العقبة: تركيب محطات انذار مبكر للحد من مخاطر الفيضانات

الوقائع الإخبارية : فرضت شركة تطوير العقبة الذراع التطويرية والاستثمارية لمنطقة سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، واقعا جديدا للحد من مخاطر الفيضانات والسيول، وذلك بتركيب نظام عالي التقنية للمراقب والإنذار المبكر.
إذ عملت الشركة على تركيب 14 محطة لقياس كمية المطر، إضافة إلى 11 محطه لقياس الجريان بالأودية موزعة على كامل الحوض الصباب لوادي اليتم ووادي تتن، إضافة إلى 3 محطات مناخية لرصد عناصر الطقس من مطر وضغط جوي ورطوبة وتبخر وسرعة واتجاه الريح.
وقال الناطق الإعلامي للشركة خليل الفراية، إن هذه الأجهزة عالية الدقة، تنقل المعلومة وبشكل آني من هذه المحطات إلى غرفة المراقبة، التي سيتم تجهيزها بالشركة، إضافة إلى ربط هذه المحطات بغرفة عمليات سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ويمكن رؤية المعلومات وبشكل فوري على الهواتف الذكية.
وبين ان المعلومة سواء كانت مطرية او جريان تنتقل بواسطة GSM اي شريحة الهاتف، ويمكن إعطاء إنذار عند وصول معدل الهطول والجريان إلى حالة العتبة التي يتشكل عندها الفيضان.
وأشار الفراية الى انه وفي محاولة لتحسين جاهزيتها للمناطق المعرضة للفيضانات، تسعى ” تطوير العقبة ” إلى بناء أنظمة متطورة لرصد الفيضانات والتنبؤ بها، على أمل أن تستطيع إنذار الجهات ذات العلاقة قبل وقوع الفيضانات لا قدر الله.

ولفت الفراية، ان موقع العقبة المنخفض قياسا مع الجبال الشاهقة المحيطة بها من الشرق والشمال الشرقي يجعلها عرضة لاحتمالية مهاجمة السيول، الأمر الذي شكل تحديا لدى المسؤولين لتنفيذ خطة لحماية المدينة من خطر السيول بكلفة زادت عن 30 مليون دينار، تشمل اقامة قناة مائية ضخمة من حول المدينة كحزام من جهة الشمال الشرقي الى جانب 30 سدا مائيا وترابيا لاستقبال السيول وكسر حدة تدفق المياه في أماكن مختلفة في محيط العقبة من جهة وادي رم والقويرة وحوض الديسة.
وكانت شركة تطوير العقبة الذراع الاستثمارية والتطويرية لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، قد احالت على فترات متتالية عطاءات إنشاء 30 سدا مائيا في منطقة وادي اليتم وتتن ووادي الجيشية ضمن ثلاث مراحل، بهدف حماية مدينة العقبة واستثماراتها من خطر سيول الأمطار المتدفقة والفيضانات من الجبال والاودية المحيطة بها.
ويقول الفراية، ان العقبة تشبه الصحن المجوف تأتي إليه كافة السيول والفيضانات من المنطقة الجنوبية لتصب في خليج العقبة الضيق، مشيرا الى ان مقاومة السيول ليست بالسهلة ويفضل ان يتم مقاومتها خارج المدينة وليس داخلها، وهو ما فرض فكرة انشاء سدود ترابية خارج المدينة عند وادي اليتم ومناطق اخرى، مؤكدا ان وادي اليتم له قناة لتصريف مياه الامطار والسيول بالإضافة الى انشاء سدود ترابية بالقرب منه والذي يهدف الى تقليل تدفق المياه والسيول الى المدينة.
واشار الى انه تم توزيع السدود على الأودية الرئيسة، وخاصة الأودية الخطرة والتي تأتي عبرها المياه بكميات كبيرة وبوقت قليل، لافتا إلى أن التحدي هو مضاعفة الوقت الذي يستغرقه وصول المياه الى مدينة العقبة من خلال عملية تنظيم المياه في السدود وحفظ بعضها، مشيراً ان السلطة الخاصة ستبدأ بحفظ 50 % من المياه، ثم سيصل الامر الى حفظها بالكامل لاستعمالها فيما بعد لري اشجار ونباتات الزينة والمزروعات الموجودة في المدينة وغيرها.
واوضح الفراية، ان هذه السدود سترفع جاهزية العقبة من حيث مقاومتها للسيول والفيضانات، مؤكدا ان السلطة الخاصة تقوم بعمل اجراءات اخرى لحماية المدينة من السيول وتجمع مياه الامطار كعمل شبكات تصريف سطحية ونفذتها بوقت قياسي اواخر العام الماضي 2016.
وكانت محافظة العقبة شهدت خلال الأعوام الماضية عواصف مطرية غزيرة وغير مسبوقه تركت آثارا سلبية.
ويذكر ان الهطول المطري الغزير في العقبة بدا لافتا لانتباه المختصين طيلة السنوات الثماني الماضية الأمر الذي تم تفسيرة بانه ضمن التغيرات المناخية التي تشهدها المملكة ويشهدها الاقليم خلال السنوات الماضية.