معان: %55 من زوار البترا لا يبيتون ونسب إشغال الفنادق دون %70

الوقائع الإخبارية: فيما تشهد مدينة البترا الوردية تحسنا وانتعاشا ملحوظا في الحركة السياحية وارتفاع أعداد الزوار منذ بداية العام الحالي، إلا ان هذا النشاط لم ینعكس على قطاع الفنادق السياحية، إذ ما تزال نسب الإشغال متدنية لا تتجاوز 70 %، ومرده أن أكثر من 55 % من سياح البترا لا يبيتون فيها. وبين مختصون سياحيون بالبترا، أن البترا ما زالت تعتمد على سياح اليوم الواحد والزيارات القصيرة للأفراد والمجموعات، داعين إلى مزيد من التوجه لإطالة مدة إقامة السائح من خلال زيادة ليالي المبيت لتعزيز استمرار النشاط السياحي والاقتصادي، ما يؤدي إلى رفع الفائدة المتأتية من السياحة على مختلف القطاعات وأبناء مجتمع المدينة الذين يعتمد غالبيتهم على وظائف المنشآت السياحية والفندقية. وقالوا إن سياحة اليوم الواحد لا تكفي لإنعاش الحركة الاقتصادية في البترا والتي لا يستفاد منها سوى بوابة الدخول في مركز الزوار التي تتقاضى ثمن التذاكر في أغلب الأوقات، مقارنة مع الآلاف من أعداد السياح الوافدين للمدينة الأثرية والتي تقتصر على ساعات محدودة، مطالبين بضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات والعروض التشجيعية، التي تحفز مبيت الزوار في المدينة. وكشف رئيس جمعية أصحاب الفنادق السياحية في البترا طارق الطويسي، أن نسب الإشغال والحجوزات خلال الفترة الحالية تراجعت بنسبة تزيد على 15 %، إذ وصلت نسب الإشغال ما يقارب 70 %، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي والذي وصلت فيها نسب الإشغال أكثر من 85 %، مبينا أن سياح اليوم الواحد للمدينة الأثرية يشكلون أكثر من 55 % من إجمالي السياح، فيما يشكل سياح المبيت أقل من 45 %. وأرجع الطويسي، أن تدني نسب الإشغال في القطاع الفندق مرده إلى إنشاء عدد من الفنادق الجديدة، وإعادة افتتاح عدد من المغلق منها، إضافة إلى وجود عدد من الفنادق الصغيرة، ما أدى إلى تفتت نسب الإشغال على جميع الفنادق، مؤكدا على أهمية التوسع في ترويج البترا واستحداث برامج سياحية للرحلات داخل المدينة لأكثر من يوم لضمان مبيت السياح، خصوصا وأن المدينة تزخر بالعديد من مواقع الجذب السياحي والجمالي التي تحتاج زيارتها عدة أيام. وبين رئيس جمعية المكاتب السياحية في البترا سليمان الحسنات، أنه لا بد من الإسهام بزيادة أعداد سياح المبيت فيها لأن سياحة اليوم الواحد تعد سياحة عبور، ولا تستفيد منها الأنشطة السياحية والتجارية في المدينة، مبينا أن سياحة المبيت تعم مختلف المستفيدين من السياحة، إضافة إلى دورها المهم في إنعاش القطاع وتوفير مزيد من فرص العمل وتشجيع إقامة الاستثمارات السياحية المتنوعة. واعتبر الدليل السياحي مدالله الحمادين، أن التنمية الفعلية لواقع السياحة في البترا تتطلب ضمان استمرار النشاط السياحي والاقتصادي والذي يؤدي بالتالي إلى ارتفاع نسب الإشغال في مختلف الفنادق السياحية والشعبية وزيادة الحركة التجارية، داعيا إلى تحفيز السیاح على الإقامة فترة أطول في البترا من خلال التوسع في إقامة الفعالیات والأنشطة والبرامج والتعريف بالتقاليد والموروثات الثقافية والمجتمعية لأبناء المنطقة، والتي تؤدي إلى الخروج من نطاق السیاحة التقلیدیة إلى سیاحة أكثر تنوعا. وبين أن البترا منتج سیاحي متكامل ولیس كموقع أثري فحسب، فهي تحتضن أیضا مواقع جمالیة وطبیعیة مهمة وقرى تراثیة قدیمة یمكن إعادة تأهیلها. ويرى هشام المساعدة أن الحراك السياحي وزيادة النمو في أعداد الزوار الذي شهدته البترا منذ بداية العام، لم ینعكس على الحركة التجاریة، مبينا الحركة الشرائیة في المنطقة كانت اعتیادیة وخصوصا في محال التحف والهدایا الواقعة في المنطقة السیاحیة، داعيا إلى ضرورة التركيز على إطالة مدة إقامة السائح. ولفت أن قصر مدة إقامة السیاح وزوار المبیت وسیاحة الیوم الواحد أثرها الاقتصادي محدود على المنطقة. وقال عبدالله الهلالات، إن البترا تعاني من إشكالية اكتفاء سياح بيوم واحد، ما يتطلب جهودا إضافية من الترويج والتسويق المحلية، وأخذ مسارات أخرى لإقناع السائح بالمبيت، للاستمتاع بالمشاهد الجميلة والساحرة لشروق الشمس وغروبها بين صخور البترا. إلى ذلك، أكد رئيس سلطة إقليم البترا الدكتور سليمان الفرجات، أن السلطة تبذل جهودا مكثفة حاليا لزيادة أعداد سياح المبيت في المدينة من خلال مشروعاتها الكبرى، وحال الانتهاء منها والمتمثلة بمشروع (القرية التراثية) وغيرها من المشاريع الحيوية، والتي تأتي في سياق خطط السلطة لخلق منتج سياحي استثماري جديد ومنوع لإطالة أمد إقامة الزائر في البترا تطبيقا لمخرجات المخطط الشمولي الاستراتيجي للإقليم 2011 – 2020، بهدف دعم وتطوير القطاع السياحي في البترا ورفع مستوى المعيشة لأبناء الإقليم في مختلف المناطق. وأشار الفرجات أن المشروع سيعمل على ربط القرية التراثية بالقرية السياحية البيئية وسيطيل أمد إقامة الزائر وتنقله داخل الإقليم، ما يشكل قيمة مضافة من خلال مشاهدة مكونات القرية التراثية، والتي تعكس الطابع التراثي للمدينة من خلال عرض المنتجات المحلية بكافة أشكالها سواء المصنعة أو النباتات العطرية والطبية وإيجاد مركز ثقافي تعليمي معني بالحفاظ على التراث الثقافي والصناعات التقليدية والحرفية. وأكد أن السلطة تسعى إلى إيجاد برامج سياحية جديدة تهدف إلى إطالة مدة إقامة السائح، والتي اعتبرها أولوية التنمية السياحية في المنطقة، إضافة إلى تمكين الزوار من الاطلاع على المزيد من سحر البترا وكنوزها الأثرية الفريدة التي لا مثيل لها في العالم، إلى جانب أن السلطة بصدد إطلاق خطة تنفيذية تهدف لرفع مستوى الخدمات والارتقاء بالبترا كواجهة سياحية عالمية. وتوقع الفردات أن عدد زوار المدينة قد يتجاوز حاجز المليون سائح مع نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وذلك بحسب الحجوزات لدى الفنادق ومكاتب السياحة والسفر لتسجل المدينة الوردية رقما قياسيا لأول مرة في تاريخ أعداد زوارها. وقال إن الجهود التشاركية بين كافة الجهات الرسمية والخاصة وأبناء المجتمع المحلي من أسباب زيادة الطلب على مدينة البترا الأثرية كمقصد سياحي عالمي، منوها إلى الزيادة الواضحة لسياحة البواخر وسياحة الطيران المتدني التكاليف. وأضاف الفرجات أن المدينة شهدت حركة سياحية نشطة ساهمت في تحسين وإنعاش واقع الحركة التجاریة والاقتصادية في المنطقة، إضافة إلى خلق فرص عمل في القطاع السیاحي لأبناء المجتمع المحلي بشكل عام، مبينا أن عدد العاملين زاد بشكل مباشر في قطاعات السياحة المختلفة عن 2000 شخص من أبناء المنطقة، ليشكل القطاع الفندقي غالبيته ما نسبتة 65 %. ولفت أن الغرف الفندقية تجاوز حاجز 3 آلاف غرفة، في حين يتوقع أن يزيد عدد الغرف الفندقية بما لا يقل عن 500 غرفة فندقية خلال العام القادم، مبينا أن محادثات أجرتها السلطة مع سلسلة فنادق عالمية للاستثمار في فندق مِن فئة الخمس نجوم بواقع 250 غرفة في الأشهر القليلة القادمة، في حين تمت المباشرة في إعادة تأهيل فندق الكراون البلازا المملوك للضمان الاجتماعي بعد إغلاق دام لعدة سنوات متوقعا ان يقوم باستقبال السياح قبل نهاية العام القادم. وكانت السلطة قد أعلنت عن ارتفاع عدد زوار مدينة البترا الأثرية من الأجانب خلال شهر تشرين الأول من العام الحالي بنسبة 48 % مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. وبحسب الإحصائية الصادرة عن السلطة فقد زار البترا في شهر تشرين الأول 137789 ألف زائر منهم 125796 ألف زائر أجنبي، وبلغ عدد الزوار الأردنيين والعرب 11438 ألف زائر وزوار الرحلات الطلابية 555 زائرا. وكانت البترا قد استقبلت في ذات الشهر من العام الماضي 96414 ألف زائر من مختلف الجنسيات منهم 85149 ألف زائر أجنبي، في حين بلغ عدد الزوار الأردنيين والعرب 1128 ألف زائر نسبة الزيادة للشهر الماضي في أعداد الأجانب 48 % والزيادة لعدد الزوار الإجمالي بلغت 43 %، وبلغ عدد زوار البترا الكلي خلال الشهور العشرة من العام الحالي 889372 ألف زائر من مختلف الجنسيات و656828 زائرا للفترة نفسها من العام الماضي بزيادة بلغت 232544 ألف زائر بنسبة نمو بلغت 35 %.