الأمم المتحدة تكرّم ضحايا زلزال ومن بينهم 3 شهداء أردنيين هاييتي
الوقائع الاخبارية :تصادف اليوم الاحد الذكرى العاشرة لزلزال هاييتي الذي وقع في 12 كانون الثاني عام 2010 وأدى الى مقتل اكثر من 200 الف شخص من بينهم 102 فرد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بمن فيهم 3 شهداء من القوات المسلحة الاردنية كانوا هناك ضمن بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هاييتي.
وفي المناسبة، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس رسالة مرئية قال فيها اننا « نتذكر، في هذا اليوم، مئات الآلاف من الهاييتيين الذين فقدوا أرواحهم والملايين الذين تأثروا بشدة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب بلدهم قبل عشر سنوات. كما نحيي ذكرى فقدان مائة واثنين من زملائنا في الأمم المتحدة في نفس اليوم.»
وقال غوتيريس في الرسالة التي وصل جريدة الدستور نسخة مسبقة منها « لن ننسى أبدًا الصدمة والحزن في جميع أنحاء الأمم المتحدة عندما علمنا بحجم المأساة» معربا عن تعازيه القلبية الحارة لكل من فقدوا ذويهم وأصدقاءهم وأحباءهم .
وأضاف انه وخلال العقد الماضي «استفادت هاييتي من مرونة شعبها ودعم العديد من أصدقائها للتغلب على هذه الكارثة»
وأكد غوتيريس التزام الأمم المتحدة بمساعدة هاييتي وشعبها على بناء مستقبل أكثر إشراقًا» مشيرا الى انه وبفضل «استمرار دعم المجتمع الدولي، تسعى هاييتي جاهدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بوسائل منها تعزيز المؤسسات التي تكتسي أهمية بالغة لرفاهية ورخاء شعبها.»
الى ذلك، علمت الدستور ان غوتيريس سيرأس يوم الجمعة القادم حفل تكريم لـ 102 من موظفي الأمم المتحدة الذين لقوا حتفهم خلال الزلزال الأليم. ويقام الاحتفال في قاعة التأمل في مبنى الجمعية العامة يحضره سفراء الدول الاعضاء أو من ينوب عنهم ،وبعد ذلك سيتمكّن الراغبون في تأدية واجب العزاء بزيارة النصب التذكاري الذي نُقل من هاييتي إلى المرج الشمالي قرب مقار الامم المتحدة في نيويورك لتكريم ذكرى الزملاء بالأمم المتحدة الذين توفوا قبل 10 سنوات.
وفي بورت أو برنس، هاييتي، تم دعوة جميع موظفي الأمم المتحدة لحضور احتفال تذكاري بمناسبة الذكرى العاشرة لزلزال هاييتي، سيقام في موقع فندق كريستوفر - الذي كان يستخدم لإيواء مقر بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هاييتي وانهار خلال الزلزال. وعلمت الدستور ان الأمين العام المساعد، ميروسلاف جينا سيمثل الأمم المتحدة في هذا الاحتفال والمناسبات التذكارية الأخرى التي تنظمها الحكومة الهاييتية.
ومن بين الضحايا 3 من الاردنيين وهم الشهداء: الرائد عطا المناصير والرائد أشرف الجيوسي والعريف رائد الخوالدة .
وحسب موقع أممي كُرس لتخليد ذكرى ضحايا الزلزال من العاملين بقوات حفظ السلام الأممية فقد تم ذكر شهداء الاردن وبعض المعلومات عنهم تنشرها «الدستور» تكريما لذكراهم العطرة.
الشهيد الرائد عطا عيسى المناصير
التحق المناصير في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هاييتي كمسؤول عمليات، ووصل إلى هاييتي قبل أقل من أسبوعين من وقوع الزلزال.
ولد الشهيد عطا في عمان (مرج الحمام) عام 1974 وحصل على شهادة في العلوم العسكرية والتاريخ من جامعة مؤتة ، والتحق بالقوات المسلحة الأردنية في سن 19 وتم ترقيته إلى رتبة رائد عام 2008.
كان لدى الشهيد عطا خبرة سابقة في مجال حفظ السلام، حيث خدم مع بعثة الأمم المتحدة في إثيوبيا وإريتريا عام 2001. وتضمن جزء من واجباته أيضًا توفير خدمات الترجمة. وقال والده، وهو رائد متقاعد بالجيش «أحمل في ذاكرتي كابني وكجندي أردني شجاع خدم واجبه الإنساني بكل شعور المجد والفخر» .
والشهيد المناصير، لديه 3 بنات وكان وزوجته بانتظار مولودهما الرابع وقت الزلزال.
الشهيد الرائد أشرف علي محمد جيوسي
التحق الجيوسي في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هاييتي كمسؤول عمليات منذ كانون الاول 2009. بعد تخرجه من جامعة مؤتة، التحق الشهيد أشرف بالقوات المسلحة الأردنية عام 1994 وتم ترقيته إلى رتبة رائد في تموز 2009. ووفقًا لما قاله والده، أراد الشهيد أشرف دائمًا الانضمام إلى القوات المسلحة، وبما أنه كان شاباً، فقد كان اهتمامه منصباً على خدمة بلده، وبعد 16 عامًا من الخدمة في القوات المسلحة الأردنية، لم يتردد في الذهاب إلى هاييتي لإحداث تغيير في حياة الآخرين.».
وأضاف والده»توفي أشرف أثناء خدمته باسم الأردن وكان في مهمة إنسانية.. هذا شيء مشرف».
والشهيد أشرف، من مواليد عام 1976 في كتم، وله طفلة وطفل.
الشهيد العريف رائد فرج الخوالدة
الخوالدة من مواليد 1979 في قرية مرصع، ودرس في مدرسة جرش ، وبعد الثانوية ووفاة والدته التحق بالقوات المسلحة عام 2004. وفي عام 2009 التحق ضمن كتيبة اردنية للعمل في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هاييتي.
ويقول والد الشهيد حسب تصريحات نشرت في نفس الموقع الأممي ان رائد قال يوما لوالده هناك «إمكانية الموت أثناء أداء الواجب» وحسب والده «أخبرني رائد ذات مرة أن الحياة السلمية التي نعيشها في الأردن، مثل العديد من الدول الأخرى، لن تكون ممكنة لولا تضحيات الراغبين في حماية السلام». وأضاف أن ابنه «مؤمن بما فعله وكان مستعدًا دائمًا للخدمة من أجل السلام».
والشهيد رائد لم يكن متزوجا وكان العائل لأسرته المكونة من أبيه واشقاء وشقيقات له.