الرزاز : الدعم للأردن لمواجهة أزمة اللاجئين لا يكفي
الوقائع الاخبارية : قال رئيس الوزراء عمر الرزاز ان ما يلقاه الأردن من دعم عالمي لمواجهة ازمة اللاجئين ، لا يكفي البتة لتغطية الكلفة.
الرزاز قال في مقابلة مع قناة يورو نيوز ردا على سؤال حول الكيفية التي يتصرف بها الأردن، الواقع في منطقة تشهد تقلبات، بحدود مشتركة مع العراق وإسرائيل وسوريا : الأردن استطاع تخفيف حدة التأثير، والصمود اقتصاديا وسياسيا، وحقق رغم ذلك نموا اقتصاديا. فقد طورت المملكة خطة خماسية للتقليل من الآثار السلبية، واستثمرت قدرات الشباب بشكل أفضل، إذ يوجد في الأردن بحسب رئيس الوزراء شباب متعلم وذو خبرات عالية، ولكن توجد أيضا نسبة بطالة عالية جدا، بسبب وجود اللاجئين والأزمات منذ عشر سنوات، وتكاليف الطاقة المرتفعة.
وأقر الرزاز بوجود مجموعة من المشكلات، لكن الاردن يسير في الاتجاه الصحيح على حد تعبيره، إذ طور الأردن صاحب أفضل اتفاقيات تجارة حرة حول العالم حزمة إجراءات تشمل مسائل تتعلق بالصادرات، واستطاع بفضلها زيادة صادراته بنسبة 8 بالمئة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن قطاع السياحة شهد نموا بنسبة 9 بالمئة، جراء النقل الرخيص والاستثمار في مواقع البتراء ووادي رم والبحر الميت وغيرها، إلى جانب الاستثمار في قطاع التكنولوجيا والمعلومات الذي يشهد نموا حوالي 11 أو 12 بالمئة كل سنة، لأن الأردن يستعين بمصادر من الخارج لمعالجة الأعمال وتوفير الفرص. وقال الرزاز إن التحديات هائلة، لكن الأردن استطاع التعامل معها.
وعن استقبال الأردن لأكثر من مليون لاجئ وتحمله تبعات مرهقة لذلك، وعما إذا كان المجتمع الدولي خذل الأردن، بين رئيس الوزراء الأردني أن 1.3 مليون لاجئ أي حوالي 20 بالمئة من سكان الأردن اليوم هم لاجئون في المملكة، موضحا أن العبء هائل، له تأثير كبير على البنى التحتية والمدارس والمراكز الصحية التي أصبحت مكتظة والوظائف أيضا. وأقر الرزاز بأنه رغم ما يلقاه الأردن من دعم عالمي، فإن ذلك لا يكفي البتة لتغطية الكلفة.
وقال رئيس الوزراء الأردني إنه يفهم ظاهرة "إرهاق المانحين"، التي تحصل بعد أن تفقد الأزمة أولويتها، مشيرا إلى أن اللاجئين لا زالوا يعيشون هناك والأردن ما زال على التزاماته، لا يجبر أحدا على العودة، وأضاف الرزاز أن هناك 40 ألف لاجئ فقط من أصل 1.3 مليون عادوا إلى سوريا، ولا يريد الأردن بحسب الرزاز أن يجبر النساء والأطفال والعائلات على العودة، قبل ضمان الأمن كليا في سوريا.
في هذا السياق قال رئيس الوزراء الأردني، إنه عندما ترفض المنطقة هنا لاجئين من مكان آخر، فإنه يعطيها الحق بذلك، لكنه طالب الأطراف الرافضة بأن تساعد البلاد من المنطقة التي تتحمل العبء الأكبر، لجعل ما تقوم به تلك البلاد أكثر فاعلية لتجنب الإضرار بالمواطنين.
وقال الرزاز إنه لحسن الحظ لم يشهد الأردن جريمة كراهية واحدة ضد اللاجئين السوريين، وإن ذلك يمثل سمعة جيدة للأردن والأردنيين، غير أن رئيس الوزراء أكد أن بلاده بحاجة إلى الدعم.
وفي ختام المقابلة سُئل الرزاز إذا كان الأردن سيتصرف في أقصى الحالات بالطريقة نفسها، التي تصرف بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حين هدد الاتحاد الأوروبي بفتح الأبواب أمام اللاجئين، وهنا نفى رئيس الوزراء الأردني ذلك، معتمدا موقف الملك الأردني عبد الله الثاني، فعندما قال الملك إن المملكة تفتح أبوابها أمام اللاجئين، قال إن الأردن لا يريد أن يترك وراءه طفلا واحدا لاجئا، بل يريد ضمان أن يحصل كل الأطفال على التعليم والرعاية الصحية نفسها التي يحصل عليها الأردنيون، وهذا ما فعله الأردن يوميا بحسب الرزاز.
وأوضح رئيس الوزراء أن ذلك لن يتغير لأنه مسؤولية أخلاقية قبل كل اعتبار سياسي، فاللاجئون بشر وهم يشكلون مستقبل المنطقة، وسوريا بلد جار للأردن، وهم سيقومون بإعادة بنائها، بحسب المسؤول الأردني، وهو ما يجعل الأردن يريد للاجئين أن يكونوا أصحاء وأذكياء ومتعلمين للمشاركة في إعادة بناء سوريا، كما يقول الرزاز، الذي أشار إلى أن آخر ما يريده الأردن، هو شباب غاضب ويائس وغير متعلم، والذي سيتحول إلى ضحية للتطرف في المستقبل، ولا أحد له مصلحة في ذلك، يقول رئيس الوزراء الأردني.