الأًمِيْرُ القَطَرِي التَّمِيْمِي يَزْأر فِي العَرِيْن الأُرْدُنِي الهَاشِمِي
الوقائع الإخبارية : حل سمو الأمير، الشيخ التميمي، تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، ضيفا عزيزا معززا على أخيه الهاشمي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، تلبية لدعوة ملكية كريمة، في زيارة أخوية للملكة الأردنية الهاشمية، يقوم بها يوم الأحد، الموافق 22 شباط 2020. وتأتي هذه الزيارة تمتينا للعلاقة الأردنية القطرية، عميقة الجذور التاريخية، غنية الدلالة الأخوية.
تنتسب الأسرة القطرية الحاكمة إلى بني تميم، أكبر القبائل العربية عددا، وأصرحها نسبا، وأرفعها عزا، وأشدها بأسا، وأصلبها شجاعة. وتنحدر قبيلة بني تميم من كنانة، التي تنحدر بدورها من قريش، التي تنتسب إليها السلالة الهاشمية المطهرة نسبا، المشرفة معتقدا. ويعتبر الجذر السلالي هو المؤسس الحقيقي للعلاقة الأردنية القطرية المعاصرة.
إن المتتبع لخصوصية الوشائج الأردنية القطرية، يلاحظ خصوصية القيمة العروبية، الأصيلة المؤصلة.
وبالرغم من بعض تناقضات الظروف الإقليمية والدولية، واجتهادات المواقف السياسية التي أضعفت الأواصر العربية، قومية وعقيدة، قام المغفور له بإذنه تعالى، صاحب الجلالة الهاشمية الملك الحسين بن طلال، بزيارة الدوحة، العاصمة القطرية الغراء، كأول وجهة عربية يقوم بها بعد حرب الخليج الثانية. وقد استقبل جلالته وقتها بحفاوة مؤثرة من القيادة السياسية القطرية النجيبة. وعندما تولى سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في دولة قطر الشقيقة، في عام 1995، كان الشريف الهاشمي عميد آل البيت، أول زعيم عربي يصل إلى دوحة الأوفياء، مهنئا ومباركا. ولأنه شيخ عروبي مؤصل الوفاء سجية، كان سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني من أوائل المطمئنين على صحة جلالته، أثناء رحلة الشفاء إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وعندما عاد إلى عاصمة أردننا الحبيب عمان، كان الأمير القطري من أوائل الحكام العرب الذين اصطفوا بين أفراد الأسرة الهاشمية، مستقبلا ومهنئا ومطمئنا.
ولأنه هاشمي قرشي، أعرق القبائل العربية نسبا، وأرسخها مجدا، وأطيبها خصالا، كان جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، أول الزعماء العرب وصولا إلى الدوحة الشقيقة، مهنئا لشقيقه سمو الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، بمناسبة تسلمه مقاليد الحكم في 2013.
لم يتوقف التقدم الإيجابي في العلاقة الأردنية القطرية، بالرغم من خفض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين لفترة عابرة، نتيجة لضغوطات سياسية، تتناقض مع المنهج الأردني في التعاطي المتوازن مع الأشقاء العرب، وعدم اتخاذ مواقف عدائية، انطلاقا من دوره التاريخي العقائدي، ومسؤوليته في الحفاظ على هوية الأمة الحضارية. لقد عبرت لجنة الصداقة البرلمانية الأردنية القطرية عن شعور السعادة بعودة السفراء إلى عمان والدوحة، واعتبرتها حالة طبيعية مشرفة، مع يقين جازم بأن قطر " ما خذلت الأردن يوما ". وفي الرؤية المقابلة، أوضح السفير القطري لدى المملكة الأردنية الهاشمية، الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني، بأن " الموقف القطري ثابت وصريح ومعلن بأن فلسطين عاصمتها القدس الشرقية تحت الوصاية الهاشمية على حدود 1967 "، مؤكدا قوله: " زيارة الأمير ليست مستغربة فهو في أرضه وبين شعبه ".
احتضنت الدولة القطرية الشقيقة، الكفاءات الأردنية على اختلاف تخصصاتها، التعليمية، والجامعية، والطبية والهندسية، والاقتصادية، والتكنولوجية، والسياسية. ونتيجة للإعلان القطري عن دعم الاقتصاد الأردني، وزيادة الفرص الاستثمارية والتجارية، تفاعل الأردنيون بعفوية صادقة مع الموقف القطري المشرف. فقد أطلقوا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، العديد من الوسوم، منها:شكرا _ قطر، قطر_والأردن_نبض_واحد.
نقول لسمو الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، ما قاله البيان شعرا، من ديوان العرب حكمة فرزدقية:
أَلَستَ وَأَنتَ سَيفُ بَني تَميمٍ لِجاري إِن أَجَرتُ تَكونُ جارا
وَما زِلتُم بَني حَكَمٍ كُفاةً لِقَومِكُمُ المُلِمّاتِ الكِبارا