مزراعون: الاهتمام الملكي سيقلب أراضي الجنوب الزراعية إلى جنان خضراء
الوقائع الإخبارية : اعتبر مزارعون في الجنوب، بان زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني لمحافظات الجنوب، اعطت أملا ودفعة قوية للمزارعين والقطاع الزراعي، الذي يعاني من ترد نتيجة ظروف محلية واقليمية، ما سيقلب اراضي الجنوب الزراعية إلى جنان خضراء.
وتوقع مزارعون بأن تعود توجيهات جلالة الملك على القطاع بالنفع، لإيمان جلالته الراسخ بدور القطاع الحيوي في توفير الأمن الغذائي وضمان ديمومته، وتوفير فرص عمل وتنمية للريف والبادية.
وكان آخر لقاءات جلالة الملك بابناء قبيلة بني حميدة، إذ وجه جلالته خلاله، للتركيز العام الحالي في مختلف مناطق الجنوب، على الزراعة والسياحة وتشغيل الشباب.
وأشار جلالته إلى أهمية إقامة مشاريع زراعية في ذيبان والموجب، وكذلك مشاريع سياحية بمحافظة الطفيلة، وفتح أبواب الاستثمار السياحي فيها وفي باقي مناطق الجنوب، مؤكدا جلالته على ضرورة التنسيق بين الحكومة والمجتمع المحلي، بتزويد الحكومة بالأفكار والمقترحات، لوضع خطة شمولية للعام الحالي.
وفي نهاية الشهر الماضي، زار جلالته منطقة المدورة بمحافظة معان، وأطلق مجموعة مشاريع زراعية ستقام على مساحة 25 ألف دونم صالحة للزراعة، باستغلال آبار المدورة وعددها 25 بئرا، لتمكين أسر المجتمع المحلي من إقامة مشاريع تحقق لهم مصدر دخل.
وجاء اهتمام جلالة الملك وتوجيهاته لدعم هذا القطاع، لانه يعد من أهم الاولويات الوطنية، وركيزة أساسية للتنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وقوبل هذا الاهتمام الملكي، بترحيب واسع من المزارعين الذين اشاروا الى ان الزراعة في الجنوب تحتضر، نتيجة العديد من التحديات التي تقف سدا معيقا في طريقها، معربين عن أملهم في التقاط الحكومة الرسالة والتوجيهات الملكية، للعمل فورا على تنمية القطاع، ومنحه الاهتمام وتوفير سبل تطويره وتقويته، وتوفير مزايا اضافية للنهوض به في الجنوب، في ظل توافر المساحات الشاسعة من الاراضي.
وقال مزارعون ان اهتمام جلالة الملك بالقطاع الذي يسهم مع الأنشطة المرتبطة به بنحو 28 % من الناتج المحلي الإجمالي، وبأكثر من 18 % من الصادرات الوطنية، دليل واضح على أهميته، وضرورة تبني استراتيجيات حكومية ممثلة بوزارة الزراعة، لزيادة الاعتماد على الذات في مجال إنتاج الغذاء وتنمية الموارد الزراعية.
وبين المزارع عبد الله اللاحيوات، ان اهتمام وتوجيهات جلالته بالقطاع، ستعود بالنفع على المزارعين المتعطشين لزراعة أرضهم بأصناف الفواكة والخضراوات، ليصل الأردن للاكتفاء الذاتي بالزراعة.
وأشار اللاحيوات، ان المزارع لديه القدرة على المساهمة القوية في الناتج القومي، بخاصة بعد توجيهات جلالة الملك التي ستلتقطها الحكومة، وتعمل على تذليل العقبات والتحديات التي تواجه القطاع.
من جهته، بين المزارع محمود الحويطات، ان جلالة الملك يعي أهمية الزراعة، والتي ساهمت في اعوام سابقة بالحد من منع استيراد بعض اصناف الخضروات والفواكة، مبينا ان توافر الأراضي الصالحة للزراعة والمياه، ستقلب الجنوب إلى جنة خضراء في ظل الاهتمام الملكي.
وأضاف الحويطات، ان القطاع ومنحه فرصته الكافية، سيخفض البطالة، بتشغيله آلاف العاطلين عن العمل من الأردنيين، وفتح مشاريع زراعية مرادفة للزراعة.
وقال المزارع محمد حمدان، انه متفائل بالتوجيهات الملكية بالاهتمام ودعم القطاع، لكن هناك تحديات تواجهه، وتقف في طريق نموه، أولها: محدودية الرقعة الزراعية، شح المياه، تدني كفاءة العاملين فيه، وصعوبات تصدير المنتجات، إلى جانب الحيازات الزراعية الصغيرة، وبالتالي صعوبة الاستفادة من اقتصاديات الحجم الكبير.
وقال حمدان، يضاف إلى ذلك، بأن المؤسسات القائمة على القطاع ضعيفة وتقليدية، والقطاع الخاص يغرد بعيدا عن المؤسسات الرسمية. كل تلك الأسباب تقود للاستنتاج بأن القطاع الزراعي ذو مساهمة متواضعة في الناتج المحلي، والافق أمامه محدود.
وقال انه ليس بالإمكان أفضل مما كان، الا بالتفكير الجاد للنهوض به مع وضع تصورات وأفكار قابلة للتطبيق على أرض الواقع، بخاصة بعد سلسلة زيارات الملك للجنوب وتركيزه على هذا القطاع الحيوي.
وبين المزارع محمد عليان، ان توجيهات جلالة الملك كانت واضحة، باننا نحتاج في الأردن إلى منظومة متقدمة ومعقدة من المشروعات والبرامج والاستثمارات، لنرتقي بالزراعة وتكون جزءا رئيسا من الاقتصاد المحلي والتجارة والتصدير وأسلوب الحياة أيضا.
واضاف ان أساليب الحياة ومستويات التعليم والمعيشة تقدمت، ما يقتضي بالضرورة الارتقاء بالزراعة نفسها كمهنة، واستثمارها لتناسب التقدم التعليمي والاجتماعي في الأردن والا تبقى مقتصرة على فئة قليلة ومحدودة من السكان، ممن لا يشاركون بالتقدم التعليمي والاجتماعي.
وبين عليان، انه يجب على وزارة الزراعة استغلال اراضي البادية، والتي تشكل 90 % من مساحة الأردن، وإقامة مجموعة مشروعات واستثمارات تنهض على الزراعة وحولها، وتعظم دور الزراعة في الحياة المعيشية والاقتصاد الوطني، وتقلل الاستيراد وتضاعف الصادرات ايضا، مثل الصناعات الغذائية والجلود والأسمدة والبذور والمدخلات الزراعية، والبحوث والدراسات والجامعات والمدارس الزراعية والمؤسسات التدريبية، ومنظومة اجتماعية وثقافية معقدة ومدروسة تؤدي إلى قيام مجتمعات ومدن وبلدات قائمة على الزراعة.
وتتوافر في المنطقة الجنوبية المقومات الأساسية للزراعة من خصوبة في الأراضي والمناخ المناسب، لزراعة أنواع مختلفة من الأشجار المثمرة، بالاضافة الى مياه جوفية وأمطار وسيول متدفقة على مدار العام، بما يمكن المزارع من الاستفادة المثلى لخلق بيئة زراعية لمختلف المحاصيل، بأسهل الطرق وأقل التكاليف، وتعتمد على مياه الأمطار والسيول والمياه الجوفية السطحية.
ومن الممكن، زراعة مناطق مختلفة بمحافظات الجنوب بالمحاصيل الزراعية وبانواع الخضراوات، وأبرزها الورقية كالجرجير والملفوف والخس والسبانخ والشمندر، والخضراوات الفاكهية والمزهرة مثل الباذنجان والفلفل الحار والليف والقرع، والخضراوات المقشرة كالفاصوليا والفول والباميا والحمص والعدس، وخضروات البويصلات مثل الثوم والبصل والساق، وخضراوات الجذور مثل البطاطا، اما بالنسبة للفواكه، فالتفاح ابرزها، ثم التمر والأجاص والعنب والتين وغيرها من اصناف الفواكة، والتي تصدر خارج الأردن وبكميات كبيرة، بخاصة من مزارع الشوبك ورم والمدورة.