الطريق الدولي بوادي الأردن ما يزال ينتظر المخصصات منذ 8 أعوام
الوقائع الإخبارية : رغم مرور ثمانية أعوام على إجراء الدراسات اللازمة لتأهيل الطريق الدولي الممتد من الشونة الشمالية وحتى الشونة الجنوبية والذي كان من المقرر تنفيذه بمنحة يابانية، إلا أنه ما يزال يحصد المزيد من الأرواح منذ إنشائه قبل ما يزيد على 60 عاما، بانتظار المخصصات.
الشارع الذي يربط شمال وادي الأردن بجنوبه ومناطق الوادي بالعاصمة والمدن الرئيسية والممر الرئيسي للمعابر الحدودية مع فلسطين وإسرائيل، يعاني من تآكل بنيته التحتية المتردية؛ إذ تكثر فيه الحفر والمطبات.
ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية لحوادث السير التي وقعت عليه، إلا أنه وبحسب التقديرات المتوفرة، فقد قضى ما يزيد على 30 شخصا حتفهم بحوادث سير على الطريق خلال الأعوام العشرة الماضية.
ويشير نواش اليازجين، إلى أن الطريق يعد شريانا حيويا يربط الأردن بدول الجوار عن طريقي معبر جسر الشيخ حسين وجسر الملك حسين ويشهد على مدار الساعة حركة سير كثيفة؛ إذ يعد الطريق الوحيد لتوريد الإنتاج الزارعي الأردني إلى العاصمة والمدن الرئيسة، والطريق الرئيسي الذي تسلكه الشاحنات التي تنقل البضائع من وإلى فلسطين وإسرائيل، لافتا إلى أن حركة السير الكثيفة وكثرة الشاحنات الكبيرة تشكلان خطرا على سالكي الطريق والمواطنين، خاصة وأنه ما يزال بمسرب واحد.
ويبين أن الطريق الذي أنشئ خلال خمسينيات القرن الماضي لم تجر له أي أعمال صيانة سوى بعض الترقيعات، وهو بوضعه الحالي غير صالح فنيا، ما أدى إلى وقوع الكثير من الحوادث المميتة، لافتا إلى أن الشارع الذي يزيد طوله على 100 كم يشكل خطورة كبيرة على سالكيه.
ويرى وليد الفقير أن الطريق، رغم أهميته، ما يزال بمسرب واحد وباتجاهين وفي بعض المناطق يضيق بسبب وجود الأشجار الحرجية على جانبيه ما يفاقم من خطورة الوضع، موضحا أن خطورته تكمن في أنه يشهد حركة سير كثيفة للشاحنات الكبيرة والمتوسطة التي تنقل البضائع والمنتوجات الزراعية، إضافة إلى الآليات الزراعية.
ويبين أن أهالي الأغوار استبشروا خيرا قبل أعوام بعد الإعلان عن نية الحكومة توسعة وتأهيل الطريق ليصبح بأربعة مسارب، إلا أن غض النظر عن هذا المشروع تسبب بخيبة أمل لهم، مشددا على ضرورة العمل على توسعة وتأهيل الطريق بما يتناسب مع حجم الحركة المرورية التي تضاعفت كثيرا مقارنة بالفترة التي أنشئ فيها.
الطريق تزداد خطورته خلال فصل الشتاء مع ارتفاع أعداد الزوار والمتنزهين إلى وادي الأردن، بحسب حسين العجوري، موضحا أن ما فاقم من خطورة الطريق وجود الكسارات التي ألحقت أضرارا بالغة ببنية الشارع، خصوصا عند نقاط الالتقاء بين الشوارع الفرعية والشارع العام، إضافة إلى تدفق مياه الأمطار على الشارع وعدم إجراء صيانة شاملة بشكل دوري ومستمر.
وكانت وزارة الأشغال العامة، وبالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، أعدت قبل أعوام الدراسات الهندسية لتوسعة وتحسين الطريق الممتد من الشونة الشمالية وصولا إلى الشونة الجنوبية بطول (90) كيلومترا ليصبح بأربعة مسارب مفصولة بجزيرة وسطية، إلا أن عدم توفر التمويل اللازم الذي قدر بنحو 150 مليون دينار أبقى المشروع في الأدارج.
ومن جانبه، قال رئیس بلدیة الشونة الوسطى إبراهيم فاهد العدوان "إن توسعة وتأهيل طريق وادي الأردن يجب أن يدرجا ضمن أولويات الحكومة، كونه سيسهم في تطویر منطقة وادي الأردن اقتصادیا وسیاحیا كونها منطقة حدودیة وسیاحیة ومركزا للإنتاج الزراعي وسيحد من الحوادث القاتلة التي تقع عليه”، لافتا إلى أن البلدية شاركت قبل ثمانية أعوام بإعداد تقرير عن الأثرين الاقتصادي والبيئي لتأهيل الطريق بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، إلا أن المشروع لم ير النور منذ ذلك الوقت.
وبدوره، يؤكد مصدر في وزارة الأشغال أهميتيه الاقتصادية والسياحية كونه طريقا إقليميا يربط شمال وجنوب ووسط مناطق الأغوار، إضافة للمعابر والجسور بالعاصمة عمان، موضحا أن توسعة الشارع تعد ضمن العطاءات المركزية وتحتاج إلى مخصصات كبيرة.
ويضيف المصدر، أن طبيعة المنطقة الزراعية ووجود آليات زراعية غير مؤهلة للسير على الطرق الرئيسية وعدم مراعاتها لمتطلبات السلامة المرورية أهم عوامل الخطورة على الشارع، مبينا أن الوزارة تقوم سنويا بصيانة الأماكن التالفة من ديرعلا إلى الشونة الجنوبية والتي تشكل خطورة على سالكي الطريق للحد من وقوع المزيد من الحوادث المرورية.