قصة حقيقية .. أردني يتعرض للعنف من قبل زوجته لأكثر من 20 سنة

الوقائع الاخبارية :في قصة غريبة ومغايرة لما اعتاد عليه المجتمع، يعيش رجل أردني تحت وطأة العنف النفسي والجسدي في بعض الأحيان من قبل زوجته منذ أكثر من 20 سنة.

الغريب في قصة هذا الرجل (ب.م) أنه تقلد وظيفة جعلت له مكانا مميزا في مجتمعه وفرضت هيبته واحترامه على جميع سكان الحي وأقاربه، غير أنها لم تغير من طريقة زوجته في التعامل معه.

ويقول (ب.م) إنه لم يعتدي في يوم ما على زوجته ويحترمها في منزلها أمام اطفالها وأمام الجميع، ودائما ما يتذكر المناسبات الاجتماعية كيوم ميلادها أو ذكرى زواجهما ويقدم لها الهدايا، لكن ذلك لا يمنع زوجته من توجيه كلمات نابية له في كل موقف لا يعجبها وقد يتطور للضرب غير العنيف.

يتذكر (ب.م) أحد المواقف التي تعرض فيها لأذى شديد من قبل زوجته في عام عندما خسر مبلغ 10 الاف دينار وضعها في البورصات الوهمية، حيث يقول أنه تعرض للضرب والشتم، واجباره على المبيت أمام باب منزلهما وعدم السماح له بالدخول لمدة يوم كامل.

وأوضح أنه حاول الحديث مع أشقائها لحل الموضوع وانهاء هذه المشاكل من دون جدوى، مؤكدا أنه يرفض فكرة الطلاق حفاظا على أبنائه.

حديث هذا الرجل يأتي في وقت أصدرت فيه جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الاثنين، بيانا قالت فيه إن نتائج مسح السكان والصحة الأسرية (2017-2018) والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة على أن 25.9% من الزوجات اللاتي أعمارهن ما بين 15-49 عاماً تعرضن لعنف جسدي أو جنسي أو عاطفي من قبل أزواجهن، في مقابل تعرض 1.4% من الازواج الذين أعمارهم ما بين 15-59 عاماً للعنف الجسدي من قبل زوجاتهن.

وتشير "تضامن" الى أنه من بين كل 100 زوجة فإن 26 زوجة تعرضت للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي من قبل أزواجهن، مقابل ذلك فإن من بين كل 100 زوج فإن زوج واحد تقريباً تعرض للعنف الجسدي من قبل زوجته، الأمر الذي يدعو الى نبذ العنف ضد الذكور والإناث على حد سواء، مع التأكيد على أن الإناث يتعرضن له أضعاف ما يتعرض له الذكور، ويرتب آثاراً جسدية ونفسية واجتماعية تلازمهن مدى حياتهن.

وتضيف "تضامن" بأن الدخول في تفاصيل المسح من شأنه كشف حقيقة أن العنف يولد العنف، فسيطرة الأزواج والتحكم بسلوك زوجاتهم والعنف ضدهن أهم أسباب عنف الزوجات ضد الأزواج، حيث أظهر المسح بأن نسبة الزوجات اللاتي إرتكبن العنف الجسدي ضد أزواجهن إرتفعت بشكل كبير لدى الزوجات المعنفات سابقاً من ازواجهن (7.4%) وإنخفضت لا بل تلاشت نسبة الزوجات اللاتي إرتكبن العنف الجسدي ضد أزواجهن لدى الزوجات غير المعنفات من أزواجهن (0.2%).

وتقول المتخصصة في علم الجريمة د. خولة الحسن، أن العنف عادة ما يولد عنف، وعندما تسنح الفرصة للمعنف بالانتقام سيقدم على ذلك، خصوصا إذا امتلك القوة سواء قوة جسدية أو مالية على سبيل المثال.

وضربت الحسن مثالا بأن سيدة ما كانت تتعرض للعنف وكان هناك أسباب ونقاط ضعف لديها، وفجأة تحولت هذه الأسباب كأن يكبر أطفالها أو يصبح لديها المال او القوة أو بزوال أي سبب كان يشعر زوجها بأنها ضعيفة، فلن تتوانى عن الانتقام.

وأشارت المتخصصة في علم الجريمة إلى أن هناك فئتان في هذه القضية الأولى هي التي تتعرض للجريمة، والثانية هي جمهور الجريمة أو المتفرجين.

وأوضحت أن السيدات اللواتي يشاهدن أخريات يتعرضن للعنف، يمكن أن تصبح لديهن ردة فعل بممارسة العنف ضد أزواجهن لإثبات أنهن غير ضعيفات.

وبينت أن تعرض الرجل إلى العنف من قبل زوجته قد يكون مرده إلى أن السيدة بالأصل عنيفة من طفولتها سواء في المدرسة أم في منزلها.