"الديسي"...اعتداءات متكررة وتعاظم تحديات "المياه"

الوقائع الإخبارية : في الوقت الذي تنصبّ فيه أنظار وجهود كوادر الأجهزة "المائية” لمتابعة أي طارئ قد ينجم عن تداعيات عدم استقرار الحالة الجوية التي تشهدها المملكة حاليا من هطولات مطرية غزيرة، فاجأ "معتدو” المياه، مؤخرا، كوادر وزارة المياه والري باعتداء كبير على خط ناقل مياه الديسي. ولم تلبث كوادر الوزارة بمعالجة انعكاسات اعتداءات كبيرة ومتكررة على خط مياه الديسي، أثرت بشكل واضح على حصص المواطنين من المياه، وخلل برنامج التوزيع في الآونة الأخيرة، إلا وتم الكشف عن الاعتداء الجديد الذي وقع في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين/الثلاثاء الماضي في منطقة القطرانة. وأكد مصدر بالوزارة أن الاعتداء الجديد الواقع على منظومة مياه الديسي، يسجل اعتداء للمرة العاشرة؛ حيث أصاب الخط بشكل رئيس في منطقة القطرانة، ما هدد سلامة الخط وسط احتمالات لتوقف الضخ نحو خزان أبو علندا. وتزداد خطورة تكرار وتتابع الاعتداءات على خط مياه الديسي على مدار العام الراهن، وسط تسجيل ما يتجاوز مجموعه 50 اعتداء تم تصنيفه على أنه اعتداءات ثانوية على منظومة خط الديسي بشكل عام، على ما أضاف المصدر نفسه.
ووقع الاعتداء الأخير في منطقة مأهولة بالسكان، من خلال قيام مجموعة من الاشخاص بفك وإزالة هواية رئيسة وتركيب قطع وبربيش لتعبئة الصهاريج، لتتحرك فرق التفتيش والصيانة التابعة لوزارة المياه وشركة مياه الديسي "ديواكو”، للمنطقة للكشف عنه، وسط استمرارية عملها وصولا لضمان عدم وقف الضخ وتفريغ الخط من كميات كبيرة لإعادة الوضع الى حاله. ومما لا شك فيه، أن الاعتداء على أحد أهم المصادر الاستراتيجية المائية الوطنية، يؤثر بوضوح على خفض حصة المياه المخصصة لعدة مناطق وحرمان مناطق اخرى من حصصها الكافية من مياه الشرب حتى إعادة إصلاح الضرر، في الوقت الذي لا يتوقف فيه ممارسو الاعتداءات، عن ابتكار أساليب غير مسبوقة. وجددت وزارة المياه تأكيدها اعتبار أي اعتداء على إحدى مصادر المياه الاستراتيجية الوطنية كمنظومة مياه الديسي، والذي يشكل 55% من حصة مياه محافظات عمان والزرقاء ومادبا، هو اعتداء صارخ على حصص المواطنين المائية. وحذرت من خطورة تأثير هذا الاعتداء على خفض حصة المياه المخصصة لعدة مناطق وحرمان مناطق اخرى من حصصها الكافية من مياه الشرب، سيما في ظل محدودية المصادر والضغوطات المتزايدة وعكورة المياه الناجمة عن الهطولات المطرية الغزيرة، حيث تُحمل العاملين اعباء جسيمة.
وشددت الوزارة على عدم تهاونها بحق المخالفين، وتعاونها مع الجهات الامنية المختصة لضبط الفاعلين، وسط استمرارية عمل الطواقم الفنية لضمان اصلاح الخط وإعادة الامور الى نصابها. الحلول وفق أحدث الطرق التكنولوجية، باتت توازي أهمية حماية مصادر المياه من مبتكري اعتداءات المياه وفق طرق غير مسبوقة، وصارت واقعا مفروضا، لتتسق وإجراءات وزارة المياه والري في إحكام السيطرة على مصادر المياه. وتنبئ ضبوطات وزارة المياه حول حالات الاعتداء على مختلف مصادر المياه، بازدياد مخاطر تلك الممارسات في بلد يصنف أصلا على أنه ثاني أفقر دولة مائيا على مستوى العالم.