"انفلونزا الخنازير".. اتهامات لـ"الصحة" بالتقصير في مواجهة المرض

الوقائع الإخبارية : فيما تتزايد وتيرة الإصابة بمرض انفلونزا الخنازير في مختلف محافظات المملكة، كانت ذروتها في محافظة العاصمة بنسبة 40 % من مجموع الحالات، وجه مختصون اصابع الاتهام لوزارة الصحة بـ”التقصير في مواجهة المرض”، مطالبين وزير الصحة سعد جابر بتوضيحات للحد من مخاوف الناس من سرعة انتشار هذا الفيروس. وفيما سرت مطالبات بضرورة تقديم إجراءات أكثر جدوى مما تقوم به وزارة الصحة، أشار الرئيس السابق للجنة التنمية والصحة والتعليم النيابية النائب إبراهيم البدور، الى "حصول التخبط نفسه في التعامل مع انفلونزا الخنازير كل عام لتنتهي الأزمة بانتهاء فصل الشتاء”. وقال إن "المرض انتشر العام السابق في المفرق واربد، والعام الذي سبقه في الجفر ومعان والعام الحالي في الكرك، وكانت وما تزال معالجات وزارة الصحة غير كافية وغير مقنعة للناس”. وأضاف البدور أن إنفلونزا الخنازير "هي إنفلونزا عادية ولكن اسمها يثير الهلع بين المواطنين وهي خطيرة على المرضى ذوي المناعة الضعيفة والحوامل والأطفال”، متسائلا "اين خطط وزارة الصحة وماذا تفعل لمنع تفشي المرض باستثناء النفي والتهدئة”. ودعا إلى وضع خطة وقائية للتعامل مع المرض الذي يزور الأردن سنويا، وضرورة إطلاق حملة إعلامية لتثقيف الناس بالمرض وأعراضه وكيفية التعامل معه، إضافة إلى توفير المطعوم بشكل دائم وكاف وللجميع. مسؤول طبي سابق، طلب عدم نشر اسمه، قال إن "ما يسجل لوزارة الصحة شفافيتها في الإعلان عن الحالات في وقت تتسرب فيه قوائم الإصابة في محافظة الكرك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهي ما نفاها وزير الصحة سعد جابر جملة وتفصيلا خلال زيارته للكرك أمس ولقائه الكوادر الصحية”. وأضاف أن الوزارة في مخزونها عشرات الآلاف من المطاعيم لهذا المرض ويتوجب عليها توفير المطاعيم لفئات كبار السن والحوامل والأطفال اعتبارا من أيلول (سبتمبر) من كل عام، بدلا من طلبها، وإعداد حملة توعية بالمرض ومخاطره، وإعلان عن ارشادات ضبط العدوى، مشددا على ان على الوزارة "بذل كل الاجراءات الكفيلة بمنع انتشار المرض”. وبين المسؤول نفسه ان "الحالة المناعية للناس سيئة بسبب ضعف التغذية حيث يشكل الغذاء الصحي أكبر مناعة للمواطن”. وفيما قال مساعد الأمين العام لشؤون الرعاية الصحية الأولية، مسؤل ملف رصد حالات انفلونزا الخنازير بوزارة الصحة، عدنان اسحاق ان "مطاعيم انفلونزا الخنازير مخصصة للكوادر الطبية بحكم طبيعة عملهم فقط ولا تعطى للمواطنين بحسب تعليمات منظمة الصحة العالمية” أوضح في المقابل ان الوزارة "توفر العلاجات الكافية لهذا المرض لجميع المواطنين”. وأكد أن عدد الإصابات في محافظة الكرك 19 ووفاتان، ليصل الإجمالي حتى مساء أمس 199 حالة 5 وفيات، 36 حالة منها سجلت أمس الاربعاء، مشيرا الى أن 40 % من الإصابات تتركز في محافظة العاصمة. إلى ذلك، أكد الوزير جابر، خلال ترؤسه اجتماعا مع الكوادر الصحية في مستشفى الكرك الحكومي أمس، أنه "لا يوجد اي خطة جديدة”، مشيرا الى أن الكرك "سجلت وفاتين و19 اصابة بانفلونزا الخنازير”. من جهته، قال نقيب اطباء الاسنان السابق ابراهيم الطراونة ان الفكرة تكمن في ان لا يكون هناك حالة من الهلع بين الناس، وإذا كانت الارقام صحيحة والوضع تحت السيطرة كما تقول وزارة الصحة فـ”لماذا لا يخرج الوزير للناس ويعلن الأرقام الحقيقية والعدد الفعلي، والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتعطيل الطلبة في حال تسجيل إصابات بينهم؟”. وتساءل، "لماذا ينتظر وزير الصحة ان يخاطبه الناس؟، أليس هذا من صميم عمله وعليه ان يجهز غرف طوارئ على مدار الساعة؟”، مشددا على ان "للناس الحق في اعتبار أية حالة وفاة هي بسبب انفلونزا الخنازير، في ظل صمت الوزارة!”. وكان الطراونة كتب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك”، ان "على وزارة الصحة ان تتعامل بجدية في ظل انتشار انفلونزا الخنازير بكثرة في الكرك، وأن تقول الحقيقة للناس”. ووفقا لخبراء طبيين، يتوجب على وزارة الصحة ليس فقط الاعلان عن الحالات بشفافية بل يتوجب عليها "اعلان خطة لمواجهة المرض للحد من حالة الهلع والخوف التي سرت بين الناس فضلا عن توفير المطاعيم للفئات الأكثر عرضة للإصابة وإطلاق حملة توعية بمخاطر المرض وحث الناس على التطعيم”. لكن وزارة الصحة من جهتها اكتفت في بيانات سابقة لها بدعوة المواطنين إلى اتباع الطرق الوقائية للحماية من الإنفلونزا، ومنها "غسل اليدين ، وعدم استخدام الأغراض الشخصية للمصابين بأي نوع من أنواع الانفلونزا، ومتابعة النشرات التوعوية حول الوقاية من المرض وعلاجه على موقعها الإلكتروني، والاستفسار عبر الخط الساخن للوزارة”.