إربد: انخفاض إيجارات الشقق %30

الوقائع الإخبارية: انخفضت أسعار إيجارات الشقق في إربد بنسبة 30 %، وهو ما أرجعه خبراء ومواطنون الى عودة اللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم في محافظة إربد بحوالي 250 ألف لاجئ سوري، وانخفاض أعداد الطلبة العرب والأجانب الدارسين في الجامعات الحكومية والخاصة في إربد، بعدما كانت تلك الجامعات مقصدا للطلبة من دول عربية، بالتزامن مع ارتفاع العرض من قبل أصحاب الشقق بسبب تضاعف أعدادها. ووفق رئيس جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان فرع إربد السابق المهندس زيد التميمي، فإن عزوف طلبة عرب وأجانب عن الدراسة في الجامعات في إربد تسبب بحالة من الركود على تأجير الشقق السكنية. وأرجع التميمي عزوف الطلبة العرب عن القدوم الى جامعات إربد، الى سياسات الجامعات في رفع أسعار الرسوم بنسب كبيرة خلال الأعوام الماضية؛ حيث باتوا يفضلون دولا أخرى تكون الرسوم فيها مقبولة. ولفت التميمي الى أن الجامعات في إربد كانت تعج بالطلبة العرب والأجانب؛ إذ إن الأرقام كانت تصل الى أكثر من 40 ألف طالب في الأعوام العشرة الماضية، إلا أن الرقم انخفض بنسبة 300 % العام الماضي. وأكد أن العديد من المستثمرين في قطاع الإسكان في إربد قاموا ببناء شقق سكنية واستوديوهات استثمارية للطلبة في الأعوام الماضية، وكانت نسبة إشغال تلك الاستوديوهات والشقق 100 %، إلا أنها في هذه الأيام باتت تشهد حالة ركود يضطر أصحابها الى تأجيرها بأسعار متدنية. وأوضح التميمي، أن الطالب الأجنبي كان سببا في تحريك حركة الاقتصاد في محافظة إربد، من ناحية الإقبال على المطاعم واستئجار الشقق والمركبات وغيرها. ودعا التميمي، الحكومة الى، إعادة النظر بالرسوم الجامعية على الطلبة العرب والأجانب، وتشجيعهم على الإقبال على الدراسة في الجامعات الأردنية، من خلال زيارات لسفاراتهم من قبل وزارة الخارجية. وأكد التميمي، أن شارع جامعة اليرموك كان يعج بالحياة قبل أعوام؛ إذ كان يرتاده آلاف من الطلبة العرب والأجانب، إلا أنه في الوقت الحالي أصبح مهجورا، فيما باتت المحال التجارية تشكو قلة مرتاديها. بيد أن الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن محمد الحواري، رفض ربط انخفاض أسعار الشقق السكنية في إربد بعودة لاجئين سوريين الى بلادهم فقط، لاسيما وأن نسبة عودة اللاجئين منخفضة جدا مقارنة بعدد اللاجئين المسجلين رسميا في المملكة. وأشار الى أنه، خلال العام الحالي، بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا الى بلادهم 35 ألف لاجئ، من محافظات المملكة كافة من أصل 650 ألف لاجئ مسجلين رسميا في الأردن. وأوضح أن سوق العقار شهد خلال الأعوام الماضية طفرة كبيرة وباتت أسعار الشقق لا تتوافق مع التكلفة الحقيقية للبناء؛ حيث إن قيمة الأرض تضاعفت بشكل كبير. وأكد أن أسعار إيجارات الشقق ارتفعت بشكل كبير خلال الأعوام الماضية لارتفاع الطلب عليها، مشيرا الى أن هناك أحياء في إربد شهدت إنشاء بنايات سكنية بعدما كانت شبه خالية، مما تسبب بزيادة أعداد الشقق بدون أن يرافقها زيادة طبيعية في عدد السكان. ولفت الى أن هناك زيادة بنسبة 300 % في عدد الشقق السكنية في إربد خلال الأعوام الماضية، لكن عدد السكان كما هو. وبدوره، أشار علي رحاحلة الى أنه قام بشراء شقة سكنية في منطقة الحي الجنوبي قبل 8 أعوام من أجل استثمارها وبسعر 55 ألف دينار عن طريق قرض من أحد البنوك. ولفت الى أنه قام بتأجيرها لأسرة سورية بمبلغ شهري 250 دينارا في الأعوام الثلاثة الأولى من شرائها، وبعدها تم تأجيرها لأسرة سورية أخرى بمبلغ 220 دينارا شهريا، وقبل أشهر قامت الأسرة بإخلاء الشقة والآن يتم عرضها للإيجار بـ180 دينارا منذ شهرين، ولكنه لم يتمكن من تأجيرها لغاية الآن. أما سعيد المقدادي، فيشير إلى أنه قام ببناء طابق إضافي لمنزله في لواء بني كنانة لتأجيره لأسرة سورية، بعد أزمة اللجوء السوري قبل 8 أعوام، لافتا الى أنه وخلال الفترة الماضية كان يتم تأجير المنزل بـ150 دينارا شهريا، إلا أن الأسرة السورية غادرت المنزل عائدة الى سورية. وأشار الى أنه اضطر الى تخفيض الأجرة الى 100 دينار شهريا، ويسكن فيها الآن أسرة أردنية، مؤكدا أن الطلب على استئجار المنازل كان يشهد ارتفاعا بداية الأزمة السورية، إلا أنه الآن أصبح متدنيا ولا يوجد طلب نهائيا. بيد أن المواطن فراس جرادات، أشار الى أنه قام بشراء شقة سكنية في إربد من أجل استثمارها مؤقتا، الا أن أحد أبنائه يعتزم السكن فيها حاليا، بعدما أصبح الإيجار غير مجد في الوقت الحالي، وانخفاض الأسعار الى أكثر من 40 %، عما كانت عليه في السابق. وأشار الى أنه كان يؤجر الشقة قبل 5 أعوام بحوالي 180 دينارا شهريا، الا أنه في الوقت الحالي لا تتجاوز الأجرة 140 دينارا، مؤكدا أن زيادة أعداد الشقق السكنية في إربد أسهمت الى حد كبير الى خفض إيجار الشقق. وكانت أسعار الشقق السكنية والمنازل في إربد شهدت ارتفاعات كبيرة وبنسب زادت على 200 % خلال الأعوام الـ8 الماضية مع بداية اللجوء السوري.