الأغوار الوسطى: محطات أمنية لمحاربة تجمهر الشباب أمام مدارس الإناث
الوقائع الإخبارية: فيما تم وضع محطات أمنية أمام عدد من مدارس الإناث في عدد من مناطق الأغوار الوسطى، لمحاربة ظاهرة تجمهر الشباب أمام مدارس الإناث، بحسب متصرف لواء ديرعلا الدكتور علي المواس، بدأت الظاهرة تشكل إزعاجا للطالبات وذويهن، وتتسبب أحيانا بمشاكل ومشاجرات قد تنتهي بجريمة.
ويشير عدد من الأهالي، إلى أن انتظار الطالبات لتفادي تعرضهن للمضايقة أصبح الشغل الشاغل لعدد من الآباء، مؤكدين أن هذا التصرف مناف للأخلاق والقيم والعادات في المجتمع الأردني المحافظ.
ويرى أحمد البلاونة، أن تجمهر الشباب أمام المدارس وتحرشهم بالطالبات لفظيا أو جسديا يعودان لضعف الوازع الديني وانعدام الضوابط الاجتماعية والأخلاقية وغياب التوعية للأبناء في البيت، موضحا أن هذا الأمر يحتاج إلى تكاتف جميع الأطراف المعنية بدءا من البيت إلى المدرسة والجهات المعنية لمحاربة هذه الظاهرة.
خوف الأهالي على بناتهم يضطر العديد منهم إلى الانتظار حتى قرع جرس نهاية الدوام المدرسي ليقلوهن إلى المنازل خشية تعرضهن للتحرش، بحسب البلاونة، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث مشاجرات بين الشباب والأهالي.
ويرى عواد الشطي، أن الأكثر إيلاما أن الشباب يتنافسون فيما بينهم للفوز بالتعرف على الفتيات، لكن الأخطر بالموضوع أن عدم وجود أي رادع قد يوقع بعض الفتيات في شباك هؤلاء الشباب، ليبدأ تبادل أرقام الهواتف والمواعدة وقد يصل إلى ما لا يحمد عقباه.
ويعول الشطي على أهمية دور الأسرة في تربية الأبناء على القيم والأخلاق الحميدة وتنبيههم إلى خطورة الأفعال المشينة على المجتمع ككل، مشددا على ضرورة دور المدرسة في توعية الطلبة من الجنسين وتسيير دوريات أمنية خلال فترة انتهاء الدوام المدرسي.
ويبدي عدد من الطالبات طلبن عدم نشر أسمائهن، قلقهن من السلوكيات المشينة التي يقوم بها الشباب أثناء مغادرتهن المدرسة؛ إذ يضطررن إلى سماع الألفاظ البذيئة أو الكلام الجارح بدون المقدرة على الرد عليهم.
ويشرن إلى أنه ورغم تجاهلهن المضايقات والمعاكسات، إلا أن استمرار الشباب بهذا النهج يدفعهن للجنون خوفا من أن تتطور الأمور اذا ما حاولت إحداهن المجابهة لتصل إلى حدوث مشاكل بين العائلات، مشددات على ضرورة تكثيف الرقابة الأمنية واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المتسكعين.
الى ذلك، يذهب أستاذ علم النفس في جامعة العلوم التطبيقية الدكتور فرحان الياصجين، إلى أن السبب في الظاهرة يعود لضعف التنشئة السليمة وغياب التوجيه الصحيح من الآباء في ظل مجتمع تطغى فيه الذكورية، مضيفا أننا نعيش في إطار سياق اجتماعي قديم يتميز فيه الذكور عن الإناث، ما أعطى الشباب الحافز والقوة للقيام بسلوكيات قد لا يرضاها في أسرته.
ويضيف الياصجين، أن ضعف الثقافة وغياب التوعية عززا من هذه الظاهرة، ما يتطلب بناء تربويا حقيقيا منسجما ومتناغما بين الأسرة والمدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام لتعزيز المفاهيم والقيم السليمة، والحث على الابتعاد عن السلوكيات الخاطئة، لافتا إلى أن الضوابط الاجتماعية في الماضي كانت تشكل رادعا حقيقيا للشباب، لكن الآن باتت الأمور أكثر انفتاحا، ما يدفع الشباب إلى القيام بهذه الأفعال البعيدة عن قيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا الحنيف.
إلى ذلك، يؤكد متصرف لواء ديرعلا الدكتور علي المواس، أنه لن يتم التهاون مع من يقوم بمخالفة قواعد السلوك المجتمعي وسيتم اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق الشباب الذين يتجمهرون أمام مدارس الإناث، موضحا أنه جرى استدعاء أولياء أمور عدد من الأحداث وربطهم بتعهدات لعدم تكرار هذه الأفعال، إضافة إلى وضع محطات أمنية أمام عدد من المدارس.