تقرير إسرائيلي يكشف أسرار الصدام بين نجل "السيسي" ورجال "عمر سليمان"

الوقائع الاخبارية : تحت عنوان "انتهاكات ابن الرئيس" قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن "‘إبعاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لابنه محمود عن دائرة الحكم والنفوذ في البلاد؛ يهدف إلى تهدئة غضب الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ضده".

وأضافت: "من المتوقع أن يلعب محمود السيسي، الابن الأكبر للجنرال العسكري الذي يحكم البلاد، دورًا كبيرًا في الوفد العسكري المصري بموسكو اعتبارا من العام المقبل، ورغم أن هذا الخبر يبدو روتينيًا، إلا أنه الحلقة الأخيرة لمسلسل من الغضب والاضطرابات التي سادت أجهزة المخابرات المصرية خلال العامين الماضيين".

وذكرت أن "محمود هو في الثلاثينيات من عمره، لم يتدرج بالشكل الطبيعي والمعتاد كضابط مخابرات في سلم المناصب بالجهاز الأمني العريق وإنما على العكس تم ترقيته إلى رتبة عميد في مدى زمني قصير جدا؛ ألا وهو أربع سنوات، حيث شغل منصب وكيل جهاز المخابرات العامة ومن بين أمور أخرى، المسؤول عن العلاقة بين الجهاز والإعلام المصري، وبهذه الصفة، اعتبر ابن الرئيس نائبًا لرئيس الجهاز عباس كامل بشكل غير رسمي، وكان دوره أقوى حتى من الأخير".

ولفتت الصحيفة إلى أنم "إبعاد الابن من دائرة النفوذ، يهدف إلى تهدئة موجة الغضب ضده التي سادت أجهزة المخابرات بشكل خاص ووزارة الدفاع بشكل عام في الفترة الماضية، ويأتي الأمر في ظل فشل محمود في التعامل مع عدد من القضايا والأزمات التي شهدتها البلاد مؤخرًا وعلى رأسها الحملة التي يشنها المقاول ورجل الأعمال المصري محمد علي ضد الرئيس وعائلته وكشفه للعديد من ملفات الفساد التي تورط فيها محمود أيضًا؛ الأمر الذي ولد موجة من الاحتجاجات الشعبية اجتاحت القاهرة في سبتمبر الماضي".


وقالت: "السلطات المصرية ألقت القبض على الآلاف من المحتجين، ما خلق حالة من الخلافات في الرأي بين رجال منظومات الاستخبارات في القاهرة؛ بين المفضلين للقبضة الحديدية والأخرين الذين يرفضون ذلك، وتسببت عمليات الاعتقال كذلك في إثارة الرأي العام العالمي ضد الجنرال العسكري السيسي وجعلته في موقف دفاعي، وتجلى ذلك خلال زيارته للولايات المتحدة بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وواصلت: "بعض التقديرات ترى أن قرار السيسي إبقاء ابنه بعيدًا عن دائرة الضوء هدفه تدريب ولي العهد، كما فعل المخلوع مبارك مع نجله جمال، على الحكم من بعده ومع ذلك يبدو أن هذا الادعاء سابق لأوانه فالتعديلات الدستورية التي قام بها الرئيس المصري تسمح له بالبقاء حتى عام 2034 ، وبحلول ذلك الوقت ستتغير الكثير من الأمور وتشهد البلاد الكثير من الوقائع والأحداث والتغيرات".

واعتبرت أن "انتهاكات ابن السيسي بدأت منذ عام 2014 عندما شن سلسلة من عمليات التطهير في جهاز المخابرات العامة، والتي تضمنت مئات العاملين بالأخير وذلك بسبب ولائهم لعمر سليمان، رئيس المخابرات العامة خلال عهد مبارك"، مضيفة "أسلوب محمود السيسي وغطرسته أثارت القيادة المخضرمة للجهاز العريق والقديم، الأمر اذلي انتهى بطرد ابن الرئيس من الجهاز ".

ومضت: "محمود السيسي الذي غادر مكتبه مؤخرًا، يتصرف بناء على نصائح وتوجيهات أحمد شعبان، مساعد عباس كامل للشؤون الإعلامية، والاثنان محمود وشعبان قاما بعملية تحديد المحتوى الذي يظهر في وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، وتنسيق أنشطة هذه الوسائل مع مقررات الاستخبارات، والتي من بينها قنوات (الحياة) و(سي بي سي) و(النهار) وصحف (اليوم السابع) و(صوت الأمة) وغيرها".

وختمت: "شعبان هو أيضا المسؤول عن المؤتمرات الشبابية التي يعقدها السيسي مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة؛ وتتركز مهمة الشباب الذين يحضرون هذه الفعاليات في إبداء مواقف لدعم الجنرال العسكري الحاكم وسياساته، وفي ظل التغييرات التي بدأت بطرد ابن الرئيس، من المحتمل أن يتولى شعبان وظيفة أخرى".