هل يقتصر "السلة" قرار منع حضور الجمهور على مباراة واحدة؟

الوقائع الإخبارية : مدرجات فارغة وجماهير غائبة قسريا عن مباراة الأهلي والوحدات، التي جرت بين الفريقين أول من أمس على صالة الأمير حمزة بن الحسين، ضمن دوري بنك الإسكان الممتاز لكرة السلة. مثل ذلك المشهد يعد غير مستحب مطلقا، فالمباريات التي تخلو من الجماهير، ستخلو إلى حد كبير من المتعة والإثارة والندية، ولكن ما الذي جعل اتحاد كرة السلة يتخذ مثل هذا القرار المؤلم والصعب؟. كان واضحا أن مباريات الأهلي والوحدات بدوري كرة السلة، يسودها التوتر والشغب معظم الوقت من دون سبب مقنع، ولا يقتصر الأمر على الجماهير، بل إنه يمتد إلى بقية أركان الفريق وعلى وجه الخصوص اللاعبين، ما أجبر الاتحاد على اتخاذ قرار إقامة مباراتين بين الفريقين من دون جمهور، وأتبع ذلك بقرار إيقاف لاعبي الأهلي مالك كنعان ومحمد شاهر 3 مباريات، بعد حادثة الاعتداء على عدد من متفرجي فريق الوحدات عقب نهاية مباراة الأخير مع الأرثوذكسي. من الطبيعي أن يحافظ اتحاد كرة السلة على المنجزات التي حققها في الفترة الزمنية التي قاد فيها اللعبة تحت مسمى "اللجنة المؤقتة”، ومن أجل ذلك كان لا بد من اتخاذ قرارات صارمة لمعالجة حالات الشغب في المباريات، وتوجيه رسالة لجميع الأندية بأن الاتحاد لن يتساهل مع أي طرف في حال حدوث شغب في المباريات. وربما وجد الاتحاد نفسه في موقف لا يحسد عليه، عندما تم اتهامه من قبل ناديي الوحدات والأهلي معا، بأنه يجامل أحدهما على حساب الآخر، مع أن الفيصل في هذا المقام هو اللائحة الانضباطية التي يفترض أنها واضحة وتعالج كل الحالات التي يمكن أن تحدث في المباريات، وفي نفس الوقت يفترض أن بنودها منسجمة مع ما هو منصوص عليه في اللائحتين التأديبيتين لكل من الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة السلة. ويسجل للنادي الأهلي أنه لم ينجرف خلف "حالة غضب”، بعد أن سرت إشاعات بأن النادي سيقاطع ما تبقى من مباريات للفريق بدوري كرة السلة، احتجاجا على الموافقة على طلب الوحدات باستبدال محترفه إبراهيما توماس بفعل الإصابة بالإضافة إلى العقوبات وقرارات الاتحاد، مع أن المخالفة التي بدرت من اللاعبين واضحة للجميع، واستدعت منهما الاعتذار بشجاعة عما بدر منهما، حتى وإن تعرضا لاستفزازات كما يتردد من قبل بعض متفرجي الوحدات. لكن اتحاد كرة السلة ربما في نظر الكثيرين بالغ في قرار إقامة مباراتين بين فريقي الأهلي والوحدات من دون جمهور، لأن الأصل أن يكون المنع لمساحة محدودة من الصالة الرياضية في المرة الأولى، وإن تكرر الأمر يتم منع الحضور في مباراة واحدة وهكذا. ويفترض أن رسالة الاتحاد وصلت للجماهير والمعنيين، ومفادها أنه لا تساهل مع حالات الشغب، ومع ذلك يفترض أن تتوفر مساحة للتعاطي مع "روح القانون” وتأكيد حسن النوايا ومنح الجمهور فرصة جديدة، لاغلاق ملف ما جرى في وقت سابق من حالات شغب، واقتصار المنع على مباراة واحدة تم تنفيذها أول من أمس، لتعود بذلك الجماهير في المباراة المقبلة، وقد وجدت كل الظروف الايجابية بما فيها الحوافز التي يمكن أن يقدمها الاتحاد لتحفيز الجماهير على انتهاج السلوك الرياضي السليم في التشجيع.