الفيديوهات "الخادشة".. صورة مشوهة عن المجتمع تنطبع بذاكرة الطفل
الوقائع الإخبارية : خطورة كبيرة "تهدد” الأطفال عند مشاهدة فيديوهات "خادشة” للحياء، إذ تبقى محفوظة بذاكرتهم، وربما تدفعهم للبحث عن المزيد كما حصل بالفيديو الأخير للشاب والفتاة والذي نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تلك الخطورة تكمن بما تقدمه هذه المنصات من محتوى رقمي وفيديوهات أصبحت تهدد المنظومة القيمية للطفل بمحتوى غير لائق، في الوقت الذي يتجرد فيه الكثير من مستخدمي هذه المواقع من الوعي والأخلاق حينما يقومون بتصوير ونشر وتداول فيديوهات مسيئة للمتلقي.
ورغم وجود العديد من الفيديوهات ذات المحتوى الخادش للحياء على اليوتيوب ويمكن للأطفال والمراهقين الوصول اليها، إلا أن تداول هذه الفيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ فيسبوك وإنستغرام يشكل خطرا أكبر وفق خبراء وتربويين أكدوا بدورهم سهولة مشاهدتها وسرعة انتشارها عبر مواقع التواصل مقارنة باليوتيوب.
من جهته أكد الخبير الاجتماعي التربوي الدكتور محمد جريبيع أن تداول فيديوهات خادشة للحياء عبر فيسبوك وإعاة نشرها للعموم يحمل إسقاطات على منظومة القيم والأخلاق وتنشئة الأطفال.
ويشير الجريبيع إلى أن مشاهدة مثل هذه الفيديوهات من قبل الصغار والمراهقين يكسر الحواجز النفسية والخجل من القيام بتصرفات "مخلة”، لتصبح وكأنها مستساغة ومباحة من قبلهم.
إن تداول هذه الفيديوهات بحسب جريبيع، يخلق حالة من القلق والخوف لدى أولياء الأمور وأفراد المجتمع بشكل عام من استخدام مواقع التواصل الإجتماعي وعدم القدرة على حماية الأطفال أو ابعادهم عن العالم الافتراضي الذي بات جزءا من حياتهم اليومية.
ويضيف "نشر هذه الفيديوهات يعطي فرصة لاستخدام منصات التواصل للبحث عن مثل هذا المحتوى”، كما يهيئ بيئة جاذبة لرؤيتها وملاحقتها، معتبرا نشرها على فيسبوك عملا مرفوضا. ويشدد جريبيع على وجوب محاسبة من يقوم بنشر وتداول مثل هذه الفيديوهات، مؤكدا أن أي تصرف خادش للحياء مرفوض ونيته بالتأكيد غير سليمة.
وتكمن خطورة نشر مثل هذه الفيديوهات على منصات التواصل فيسبوك الذي يستخدم من قبل شريحة واسعة من المجتمع بغض النظر عن العمر؛ بأنه يجعل مثل هذه التصرفات أمرا عاديا مع مرور الوقت. ويصبح البعض أكثر جرأة وقدرة على كسر الحواجز النفسية وبالتالي استسهال النشر، ما يساهم في إيجاد بيئة تتقبل السلوكيات الخاطئة وترسخ فكرة البحث عن مثل هذا المحتوى عبر فيسبوك أو إنستغرام لدى الاطفال، وكأنها تصرفات اجتماعية مقبولة.
ويتفق أخصائي علم النفس الدكتور موسى مطارنة مع جريبيع بضرورة محاسبة كل من تخول له نفسه نشر فيديوهات ذات محتوى خادش للحياء، لافتا إلى أن "جرم النشر لايقل ضررا عن جرم الفعل الخادش للحياء”.
ويصف مطارنة نشر وتداول هذه الفيديوهات بالعمل غير الأخلاقي وغير المقبول إجتماعيا ودينيا وتقصد التشهير في سمعة أناس وقعوا في خطأ، متابعا أن هذا التصرف ليس نبلا ولا أخلاقا، ومن يقوم بهذا الفعل ينقصه النضوج الاخلاقي والنفسي.
الانعكاسات السلبية لتداول مثل هذه الفيديوهات بحسب مطارنة تختلف بحسب الفئة العمرية للمتلقي باعتبارها تدخل كل بيت ويشاهدها جميع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا الأطفال والمراهقين وتختلف ردة الفعل المشاهد لهذه الفيديوهات بحسب طبيعة الأسرة وطريق التربية. ويؤكد على أن تعرض الأطفال لرؤية مثل هذه الفيديوهات تضع صورة مشوهة عن المجتمع في ذاكرته لا يمكن نسيانها مهما مر عليها الوقت، كما أنها تعطي فرصة لمن لديه مثل هذا الميول أن يفعله ولكن قد يكون حذرا أكثر.
ويبين مطارنة أن "رؤية الأطفال لمثل هذا المحتوى له انعكاسات نفسية واجتماعية سلبية ويمس الإنسان بمجتمع يرفض مثل هذه التصرفات”.
ويذهب مطارنة إلى أن نشر هذا المحتوى يخل ثقة المجتمع بأصالته وثقافته وتجانسه، ويمس العادات والأخلاق، مستدركا أنه عمل فردي لا يفترض تعميمه، وهذا النوع من المحتوى يعتدي على حرية المجتمع والأطفال والفتيات على مواقع التواصل، وهو جرم اجتماعي، ويجب التوقف عن نشر هكذا محتوى.
وفى محاولة للكشف عن أخطر عادات الأطفال والمراهقين على يوتيوب وتفسير سبب البقاء لفترة طويلة أمام الشاشات، كشفت دراسة علمية حديثة عن خطر يسببه زيادة مشاهدة الفيديوهات عبر الإنترنت.
وفقًا للإحصائيات التى أجرتها منظمة "كومين سينس ميديا” غير الحكومية، والمعنية بعادات الأطفال المرتبطة بالإنترنت، فقد ارتفعت نسبة مشاهدة الفيديوهات لدى الفئة العمرية من الأطفال والمراهقين، بأكثر من 4 أضعاف منذ العام 2015.
وبحسب "سكاى نيوز”، كانت مشاهدة الفيديوهات تحتل المرتبة الخامسة من حيث النشاطات المفضلة على الإنترنت للمراهقين منذ خمس سنوات، ولكنها أصبحت اليوم تحتل المرتبة الأولى.
وتوصى المنظمة شركات التكنولوجيا بأهمية فرض ضوابط على مشاهدة الأطفال لفيديوهات بعينها، مشددة على أن عدم احترام هذه التوصيات سيكون له تداعيات سلبية على النمو الاجتماعي وبناء العلاقات مع الآخرين، فيؤدى إلى نمو سياسات متطرفة وسلوكيات عنيفة فى المجتمع.
فى هذا السياق، أعلنت شركة يوتيوب عن إجراء تحديث لتعزيز حماية الأطفال من مقاطع الفيديو التى تتضمن مشاهد العنف أو المحتوى المخصص للبالغين، حتى وإن كانت تنص صراحة على أنها موجهة للمشاهدين القصر أو العائلات.
وكان يوتيوب يقيد الوصول إلى مقاطع الفيديو تحتوى على أشياء، مثل: الجنس، والموت، والعنف، ولكن عنوانها يشير عن طريق العنوان، والوصف، إلى أنها مقدمة للأطفال، أو مخصصة لتشاهد من قِبل أفراد العائلة معًا، بحسب موقع aitnews.