"التصنيع الزراعي".. ما يزال الحلقة المفقودة للنهوض بوادي الأردن

الوقائع الإخبارية : في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة على اهمية القطاع الزراعي، والعمل على النهوض به من خلال التوجه للتصنيع الزراعي، يؤكد مزارعون ومعنيون، ان هذا التوجه وإن كان متأخرا الا أنه سيكون حجر الزاوية لإنهاء معاناة ثماني سنوات من الخسائر، وخطوة على الطريق الصحيح للنهوض بالقطاع. وكانت الحكومة قد تعهدت في جلستها قبل يومين بتوسيع الاهتمام الحكومي بالقطاع الزراعي وتطويره وصولا إلى مرحلة التصنيع الزراعي، مشيرة إلى أن القطاع الزراعي في الأردن يعتبر من أفضل القطاعات الاقتصادية، التي لديها قيمة مضافة للدولة، فضلا عن أبعاده الاجتماعية وأثره على مستوى الأسر والأمن الوطني للدولة. وناقش مجلس الوزراء عدة قضايا تهتم بالشأن الزراعي كدعم المزارعين وتوفير آلية لتسويق المنتج الزراعي وملف العمالة، موعزة لكافة الوزارات المعنية بالقطاع الزراعي بإعداد الدراسات المطلوبة ورفع التوصيات لمجلس الوزراء لاتخاذ القرارات المناسبة. ويوضح المزارع نواش العايد، ان التصنيع الزراعي يعد أحد أهم الركائز الأساسية في الاستثمار في القطاع الزراعي، اذ يحد من المخاطر التي قد تواجه أي مزارع او مستثمر، خاصة فيما يتعلق بقضية فائض الإنتاج وتلف المحاصيل، مشددا على ضرورة البدء فعليا بوضع الخطط والحلول للتوجه نحو اعتماد التصنیع الزراعي لاستیعاب فائض الانتاج الزراعي. ويؤكد العايد، ان الأھمیة المحوریة للصناعات الزراعیة والغذائیة تحتاج إلى خریطة استثماریة لإمكانات التصنیع الزراعي تعمل على ازالة المعوقات التي تواجه الإنتاج والتصنیع الزراعي، وإيجاد بيئة مناسبة لاستغلال إمكانات هذا القطاع على نحو فعال یفتح المجال لمزید من الاستثمارات في القطاع الزراعي والصناعات القائمة علیه ویساهم في تحقیق أهداف التصنیع المستدام، مثمنا توجه الحكومة إلى الاهتمام بالقطاع الزراعي ومشاكله والسير باتجاه التحول إلى التصنيع الزراعي. ويتذكر احد العاملين في مصنع رب البندورة في منطقة معدي بدير علا صالح البلاونة، كيف ان المصنع كان يستوعب ما يزيد على 80 % من انتاج البنورة في وادي الأردن قبل بيعه قبل ما يزيد على عشرين عاما تقريبا، قائلا "لم يكن مزارعو البندورة يتخوفون من عدم بيع منتوجهم او يهتمون بوجود اسواق تصديرية او عدمه لأنهم يعرفون ان المصنع سيستوعب كامل إنتاجهم وبأسعار جيدة”. ويضيف”ان المصنع كان يوفر مئات فرص العمل لأبناء وادي الأردن الذين يعيلون مئات الأسر ولكن للأسف جرى بيعه لمستثمر قام بإغلاقه نهائيا ما حرم المزارعين والعاملين من مصدر رزق مهم بالنسبة لهم،” آملا في ان يتم إنشاء مصانع لتصنيع المنتوجات الزراعية لإنقاذ ما تبقى من المزارعين وإعادة الثقة بالقطاع أحد أهم القطاعات الانتاجية في الوطن. ويقول رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام” لقد طال انتظارنا لمثل هذا التوجه الحكومي،” رائيا ان التصنيع الزراعي هو البديل الأمثل لإنقاذ القطاع الزراعي الذي مايزال يعاني منذ ثمانية اعوام شريطة ان يتم ترجمة هذه الرؤى على ارض الواقع والا تبقى رهينة الأدراج. ويشير الخدام، إلى ان ما يتمتع به القطاع الزراعي الأردني من مزايا تنافسية تتعلق بالقدرة على انتاج محاصيل طوال العام‏ وفي اوقات يندر فيها الإنتاج في الدول المجاورة،‏ وارتفاع انتاجية الأراضي‏ وجودة المحاصيل، اضافة إلى الفرص التسويقية والتصديرية المتاحة لمثل هذه المنتجات يجعل من التصنيع الزراعي والاستثمار فيه فكرة ناجحة‏، موضحا ان ايجاد مصانع زراعية تحويلية سيقلل من مشاكل التسويق بشكل كبير وسيدفع بالمزارعين إلى التوجه لزراعة محاصيل اخرى غير تقليدية او التنويع فيها.‏ ويوضح ان التصنيع الغذائي يعتبر من الصناعات التحويلية التي تقوم على الخامات الزراعية، لإنتاج الأغذية والمشروبات‏ والتي يمكن الاستفادة منها في وادي الأردن‏، كتعليب الخضراوات كالفاصوليا والباميا والفول وصناعة العصائر والمركزات من الحمضيات، وإنتاج عصير ورب البندورة وصناعة المخللات والمتبلات من الباذنجان والخيار والفلفل والجزر واللفت والشمندر وصناعة التوابل من الفلفل بانواعه والبطاطا الجاهزة(Fresh Potato)، والتي يتم استيراد كميات كبيرة جدا منها سنويا. ولفت إلى ان التصنيع الزراعي يلعب دورا مهما في تقليل الفاقد الزراعي ويعطي قيمة مضافة للسلع، اضافة إلى توفير فرص عمل لأبناء الاغوار، عدا عن مساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير العملة الصعبة. من جانبه يرى مدير زراعة وادي الأردن المهندس بكر البلاونة، ان التوجه للتصنيع الزراعي يعتبر احد اهم الحلول لمعالجة الاختناقات التسويقية، التي تنتج عن تراكم الإنتاج في فترات معينة، خاصة تلك الاصناف كالخضراوات، التي اذا لم تسوق خلال فترة قصيرة فستتعرض للتلف، مشيرا إلى ان هذه الاصناف اذا ما تم تصنيعها فيمكن تخزينها لفترات طويلة. ويرى ان توجه الحكومة للاهتمام بالقطاع الزراعي والتصنيع الزراعي سيشجع الكثير من صغار المزارعين الذين هجروا اراضيهم بسبب الخسائر المتراكمة خلال المواسم الماضية، لافتا إلى ان هذا التوجه سيعود على المزارعين بالنفع اذ سيضمن على الاقل البيع بأسعار تفوق الكلفة ما سيحد من الخسائر التي يتعرض لها المزارعون كل عام.