عجلون: رصد مخالفات بيئية خطيرة في أسبوع.. ومطالب بإجراءات رادعة

الوقائع الإخبارية: رصدت الأجهزة الرقابية في عدة مناطق بمحافظة عجلون خلال بضعة أيام جملة مخالفات بيئية خطيرة، وسط مطالبات باتخاذ إجراءات احترازية وأخرى رادعة بحق المخالفين. وتمثلت تلك المخالفات بتسرب مادة زيبار من معصرة، وضبط صهريج يفرغ حمولته من الزيبار بمنطقة الوهادنة، وإلقاء النفايات في ساحات المحطة التحويلية، إضافة إلى رصد ناشطين بيئيين على صفحاتهم عمليات تقطيع أشجار حرجية واقتلاع أشجار زيتون رومي دون تراخيص. ويقول الناشط سمير الصمادي إن محافظة عجلون، ما تزال تشهد عدة بؤر بيئية ساخنة، تتمثل بالمقالع والكسارات والاعتداءات على الثروة الحرجية ومخلفات معاصر الزيتون ومحطة التنقية والمسالخ والنفايات الصلبة وصهاريج نضح المياه، محذرا من خطورة هذه البؤر على خصوصية المحافظة السياحية والزراعية، ما يستدعي ضرورة معالجتها والحد من آثارها السلبية على التنمية وتشديد العقوبات بحق المخالفين. ويقول خالد القضاة إن مساحة الغابات الحرجية والغابات تشكل 34 % من مساحة المحافظة، مبينا أن هذه المساحات تتعرض لثلاثة تهديدات تتمثل بالاعتداء على هذه الثروة بالتقطيع أو افتعال الحرائق التي تأتي على الأشجار المعمرة، بالإضافة لإلقاء النفايات الصلبة في أماكن التنزه ما يشكل تلوثا للبيئة وعبئا على سكان تلك المناطق وعلى أجهزة الدولة المعنية البلديات. وأقرت تقارير بيئية سابقة بذلك، حيث أشارت إلى وجود 5 بؤر بيئية ساخنة في محافظة عجلون تتمثل بوجود المقالع والمرامل والتعدي على الثروة الحرجية والغابات ومخلفات معاصر الزيتون، وتأثيرها على ينابيع المياه ووجود المسالخ المتهالكة والنفايات الصلبة. وكانت كوادر الإدارة الملكية لحماية البيئة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في مديرية شرطة عجلون أول من أمس، تمكنت من ضبط صهريج يقوم بتفريغ حمولته من مادة الزيبار في منطقة الوهادنة. وأكد مدير شرطة عجلون العقيد محمد السيايدة أن كوادر الإدارة الملكية لحماية البيئة في عجلون وكافة الأقسام والكوادر في مديرية الشرطة تعمل على مدار الساعة من أجل متابعة ومراقبة ومتابعة مثل هذه المخالفات البيئية الضارة بالبيئة ومكوناتها حيث يتم تنفيذ جولات مستمرة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة على المعاصر وفي المناطق المختلفة. وشدد على ضرورة الالتزام بالتعليمات والقوانين الهادفة للحفاظ على سلامة البيئة، مؤكدا انه لن يتم التهاون مع أي مخالفة مرتكبة وسيتم تحويل المخالفين الذين يتم ضبطهم للجهات القضائية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، منوها انه تم تحويل السائق المضبوط للحاكم الإداري الذي قرر توقيفه وربطه بكفالة مالية بقيمة 30 ألف دينار. وتؤكد مصادر الإدارة الملكية لحماية البيئة في عجلون أن عملية الضبط تمت في إطار متابعة المخالفات البيئية المتزامنة مع موسم قطاف ثمار الزيتون الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على المياه الجوفية والسطحية ومخالف للمادة 5 من شروط البيئة المتعلقة بتعليمات وتراخيص معاصر الزيتون من قانون الزراعة رقم 13 لسنة 2015، موضحة أنه تم تتبع الصهريج على نظام التتبع الإلكتروني. كما أشارت تقارير صحفية إلى قيام كابسات عدد من بلديات المحافظة بإفراغ حمولتها في ساحة المحطة التحويلية التي تقع في منطقة الجنيد بقضاء صخرة بسبب تعطل التريلات، وانتظار سائقي الكابسات لفترة طويلة.
واشتكى العاملون في المحطة من قيام بعض سائقي الكابسات بالقاء حمولتها في الساحة الرئيسة ما يساهم في الاضرار بالبيئة ويشوه المنظر العام، داعين الجهات ذات العلاقة إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحق مرتكبي مثل هذه التصرفات.
وفي رده ، قال رئيس مجلس الخدمات المشتركة المهندس وليد درادكة إن قيام سائقي الكابسات بمثل هذه التصرفات غير مقبول ومن شأنه الاضرار بالبيئة، مؤكدا أن تعطل بعض التريلات في المحطة لا يبرر مثل هذا السلوك غير المقبول لافتا الى انه التقى بعض رؤساء البلديات وتم الاتفاق على تنظيم وصول الكابسات الى المحطة التحويلية لافراغ حمولتها في التريلات من أجل مزيد من الحفاظ على السلامة العامة والبيئة.
ويطالب رؤساء بلديات بضرورة تحديث التريلات بدلا من أعمال الصيانة والإصلاحات الباهضة التي يتم دفعها على التريلات الحالية ما يقلل من الكلفة على البلديات ومجلس الخدمات المشتركة. كما ضبطت كوادر الإدارة الملكية لحماية البيئة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في مركز أمن كفرنجة الأسبوع الماضي معصرة زيتون تسرب منها كميات من مادة الزيبار في أحد الشوارع الرئيسية في اللواء. وتم تحويل صاحب المعصرة لمتصرف لواء كفرنجة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه. وتؤكد مصادر إدارة مياه المحافظة أن ينابيع وعيون المياه تعد أحد أهم مصادر مياه الشرب في المحافظة بعد كلورتها، مشيرة لتعرض هذه الينابيع الى التلوث بأعوام سابقة بفعل إلقاء النفايات الصلبة أو مياه الزيبار التي قد تتسرب أوقات عصر الزيتون وبعد الموسم. وأشار مدير زراعة عجلون المهندس رائد الشرمان إلى وجود 15 معصرة زيتون مرخصة في محافظة عجلون منها 12 معصرة في لواء القصبة و 3 معاصر في لواء كفرنجة. وبين أن هذه الفترة هي فترة قطاف وعصر ثمار الزيتون، حيث تشهد المعاصر كميات كبيرة من الزيتون الأمر الذي يتطلب من كافة المعاصر الالتزام بالتعليمات المتعلقة بالحفاظ على نظافة وسلامة البيئة وعدم تلويثها بأي شكل من الأشكال. وبين مدير البيئة في محافظتي عجلون وجرش المهندس رائد أبو الحسن، أنه تم في أوقات سابقة التنسيب للوحدة القانونية في وزارة البيئة لتحويل عشرات القضايا البيئية، التي تم ضبطها في محافظة عجلون للنائب العام في إربد، لافتا إلى أن قانون البيئة رقم 6 لسنة 2017، فرض عقوبات مشددة على المتجاوزين والمخالفين، تتنوع ما بين غرامات مالية ضخمة بالملايين، وعقوبات بالسجن قد تصل إلى 15 عاما. وبين أن للوزير الحق بإغلاق أي منشأة يثبت اضرارها بالبيئة، لافتا إلى أن عمل الوزارة يتمثل بالدور التنسيقي والإشرافي والرقابي، ما يستدعي العمل التشاركي مع مختلف الجهات الرسمية المعنية كالإدارة الملكية لحماية البيئة وهيئة الطاقة والمعادن والحكام الإداريين، مشيرا إلى وجود 20 مقلعا مرخصا في عجلون، إضافة إلى 28 مقلعا بعضها مغلق وأخرى غير مرخصة.