الاستعدادات للأمطار تسقط في أول اختبار
الوقائع الإخبارية: شهد العديد من مناطق المملكة سيولا، نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال اليومين الماضيين، ما تسبب بمحاصرة سياح ودهم المياه لمنازل وإلحاق أضرار بها، بالإضافة إلى إغلاق طرق نتيجة انسداد عبارات بسبب ما جرفته السيول في طريقها.
كما تسببت السيول وارتفاع منسوب المياه في الكثير من شوارع المملكة بمحاصرة أشخاص في مركباتهم وتعطيلها، وإعاقة حركتهم، دون أن يبلغ عن أي إصابة.
وبحسب الناطق الإعلامي في المديرية العامة للدفاع المدني المقدم أياد العمرو، فان كوادر المديرية قدمت المساعدة لأشخاص في مختلف المحافظات تعرضت منازلهم لمداهمة مياه الأمطار، مشيرا إلى التعامل مع العديد من حالات شفط المياه ومساعدة مواطنين حاصرتهم مياه الأمطار داخل مركباتهم.
وقال إن غرفة العمليات تلقت بلاغا بوجود ثلاثة سياح ممن يحملون الجنسية الألمانية محاصرين داخل مياه زرقاء ماعين نتيجة لارتفاع منسوب المياه فيها.
وبين المقدم العمرو أن فرق الإنقاذ المائي والجبلي تمكنت بالتعاون مع الأمن العام من إنقاذ السياح الثلاثة ونقلهم وتأمينهم إلى مكان آمن، مشيرا إلى أنهم لم يصابوا بأذى. ونفى العمرو عن وجود انهيار لجسر زرقاء ماعين، أو وجود أشخاص محاصرين.
من جانبه نفى الناطق الإعلامي في وزارة الأشغال العامة والإسكان الزميل عمر المحارمة حدوث انهيار ترابي على مشروع تأهيل جسر زرقاء ماعين/ البحر الميت، مشيراً إلى أن كوادر وآليات الوزارة متواجدة في الموقع لتقديم المساعدة والعون.
وكانت منطقة زرقاء ماعين شهدت في 25 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي ما سمّي بكارثة البحر الميت نتيجة السيول، والتي تسببت بوفاة 21 ضحية غرقا و43 إصابة معظمهم طلاب كانوا في رحلة مدرسية للمنطقة، إضافة لانهيار جسر مغلق منذ مدة.
وفي إربد كشفت الأمطار الأخيرة التي شهدها لواء الكورة عيوب البنى التحتية في بعض المناطق والتي تسببت بمداهمة مياه الأمطار لعشرات المنازل محدثة أضرارا مادية دون وقوع إي إصابات.
وداهمت مياه الأمطار عشرات المنازل في بلدتي الأشرفية وكفر الماء، مما اضطرت آليات بلدية دير أبي سعيد للتدخل وشفط المياه من منازل المواطنين.
كما تسببت مياه الأمطار بإغلاق طريق تبنه، بعد أن شهد الطريق انهيارات ترابية جراء أعمال إعادة التأهيل الذي يشهده الشارع، الأمر الذي تسبب بعدم قدرة المواطنين على الدخول والخروج إلى بلدتهم لأكثر من ساعتين.
كما تسببت مياه الأمطار في إغلاق طريق دير أبي سعيد الرئيس بالقرب من الدوار، بعد ان شهدت المنطقة ارتفاعا كبيرا بمنسوب مياه الأمطار، لعدم وجود شبكة لتصريف مياه الأمطار.
وقال رئيس بلدية دير أبي سعيد الجديدة إبراهيم الأعيدة، إن كوادر البلدية بقيت في الميدان طيلة تساقط الأمطار وقامت بمساعدة المواطنين وشفط المياه من منازلهم وفتح الطرق المغلقة بالجرافات، إلا أن تلك الحلول ستبقى مؤقتة ما لم تحل المشكلة بشكل جذري.
وقال الأعيدة، إن طريق دير أبي سعيد الذي شهد إغلاقا شبه تام أمام حركة السير لارتفاع منسوب المياه، بحاجة إلى شبكة تصريف مياه الأمطار، مؤكدا أن الدراسة موجودة في وزارة الأشغال منذ سنوات ولم يتم تنفيذها لغاية الآن.
وأشار إلى أن كلفة إنشاء المشروع تقدر بـ 300 ألف دينار وهو من اختصاص وزارة الأشغال، داعيا إلى ضرورة تنفيذ المشروع قبل الدخول فعليا بفصل الشتاء، مشيرا إلى أن آليات الأشغال والبلديات عملت أمس على تجريف المياه في الشوارع للتخفيف من منسوب المياه الذي تجاوز النصف كلم.
وشهدت العديد من مناطق محافظة إربد مداهمات مياه الأمطار لمنازل المواطنين، مما اضطر كوادر الدفاع المدني للتدخل لشفط المياه.
وتعاملت كوادر دفاع مدني إربد مع أكثر من 100 شفط لمياه الأمطار في مناطق مختلفة في المحافظة، فيما شهدت بعض المناطق انجرافات للشوارع.
ويهدد استمرار تساقط الأمطار بانجراف شارع رئيس في بلدة هام غرب إربد، مضى على إنشائه 5 أشهر بكلفة تزيد على 30 ألف دينار.
وحمّل عضو مجلس محلي ناطفة وهام التابعة لبلدية غرب إربد مأمون التميمي، مسؤولية زوال الشارع للمجلس المحلي بعد رفض بعض الأعضاء عمل حماية للشارع، لوجود مشاكل داخل المجلس رفضوا من خلالها الموافقة على إنشاء جدار استنادي وكندرين.
وإشار الى أن الشارع من أول شتوة شهد انجرافات بسيطة، مما يهدد بإزالة الشارع خلال الأسابيع المقبلة، وخصوصا ان المنطقة تشهد تساقطا غزيرا للأمطار، وان الشارع منحدر ويرتفع فيه منسوب المياه.
وقال التميمي إن إنشاء الشارع الذي يمتد طوله نصف كيلو جاء بعد 7 سنوات من المطالبة بفتحه، وخصوصا وان الشارع رئيس يخدم المناطق المجاورة ويشهد حركة سير كثيفة.
وطالب التميمي بسرعة عمل حماية للشارع وانشاء كندرين حسب لجنة فنية بالبلدية، والتي أوصت بعمل حماية للشارع ولغاية الآن لم ينفذ.
وقال رئيس المجلس احمد نصيرات، إن تآكل جزء من الشارع جراء تساقط الأمطار مرده إلى عدم موافقة بعض الأعضاء على إنشاء جدار استنادي لوجود شكاوى على الشارع من قبل المواطنين، بالرغم أن هناك أكثر من لجنة أوصت بعمل جدار استنادي للشارع.
وأشار إلى أنه تمت الموافقة أخيرا على عمل حجر كندرين للشارع كإجراء مؤقت لحين الموافقة على إنشاء الجدار.
وفي الغور الشمالي تسبب هطل الأمطار الغزيرة يوم أمس بإغلاق عبارات تصريف المياه وطريق الأغوار الدولي في منطقة الكريمة بلواء الغور الشمالي، عدا عن مداهمتها لحوالي 5 منازل، تم إخلاء سكانها إلى الجمعيات الخيرية وتقديم المساعدات اللازمة لهم.
وقال رئيس اللجنة المحلية لمنطقة الكريمة عقاب العوادين، إن قوة اندفاع السيول القادمة من جبال عجلون وكفرنجة المحاذية للمنطقة تسبب بفيضان غالبية الأودية مثل أودية العساودة والفقير، وإغلاق عبارات تصريف المياه نتيجة ما حملته السيول من حجارة وأتربة، مما تسبب ذلك بإغلاق الشارع الرئيسي وعمل على إعاقة الحركة المرورية.
وبين أن آليات البلدية بمساعدة البلديات الأخرى عملت على إعادة فتح طريق الأغوار، فيما عملت ورش مكتب أشغال اللواء على إعادة فتح مجاري العبارات لتسليكها، إلى جانب دعم آليات مجلس الخدمات المشتركة للمنطقة.
ويذكر أن مشكلة مداهمات السيول لمناطق الأغوار الشمالية كل موسم تتسبب بإغلاق طرق ومداهمة منازل المواطنين وتشريدهم.
وفي المفرق ألحقت غزارة مياه الأمطار التي شهدتها منطقة منشية الخليفة (15 كم غربي بلدة الصفاوي) أضرارا بالغة في العبارات الأنبوبية والصندوقية على طريق المفرق الرويشد (بغداد الدولي)، نظرا لكثافة مياه الأمطار وارتفاع منسوبها، وفق رئيس بلدية الصفاوي الدكتور علي خليفة الشرفات.
وبين الشرفات أن غزارة مياه الأمطار ساهمت بتضرر الخلطة الأسفلتية على طريق بغداد الدولي، فيما كانت مياه الأمطار التي شهدتها منطقة منشية الخليفة غزيرة وغمرت مقاطع مختلفة في طريق بغداد الدولي، خصوصا وأن عبارات المياه على الطريق لم تتمكن من استيعاب كميات المياه و تصريفها بشكل سليم.
واضاف ان 8 منازل في المنطقة تعرضت لمداهمة مياه الأمطار، فيما عملت آليات البلدية والجهات الأمنية المعنية هناك على شفط مياه الأمطار ودفعها إلى خارج تلك المنازل.
من جهته قال رئيس بلدية الرويشد محمد عايد الغياث، إن البلدية عملت بعد هدوء الأحوال الجوية وفترات توقف الهطولات الغزيرة للأمطار في مناطق بالرويشد، على تنفيذ سواتر ترابية بأجزاء مختلفة بهدف تحويل مجرى المياه والسيول ومنعها من مداهمة منازل السكان.
كما أخلت المفوضية السامية للاجئين بالتعاون مع إدارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق والمنظمات الدولية العاملة هناك، عائلة سورية إلى مركز الإخلاء في المخيم، بعد دخول مياه الأمطار لمسكنها، بحسب ضابط ارتباط مفوضية اللاجئين في مخيم الزعتري محمد الطاهر.
وبين الطاهر انه تم العمل على فصل التيار الكهربائي عن كافة أرجاء المخيم ليل الجمعة احترازيا لمدة 3 ساعات، امتدت من الساعة 11 ليلا وحتى الثانية صباحا، منوها أن هذا الفصل جاء لمنع وقوع إشكاليات بسبب غزارة هطل الأمطار في المخيم.
وأشار إلى أنه تم توفير 24 مركز إخلاء بواقع مركزي إخلاء في كل قطاع بالمخيم وبالبالغة 12 قطاعا بهدف استعمالها بحال مداهمة مياه الأمطار لأي مسكن في المخيم، لافتا إلى أن هذه المراكز مجهزة بجميع سبل الحياة اليومية من حيث التدفئة والأغطية والغذاء.
ولفت إلى أنه تم إعادة العائلة التي تم نقلها إلى مراكز الإخلاء إلى مسكنها بعد إزالة العائق الذي تمثل بدخول مياه الأمطار للكرفان.
وأشار إلى أن غزارة هطل الأمطار مساء الجمعة زاد من منسوب المياه وتجمعها في مواقع بالمخيم، معتبرا أن الإجراءات التي عملت عليها إدارة المخيم والمفوضية والمنظمات هناك قبل دخول الشتاء ساهمت بشكل كبير في الحد من زيادة تجمعات المياه.
وأوضح الطاهر أنه تم تنفيذ مشروع لتصريف مياه الأمطار في مخيم الزعتري والذي يعمل على منع تشكل البرك والتجمعات المائية وتنظيف مجاري الأودية حول المخيم وفتح أقنية جديدة ومتعددة ضمن مختلف أرجاء المخيم وتنظيف القائم منها وبما يعمل على انسيابية خروج المياه إلى خارج المخيم بسهولة.
ولفت الطاهر إلى أن إدارة المخيم والمفوضية والمنظمات الدولية عملت على تفعيل خطة الطوارئ في مخيم الزعتري ووضعها موضع التنفيذ لمواجهة أي إشكاليات تنجم عن الظروف الجوية.
وببن انه ما يزال يقطن مخيم الزعتري قرابة 78 الف لاجئ سوري موزعين على 12 قاطعا وضمن 26 ألف كرفان، فيما يتم إيصال التيار الكهربائي لكافة قاطني المخيم بواسطة محطة الطاقة الشمسية.
وقال إن المفوضية وضمن استعدادات فصل الشتاء عملت على توزيع بدل غاز التدفئة على قاطني مخيم الزعتري، فضلا عن توزيع أغطية بلاستيكية لمنع تسرب مياه الأمطار إلى داخل الكرفانات في المخيم.
وكانت المفوضية أكدت في بيان سابق لها، انها ستعمل على توزيع مساعدات الشتاء خلال الشهر الحالي، ليستفيد منها 113 ألفا و 773 لاجئا سوريا في مخيمي الأزرق والزعتري لمواجهة متطلبات فصل الشتاء.
كما أنقذت كوادر دفاع مدني الطفيلة، أمس السبت، 16 شخصا حاصرتهم مياه الأمطار أثناء تواجدهم في مزارعهم بمنطقة العينا في الطفيلة.
وأضافت إدارة إعلام الدفاع المدني في بيان، أن فرق الإنقاذ قامت بنقل المحاصرين وتأمينهم إلى مكان آمن وحالتهم العامة جيدة.
وتمكنت كوادر الدوريات الخارجية قي محطة الموجب العلوي التابعة لفرع دوريات ضواحي العاصمة من إنقاذ عائلة مكونة من 5 أفراد محاصرين داخل مركبتهم، نتيجة انهيارات الأتربة على الشارع العام جراء ارتفاع منسوب المياه.
وحسب رئيس قسم العلاقات العامة في إدارة الدوريات الخارجية النقيب سفيان العجرمي، فإن طاقم إحدى الدوريات الخارجية، وأثناء عملهم بالكشف على طريق الموجب باتجاه الكرك، شاهدوا باصا صغيرا بداخله عائلة مكونة من 5 أفراد محاصرين داخل مركبتهم نتيجة انهيارات الأتربة على الشارع العام جراء ارتفاع منسوب المياه.
وأضاف أن الطاقم عمل على إنقاذ العائلة وتأمينهم ونقلهم إلى المحطة الأمنية، وجميعهم بصحة جيدة، والعمل جار على سحب المركبة من الموقع.