باحثون ومحللون يؤكدون صلابة الموقف الاردني تجاه خطة السلام الاميركية

الوقائع الإخبارية : أكد باحثون ومحللون سياسيون على صلابة الموقف الاردني متمثلا بجلالة الملك عبدالله الثاني، تجاه ما تحمله خطة السلام الاميركية والتي طرحها الرئيس الاميركي دونالد ترمب، من بنود تمس حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتمثل تقويضا للسلام العادل وقرارات الشرعية الدولية التي اقرتها الامم المتحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومدينة القدس.
وثمنوا الموقف المبدئي لجلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والمصلحة الوطنية الاردنية العليا.
واعتبر الباحث واستاذ العلوم السياسية الدكتور جمال الشلبي إن خطة السلام الاميركية ليست إلا "الفصل الثاني" من كتاب الصراع العربي الإسرائيلي الممتد عبر قرن من الزمن؛ فإذا كان وعد بلفور عام 1917 دشن ولادة الكيان الاسرائيلي فإن بداية العمل على خطة السلام الاميركية لدونالد ترمب عام 2017 جاءت لتعطي هذا الكيان جرعة جديدة من الأمل بالبقاء بالاعتراف بـ "القدس عاصمة أبدية لإسرائيل"، و"شرعية المستوطنات"، و"يهودية الدولة".
وقال الدكتور الشلبي "بالنسبة لموقف الأردن هو بلا شك الموقف الأكثر وضوحاً، وحسماً في رفض هذه الخطة كونها ليست فقط ضد تطلعات الشعب الفلسطيني بل لكونها تمثل أيضاً تهديداً مباشراً للدولة الأردنية ومصالحها العليا بإعطاء الشرعية لإسرائيل لضم اجزاء واسعة من الضفة الغربية وغور الأردن، وحل القضية على حساب الأردن".
ولفت إلى انه رغم الضغوط التي يتعرض لها الأردن إلا ان جلالة الملك عبدالله الثاني كان واضحا برفضه المساس بوضعية مدينة القدس التي اقرتها الشرعية الدولية، وللتوطين، والوطن البديل.
وقال إن ذلك يدل على شجاعة وحكمة جلالة الملك؛ لأن جلالته حسم أمره برفض أي تسوية لا يكون هدفها إقامة دولة فلسطينة وعاصمتها القدس الشرقية، كما انه يعبر عن مصالح شعبه ودولته بثبات واصرار، وبثقة كون شعبه يقف بجانبه أمام كل الضغوطات الدولية.
ورأى انه لا مستقبل لهذه الخطة وانه محكوم عليها بالفشل كونها غيبت اطراف عديدة على رأسها الفلسطينيين اصحاب العلاقة المباشرة والفاعلين الاقليميين في المنطقة وهي الأردن، ومصر، وسورية ولبنان، بالاضافة للقوى العظمى مثل روسيا والصين، لافتا إلى أنه رغم كون الاتحاد الأوروبي حليفا عضويا لأميركا الا انه يرى أن هذه الاتفاقية محكوم عليها بالفشل لأنها لا تلبي حاجات الفلسطينيين.
واعتبر الباحث والمحلل السياسي الدكتور موسى شتيوي ان خطة السلام الاميركية ليست سوى تبني ترمب لبرنامج اليمين الإسرائيلي بقياده نتنياهو حيث أنها تضرب بعرض الحائط للحقوق المشروع للشعب الفلسطيني وتدير ظهرها للشرعية والقانون الدولي.
ورأى الدكتور شتيوي أن خطة السلام الاميركية التي طرحها الرئيس الاميركي ترمب هي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية ولا تشتمل على الحد الأدنى من شروط السلام العادل، وبالتالي فهي مرفوضة ومحكومة بالفشل.
وثمن الموقف المبدئي والصلب الذي يمثله جلاله الملك عبدالله الثاني في دفاعه عن حقوق الشعب الفلسطيني والمصلحة الوطنية الاردنية العليا ورفضه التنازل عن حل الدولتين والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية.
وقال المحلل السياسي والكاتب الصحفي الدكتور عامر سبايلة إن الخطة طرحت تصورا وهو كما قالت الادارة الاميركية مبني على الوضع القائم، لافتا إلى أن الاردن يجب ان يبحث عن مكاسبه ويحافظ على مصالحه وألا يحول نفسه لجهة معزولة.
وفي جميع تفاصيل الطرح هناك دور للاردن بحسب الدكتور سبايلة الذي رأى انه من الممكن بالتالي الانطلاق من نقطة مهمة للضغط والتغيير والحفاظ على المكتسبات.
ورأى أن الاردن بحاجة لسياسة قادرة على البقاء قي دائرة التأثير لا العزل، وتحديد محاور الضرر على الاردن والعمل على تغييرها.
وخلص إلا انه في النهاية كما قال ترمب هذا تصور ولا يلزم اي طرف المشاركة.
وقال الباحث والاكاديمي والاعلامي الدكتور مهند مبيضين إن الخطة الأميركية الاسرائيلية، التي اعلنها الرئيس الاميركي بحضور رئيس كيان الاحتلال، هي تقويض لمسار السلام العادل، والشرعية الدولية، وهي نهاية لجهود وتضحيات الشعب العربي الفلسطيني وشهدائه.
وأكد الدكتور مبيضين أن الرهان اليوم على الشعب الفلسطيني في صموده، وفي مواصلته لكفاحة من أجل الدولة الفلسطينية، والرهان على موقف عربي رافض وعلى المجتمع الدولي، لانهاء التفرد الأميركي في رسم مصير المنطقة.
وقال "لقد بذل الأردن قيادة وشعباً، منذ نشأة القضية الفلسطينية، التضحيات تلو التضحيات والشهيد تلو الشهيد، وما زال وسيظل الأردن يقف ندا ضد كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وانهاء الحقوق التاريخية له.