد الصدمة لأي شخص. وهو ليس علامة ضعف. هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من فرصة إصابة شخص ما باضطراب ما بعد الصدمة، والكثير منها لا يخضع لسيطرة ذلك الشخص.
وحوالي 10 من كل 100 امرأة (أو 10٪) يصابون باضطراب ما بعد الصدمة في وقت ما في حياتهم مقارنة بحوالي 4 من كل 100 رجل (أو 4٪) يصابون بنفس الاضطراب، بحسب الموقع الأميركي "PTSD".
بالإضافة إلى ذلك، النساء في الجيش معرضات لنوعين من الصدمات، إصابات قتالية والاعتداء الجنسي، وفي أميركا يزداد عدد النساء اللواتي ينضممن إلى الخدمة العسكرية كما تزداد تقارير عن معاناتهن من مشكلات نفسية، ووفقا لوزارة شؤون المحاربين القدامى، هناك ما يقدر بـ 48 ألف امرأة من بين 455 ألف امرأة يعالجن من اضطرابات ما بعد الصدمة.
يزيد اضطراب ما بعد الصدمة أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة ومرض السكري والجلطات الدموية وبعض أنواع السرطان والتوحد لدى الناجين. ويؤثر هذا على الرجال والنساء.
ما سبب معاناة النساء من الاضطراب النفسي أكثر من الرجال؟
قال مدير برنامج أبحاث الإجهاد الناجم عن الصدمة في المعهد الوطني للصحة العقلية، فارس توما لصحيفة "واشنطن بوست": "تحت الضغط، يفسر الرجال والنساء ما يرونه بطريقة مختلفة". على وجه الخصوص، هناك اختلاف في عمل أدمغتنا وعواطفنا. تعالج النساء حادث ما عبر عواطفها بينما لا تنشط مراكز العواطف في الدماغ لدى الرجال تحت الضغط هكذا، وهذا يعني أن النساء أكثر قابلية لربط الصدمات والتجارب بمشاعرهن مثل الخوف والرعب مما يشكل صعوبة في التعافي من حوادث مختلفة.
وأشارت أستاذة الطب النفسي في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا، إدنا فوا، أن النساء قد يواجهن أيضًا مشكلات أكبر في التخلص من مشاعر الخوف مقارنة بالرجال وهي عملية تُعرف باسم "انقراض الخوف".
تشير الدراسات أيضا إلى أن الهرمونات الجنسية قد تلعب دورا، وتقوم فوا باختبار آثار هرمون الاستروجين على "انقراض الخوف"، معتبرة أنه عندما تكون مستويات هرمون الاستروجين مرتفعة، يمكن للمرأة التخلص بسرعة أكبر من الخوف الناتج عن الصدمة.
هناك علاجات فعالة لاضطراب ما بعد الصدمة تشمل العلاج المعرفي السلوكي (CPT) وعلاج بالتعرض المطول (PE) أي إعادة تجربة الحدث الصادم عن طريق تذكره والتعامل معه وعدم تجنبه والقيام بأفعال كالخروج بعد حلول الظلام ومواجهة الذكريات المؤلمة والأخير يمكن أن يساعد المريض في التخلص من اللوم الذاتي، وتستخدم هذه الطرق على نطاق واسع من قبل الجيش.
وشددت أستاذة الطب النفسي، من المهم أن لا يقاوم المريض العلاج بسبب مشاعره وأن يفهم أنها لا تتعلق بالفشل الأخلاقي أو الشخصية، وأضافت، "اضطراب ما بعد الصدمة هو مرض. فإذا كان لديك ساق مكسورة، لست بحاجة إلى أن تكون قويًا وأن تستمر بالمشي عليها. وهذا المرض يمكن علاجه ويحتاج إلى علاج".