إربد: جمع الخردوات والخبز اليابس ينقذ أسرا من الجوع
الوقائع الإخبارية: دفع ضيق الحال بالأربعيني محمد حسين، الى البحث في حاويات النفايات بشوارع اربد عن العلب الفارغة والخبز اليابس والمواد البلاستيكية، لبيعها لمحال الخردوات لجني اموال تمكنه من اعالة اسرته.
ويقول حسين، انه يضطر الى مغادرة منزله في ساعات الصباح الاولى بحثا عن رزقه في الحاويات وقبل ما تعمل آليات البلديات في تنظيف الحاويات ونقلها الى مكب الاكيدر.
ويضيف انه اضطر الى شراء عربة بحوالي 150 دينارا من اجل نقل المواد التي يعثر عليها في الشوارع والحاويات من مواد بلاستيكية وخبز يابس، وغيرها من المخلفات التي يمكن ان تباع في محال الخردة.
ويؤكد ان العمل في هذا المجال، وفر له مبالغ مالية جيدة مكنته من الوفاء بالتزاماته تجاه اسرته المكونة من 5 افراد ولا يتقاضى اي دخل من اي جهة حكومية، نظرا لعدم انطباق التعليمات للحصول على معونة وطنية من وزارة التنمية الاجتماعية.
ويشير الى ان سعر الكيلو من مواد الخردة يباع بحوالي 8 قروش ويجني اكثر من 50 كيلو من تلك الخردوات يوميا، ناهيك عن الخبز اليابس الذي يتم يبيعها بسعر 3 قروش للكيلو.
ويتابع حسين انه لم يتمكن من الحصول على اي وظيفة خلال السنوات الماضية ولجأ لهذا العمل لمواجهة صعوبات الحياة وتمكنه من دفع اجرة منزله الشهرية والبالغة 120 دينارا.
وأثارت قضية الخمسيني الذي وجد متوفيا قبل 3 ايام في الشارع الرئيس في بلدة حوارة وبجانبه اكياس من العلب الفارغة تعاطف العديد من المواطنين، وخصوصا وان الخمسيني امضى حياته في البحث عن اي شيء لبيعه في الشوارع والحاويات.
أما الفتى علي 16 عاما، فيشير الى انه يجمع يوميا ما يقارب 20 كيلو من العلب الفارغة والبلاستيك لصالح أحد الاشخاص وبأجرة يومية 3 دنانير، مؤكدا انه اضطر الى ترك مدرسته من اجل اعالة اسرته والتي تعاني من ضروف معيشية صعبة.
ويضيف ان اسرته تتقاضى راتبا شهريا من المعونة الوطنية بمقدار 100 دينار، وهذا المبلغ لا يكفي لسد احتياجات الاسرة المكونة من 6 اشخاص، اضافة الى ان والده غير قادر على العمل ويعاني من الامراض.
ويشير الى انه يقوم يوميا وفي ساعات الصباح الباكر بالبحث في الحاويات، وخصوصا في المناطق الراقية في اربد لجمع المخلفات ويستمر عمله حوالي 4 ساعات يوميا وبعدها يقوم بتسليمها لأحد محال بيع الخردوات.
ويؤكد ان عمله لا يقتصر على جميع المخلفات من الحاويات بل يتعداها لجمع العلب الفارغة من الشوارع، مؤكدا ان الحاجة وضيق الحال دفعاه الى العمل بهذا المجال.
بدوره، قال مدير التنمية الاجتماعية في اربد بركات الشناق، ان هؤلاء الاشخاص الذين يعملون على جمع الخردوات من الحاويات والشوارع لبيعها ليسوا بالضرورة فقراء، وغالبيتهم يمتهنون هذا العمل لتحسين مستوى دخلهم من خلال بيع تلك المواد لمحال بيع الخردة.
ويضيف ان ابواب صندوق المعونة الوطنية مفتوحة وبإمكان اي مواطن التقدم بالطلب في حال كان يعاني من ظروف معيشية صعبة وامراض ولا يتمكن من اعالة اسرته من اجل دراسة طلبه، من خلال الباحث الاجتماعي واتخاذ القرار بخصوصه في حال انطبقت الشروط والتعليمات المنصوص عليها في القانون.
ويقول ان البلديات يقع على عاتقها دور اساس في فرز النفايات والمخلفات والتي يمكن ان يستفاد منها بإعادة تدويرها من جديد، مشيرا الى ان العديد من البلديات قامت بتوزيع حاويات بلاستيكية لإفراز النفايات، الا انه مطلوب منها تفعيلها من خلال حملات توعية للمواطنين.
ويؤكد رئيس جمعية حماية الاسرة والطفولة في اربد كاظم الكفيري، ان الجمعية قامت بدراسة عدد من حالات الذين يقومون بجميع الخردوات من الحاويات والشوارع، وتبين أن جزءا كبيرا منهم بدون دخل، ويضطرون للعمل بهذه المهنة من اجل الإيفاء بمستلزمات أسرهم، فيما تبين ان الجزء الآخر يعمل من اجل تحسين دخله المتدني.
واشار الكفيري، الى ان الجمعية ومن خلال مركز الارشاد الاسري قامت بعقد دورات لهؤلاء الاشخاص، وخصوصا الاطفال منهم وتم ارجاعهم لمدارسهم مع تأمينهم بمصدر دخل لهم ولأسرهم من خلال مساعدتهم من قبل فاعلي الخير.
ولفت الكفيري، الى ان معظم الاطفال العاملين بجمع المخلفات والمواد المختلفة هم من المناطق التي صنفت انها فقيرة وتشمل مخيم اربد وحي التركمان ومناطق مختلفة في المحافظة.
وتشير الارقام الصادرة عن دائرة الاحصاءات العامة، إلى أن العاصمة استحوذت على ما نسبته 24.6 % من عدد السكان الذين ينفقون اقل من مستوى خط الفقر للفرد في المملكة البالغ 680 دينارا في العام، فيما استحوذت اربد على ما نسبته 20.5 % من الفقراء في المملكة ثم المفرق بنسبة 11.9 % ثم الزرقاء 11.7 %.