سياسيون: دلالات سياسية عميقة للخطاب الملكي أمام البرلمان الأوروبي

الوقائع الإخبارية: عاد جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى أرض الوطن امس، بعد أن اختتم جولة عمل شملت كلاً من العاصمة البلجيكية بروكسل، ومدينة ستراسبورغ الفرنسية، والعاصمة الفرنسية باريس.
وركز جلالته خلال لقاءاته في بلجيكا وفرنسا وخطابه في البرلمان الاوروبي على ضرورة الحلول السلمية لقضايا المنطقة، ومحاربة الارهاب والتطرف، ودعم السلم العالمي، اضافة للعلاقات الثنائية ودعم الاقتصاد الاردني الذي يواجه العديد من التحديات التي فرضتها ازمات المنطقة واللجوء السوري الاخير.
خطاب الملك يقدم تشخيصا دقيقا
وفي السياق أكدت لجنة الشؤون الخارجية النيابية عمق المعاني والدلالات السياسية التي حملها خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني الذي القاه أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.
ووصفت اللجنة، في بيان صحفي امس على لسان رئيسها النائب رائد الخزاعلة، الخطاب بـ «التاريخي والرصين كونه قدم تشخيصاً دقيقاً لقضايا محلية وإقليمية ودولية، حيث جدد التأكيد على انه لا يمكن الوصول إلى عالم أكثر سلاما دون شرق أوسط مستقر وغير ممكن دون سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وقال الخزاعلة، إن جلالته عبر عن ضمائر الشعوب الطامحة الى السلام والرفاه والمسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع لحماية مصالح الشعوب وتحقيق الأفضل لهم، محذراً من ترك شباب المنطقة يعيشون بلا أمل.
واشار الى ان الاسلوب الخطابي الذي انتهجه جلالته بطرح الاسئلة الافتراضية يلامس الواقع ويعكس مدى قدرة الملك على مخاطبة الغرب وإقناعهم بمخاطر تخلي العالم عن حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكذلك العواقب الكارثية في حال بقيت قضايا القدس وسوريا والعراق وليبيا موضع نزاع وساحة للصراعات وقوى الارهاب.
وأكد الخزاعلة ان جلالة الملك وعبر سياسته الحكيمة والفاعلة نجح في إعادة الزخم للقضية الفلسطينية والقدس في المنابر الإقليمية و الدولية والتذكير بأن صنع السلام هو دائما الطريق الأصعب، ولكنه الطريق الأسمى حيث عرض جلالته بحكمته المعهودة الموقف الأردني الثابت والراسخ تجاه القضايا العربية وما مقولته «لن أتخلى عن إخوتنا وأخواتنا في العراق» الا خير دليل على تمسكه بمواقفه العروبية ازاء اشقائه العرب.
البرلمانية الأردنية - الأوروبية
وثمنت جمعية الصداقة البرلمانية الأردنية - الأوروبية، الموقف العروبي الذي عبر عنه جلالة الملك في خطابه واصفة الخطاب بـ«التاريخي الذي حمل العديد من العناوين والرسائل السياسية العميقة».
وأكد رئيس الجمعية النائب هيثم الزيادين أن إشارات جلالته كانت شاملة وافية، لافتا الى انها جاءت في سياق أخلاقي كان العالم بأمس الحاجة لها امام مسرح إقليمي عالمي معقد، وان جلالة الملك كان وما يزال يمثل صوت الحكمة البعيد عن المجاملة سيما فيما يتعلق بالتحديات والعقبات التي لا يستطيع العالم بأسره التغاضي عنها.
ولفت إلى أهمية الزيارة الملكية لأوروبا، معتبرا إياها بالجهود الاستثنائية الموصولة لجلالته حيال العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
السفير الفلسطيني
وقال السفير الفلسطيني في عمان عطاالله خيري ان الحكمة والشجاعة وبعد النظر والرؤيا الثاقبة واستشراف المستقبل والحرص على مستقبل الانسانية تجلت في خطاب الملك.
وقال خيري في تصريح صحافي امس، إن جلالة الملك ركز في خطابه كالعادة على القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي والقدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية وربط بين تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي واستقرار المنطقة والعالم.
وأضاف أن صوت جلالة الملك الذي يحظى باحترام وثقة أوروبا والعالم، مسموع ومؤثر ويتمتع بمصداقية عالية جدا، وأن تحذير جلالته من أن فقدان شعوب ودول الشرق الاوسط الأمل بحياة هادئة ومستقرة وآمنة سوف يؤثر على الأمن العالمي أيضا لأن شرق أوسط مستقر يعني عالم مستقر.
وقال خيري إن جلالة الملك أطلق خلال خطابه التأكيدات التي لا تقبل الشك، الالتزام الشخصي والمسؤولية الخاصة تجاه القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها،وما تعنيه أهمية الروحانية والسلام والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين على حد سواء والعواقب الناجمة عن أي زعزعة أو انتزاع لهذه العوامل وفيما إذا كان بمقدور المجتمع الدولي أن يتحمل ذلك.
وقال خيري إن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني يقدرون ويثمنون عاليا مواقف جلالة الملك من القضية الفلسطينية الثابتة والمبدئية.
النسور
وأكدت شخصيات نقابية، أهمية الرسائل التي حملها خطاب جلالة الملك الذي ألقاه الأربعاء الماضي أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.
وقال نقيب الجيولوجيين صخر النسور «إن جلالة الملك وهو يوجه الأسئلة كان يخاطب الضمير العالمي ويعكس قدرة جلالته على استحضار الحقائق من خلال أسئلة افتراضية جعلت من الجميع يفكر مجددا في إجابات حول الواقع العالمي والشرق أوسطي».
وأضاف النسور، أن جلالة الملك ومن خلال هذه الأسئلة إنما كان يستحضر من ضمير العالم الإجابات ويحذر في الوقت ذاته من تخلي العالم عن حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعواقب الكارثية في حال بقيت قضايا القدس وسوريا والعراق وليبيا موضع نزاع وساحة للصراعات وقوى الإرهاب.
وشدد النسور، على أن جلالة الملك وفي خطابه الأخير وكما يفعل جلالته على الدوام يعيد الزخم والحياة للقضية الفلسطينية مع تعاظم المشاكل في الإقليم وحتى تبقى القضية حية في أذهان وضمائر الجميع.
واعتبر النسور، أن خطاب جلالته وإن كان عالميا وتخطى الحدود إلا أنه كان عروبيا بامتياز حيث تطرق جلالته بحكمته المعهودة إلى الموقف الأردني تجاه القضايا العربية حين قال جلالته بكل وضوح «لن أتخلى عن إخوتنا وأخواتنا في العراق» معتبرا أن جلالته صاحب نظرة إنسانية وقلب عروبي.
الكيلاني
بدوره، قال نقيب الصيادلة الدكتور زيد الكيلاني «إن جلالته وضع الجميع أمام مسؤولياتهم بأسلوب جديد من خلال طرح الأسئلة على الحضور الذين بدأوا التفكير في العثور على إجابات عن هذه الأسئلة». واعتبر الكيلاني، أن جلالته لم يكن يبحث عن إجابات بقدر ما يخلق في أذهان الجميع تساؤلات عن مآلات الأوضاع السياسية والاقتصادية في العالم كله وفي الشرق الأوسط تحديدا.
وبين الكيلاني، أن جلالته خاطب العالم ليس كقائد ملهم وملك حكيم وزعيم ذي بصيرة بل كضمير إنساني يريد السلام وهو ما أكده خطاب جلالته حين قال «عبّر الناس حول العالم عن رغباتهم وعن الوجهة التي يريدون الوصول إليها لكنهم يتطلعون إلينا لإرشادهم إلى سبيل تحقيقها»، وهي السلام بحسب الكيلاني الذي شدد على أن هذه الكلمة كانت باسم ضمائر الشعوب الحية.
الدعجة وقال النائب الاسبق الدكتور هائل ودعان الدعجة ان جلالة الملك أكد في خطابة على الثوابت الأردنية من القضايا الإقليمية تحديدا وأن ما يحدث في الإقليم له ارتداداته وتأثيره على العالم كما هو الحال في التوتر بين أميركا وإيران وما يحدث في العراق وسوريا وليبيا ولبنان.
واضاف الدعجة ان خطاب جلالته حذر من الانقسام الطائفي والحروب الأهلية في هذه الدول والذي ستكون لها تبعاتها على المنطقة والعالم من خلال موجات اللاجئين والإرهاب وعودة داعش إذا لم يتم معالجة الأوضاع الاقتصادية وتوفير فرص عمل للشباب وتوفير عوامل التهدئة والاستقرار في المنطقة.
واشار الدعجة في حديثه في الوقت الذي اكد جلالته فيه على التزام الأردن بالسلام كخيار استراتيجي مطالبا بإطلاق حوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين واهمية حل الصراع بينهما على اساس حل الدولتين وأن الأحاديث الإسرائيلية عن ضم الضفة الغربية له أسبابه المتعلقة بالانتخابات وأن موضوع الضفة ترك الكثير من السلبيات على علاقة الأردن بإسرائيل.

وتابع الدعجة ان جلالته تحدث على أن الأردن لا يعرف عن محتوى صفقة القرن مشيرا إلى الدور الأوروبي في هذا المجال وعن سوريا مؤكدا على أهمية التحرك في المسار السياسي نحو دستور جديد لمحاربة الإرهاب وإعادة الاعمار.
واضاف الدعجة ان اختيار جلالة الملك المحطة الأوروبية تنطوي على رسائل تؤكد على أهمية انخراط دول أوروبا في ملفات المنطقة والمساهمة في مواجهة التحديات التي تواجهها خاصة التحدي الاقتصادي عبر تقديم المساعدات المالية والاقتصادية لدول المنطقة وخلق أجواء من التهدئة والاستقرار فيها. إلى جانب الدور الذي يمكن أن تلعبه في ملف القضية الفلسطينية بعد الاختراقات والانتهاكات الاسرائيلية للمرجعيات ولقرارات الشرعية الدولية التي انصفت الجانب الفلسطيني.
الشناق
واعتبر الامين العام للحزب الوطني الدستوري الدكتور احمد الشناق ان خطاب الملك امام البرلمان الاوروبي هو خطاب للامم اجمع، نظرا لمضامينه الحريصة على قضايا المنطقة والاقليم والسعي لايجاد الحلول لانعكاسها على الاستقرار الاوروبي والعالمي.
واشار الشناق ان خطاب جلالته حذر من التهديدات والاحداث المتسارعة في المنطقة الذي يعتبر تهديدا لامن وسلم أوروبا والعالم.
ولخص الشناق فلسفة الخطاب التي تعتمد على الخطاب العقلاني بالدرجة الاولى من خلال السعي الى ايجاد حلول للقضايا المصيرية في المنطقة وابرزها القضية الفلسطينية بخاصة عندما اكد جلالته على محاولات فرض حل الدولة الواحدة الامر الذي لايمكن تصوره على المنطقة والعالم لانه سيبنى على اسس غير عادلة بما يسهم في ادامة الانقسام بين الشعوب والاديان في العالم اجمع.
واكد الشناق ربط جلالة الملك قضية حل الدولة الواحدة واثارها على العالم بأسره كونه سيحدث انقسام عالمي في الشعوب والاديان.
مشيرا الى ان مضامين الخطاب اكدت على عدم امكانية الوصول الى عالم اكثر سلام دون شرق اوسط مستقر، وان لا سلام دون حل القضية الفلسطينية.