تجمعات عشوائية بالأغوار...اعتداء على الكهرباء والمياه وتراكم للنفايات

الوقائع الإخبارية : تشكل التجمعات العشوائية المنتشرة في وادي الأردن، تهديدا حقيقيا للصحة والسلامة العامة والبيئية، نتيجة الاعتداء العشوائي على شبكات الكهرباء وخطوط المياه وتراكم النفايات. فمع اقتراب فصل الشتاء من كل عام، تبدأ مئات الأسر من اللاجئين والعمالة الوافدة و”الغجر” بافتراش أراض في وادي الأردن طلبا للدفء، ليشكلوا بمجملهم تجمعات سكانية متفرقة، فأي أرض خلاء قد تكون محطا لرحالهم، خصوصا تلك القريبة من الخدمات الرئيسة سواء في المناطق الزراعية او المجاورة للمناطق السكنية. خطورة الوضع كما يرى عدد من الأهالي، ان هذه التجمعات لا يتوفر لها خدمات على الاطلاق فيعمدون إلى استجرار التيار الكهربائي من الشبكات ومدها لمسافات طويلة بواسطة اسلاك غير آمنة، إضافة إلى اعتدائهم على شبكات مياه الشرب، الأمر الذي يسبب ضعف وصولها للمواطنين، ناهيك عن خطورة تلوثها، مضيفين ان المشكلة الاخطر هي التلوث البيئي الذي يخلفه ساكنو هذه التجمعات، إذ ان القاء نفاياتهم وتراكمها وقضاء حاجتهم في الأودية أو احراقها، يشكل خطرا على الصحة العامة وعلى البيئة. ويبين محمود على أن ابنته تعرضت لصعقة كهرباء اثناء عودتها إلى المنزل، بعدما داست قدمها على سلك كهرباء ممدود من الشبكة إلى مجموعة من الخيام في منطقة الشونة الجديدة، موضحا انه لولا لطف الله، لكانت طفلته ضحية أفعال غير مسؤولة لأصحاب الخيام. ويؤكد علي، ان معظم سكان هذه التجمعات يحصلون على مياه الري بطرق غير مشروعة، أو من مصادر غير آمنة والاعتداء على شبكات الكهرباء، فضلا عن المكاره الصحية التي يخلفونها بعد رحيلهم، مطالبا الجهات المعنية بايجاد حلول عاجلة لهذه الظاهرة التي تتكرر سنويا. ويؤكد رئيس بلدية الشونة الوسطى إبراهيم فاهد العدوان، ازدياد أعداد العائلات المكونة من لاجئين سوريين ومن يسمون بـ”النور”، بالإضافة إلى العمالة الوافدة، ما يضاعف من الأعباء الملقاة على البلدية، إذ ان انتشار هذه التجمعات في عدد من مناطق وبشكل عشوائي، عادة ما يتسبب بمشاكل بيئية وصحية خطيرة ما يضطر البلدية إلى بذل جهود مضاعفة للتقليل منها، لافتا إلى ان غالبية سكان هذه التجمعات يقومون بإلقاء نفاياتهم في الأودية القريبة وأحيانا في قناة الملك عبدالله وبعضهم يعمد الى إحراقها خاصة وان سكنهم. ويضيف ان هذا الأمر يزيد من الطلب على الخدمات في الوقت الذي تعاني فيه البلديات من شح الموارد والامكانات، الأمر الذي ينعكس سلبا على الخدمة المقدمة للماطنين، مشددا على ضرورة العمل على توفير الدعم اللازم للبلديات والمراكز الصحية والمستشفيات وقطاع التربية، لمواجهة هذه الزيادة السكانية، والعمل على توفير مناطق آمنة ومخدومة لهذه الفئات على غرار المخيمات. ويقول مدير مكتب توزيع كهرباء الشونة الجنوبية غازي الشنيكات، إن "استجرار قاطني هذه التجمعات للتيار الكهربائي بطرق غير مشروعة، يشكل أحد أهم العقبات التي تواجه كوادر الشركة، إذ أن الجهود التي تبذلها الشركة للحد من عمليات السرقة لا تجدي ففي كل مرة تقوم الكوادر بإزالة الأسلاك، يتم اعادتها من قبل ساكني الخيام”. ويوضح الشنيكات انه لا يمكن للشركة أن تراقب كل عمود كهرباء او حتى منطقة بعينها، مشيرا إلى أن الحل يكمن في ترحيلهم أو ايجاد مناطق امنة لهم. وأكد على خطورة الوضع، إذ إن إلقاء الأسلاك على الشبكات يؤدي لكثير من الأعطال من جهة ويهدد حياة قاطني هذه التجمعات وخاصة الأطفال نتيجة تعرضهم للصعق. ويحذر مدير صحة لواء الشونة الجنوبية الدكتور نبيل أبو رمان، من خطورة اوضاع هذه التجمعات كونها غير مخدومة ولا تتوفر فيها أدنى شروط الصحة والسلامة العامة، خاصة وان معظم المياه المتوفرة في مناطقهم غير صالحة للشرب، فيما يقضون حاجتهم في المزارع او في المناطق الخالية، لافتا إلى أن الكوادر الصحية وفرق التطعيم الوطني تواجه صعوبة إعطاء المطاعيم لسكان هذه التجمعات، لرفضهم إياها او لتنقلهم المستمر ما يصعب من عملية متابعتهم. ويؤكد أبو رمان، ان المستشفيات والمراكز الصحية تواجه ازديادا مطردا في طلب الخدمة الصحية خلال فصل الشتاء، مع انتقال أعداد كبيرة من "الغجر” واللاجئين السوريين للمنطقة، مضيفا أن معظم هؤلاء غير منتفعين من التأمين الصحي وأوضاعهم المعيشية صعبة للغاية، ما يزيد من معاناة العاملين في المراكز. من جانبه يبين رئيس لجنة الصحة والسلامة العامة متصرف لواء الشونة الجنوبية الدكتور باسم المبيضين، أن وجود التجمعات السكانية العشوائية له تأثير كبير على قطاع البلديات، من خلال زيادة الحجم اليومي من النفايات، التي يتم جمعها بمعدل (300) طن يوميا، إضافة إلى زيادة النفقات الشهرية المخصصة للخدمات العامة، التي تقدمها البلديات للمواطنين، مشددا على ضرورة مراقبة هذه التجمعات والتركيز على نوعية المياه المستخدمة للشرب، وآلية جمع النفايات وكيفية التخلص منها إضافة الى آلية الصرف الصحي. ويضيف انه سيتم التنسيق مع الجهات المعنية، لايجاد حلول للحد من اعتداء ساكني هذه التجمعات على شبكات الماء والكهرباء الحد من تهديدهم للصحة والسلامة العامة. بدوره يحذر مستشار أمين عام وزارة البيئة لشؤون الأغوار المهندس محمد الصقور، من تداعيات التجمعات السكانية العشوائية على البيئة بشكل عام، داعيا الجهات المعنية إلى توفير حاويات أو براميل لتجميع النفايات وعدم إلقائها عشوائيا، وضرورة توفير مصادر مياه صالحة للشرب، وإنشاء حفر امتصاصية لهم، ضمن المواصفات المتبعة حفاظا على الصحة والسلامة العامة.