الحكومة: 3 سيناريوهات للتعامل مع "كورونا"

الوقائع الإخبارية : تصعّد الحكومة من إجراءاتها الوقائية في مواجهة فيروس الكورونا الذي يجتاح معظم دول العالم، ضمن ثلاثة سيناريوهات، في وقت يقود وزير الصحة سعد جابر هذه المواجهة، ويحتفظ بسلسلة اجراءات لمنع دخول الفيروس او انتشاره.
وأبرز هذه السيناريوهات التي يحتفظ بها جابر عبر اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، توسيع قاعدة الدول التي يحظر دخول القادمين من غير الاردنيين منها، وتخصيص مستشفى أو أكثر لعزل الحالات المصابة، في حين يدرس حاليا ان يكون مستشفى الأمير حمزة هو مستشفى العزل، إضافة الى الاستعانة بسيارات اسعاف الدفاع المدني لنقل الحالات المشتبه بها سواء من المنازل أو من المستشفيات الأخرى الحكومية والخاصة الى المستشفى المخصص للعزل.
كما تدرس الحكومة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم رصد أي حالات مشتبهة وتعطيل المدارس في حال ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس وربما يشمل هذا الإجراء الجامعات أيضا ودور العبادة والمقاهي وغيرها.
ويبدو أن وزير الصحة قائد أوركسترا مكافحة الكورونا يتدرج بشكل تكتيكي كي لا يتسرب الخوف والرعب للناس من الفيروس، بموازاة تكثيف إجراءات التوعية والرعاية الطبية لتشمل مختلف مؤسسات الدولة، ونشر التحذيرات من المرض، ووضع حد للإشاعات بقوة القانون.
ويترافق مع هذه السيناريوهات إجراءات تمت على الأرض من بينها توفير مواد التعقيم والمواد الطبية والكمامات، وخفض الضريبة على عدد منها، وإغراق الأسواق بها، ومنع تصديرها الى دول الجوار فضلا عن استبدالها بالإنتاج المحلي.
إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة عن دخول وحدة خلية الازمة عبر المركز الوطني للامن وادارة الازمات في هذه السيناريوهات، فضلا عن مراجعة الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة ورصد رد فعل المواطنين حولها مثل عمليات العزل التي انتقلت من مركز الامراض الوبائية في مستشفيات البشير إلى فندق مستأجر.
وتشير السيناريوهات إلى اجراءات تتخذها وزارة الصحة على حدة واخرى تتم بشكل جماعي عبر الشراكة مع مؤسسات الدولة المختلفة، اضافة الى تشكيل لجان طوارئ في جميع المحافظات بحيث تكون كل لجنة برئاسة الحاكم الاداري وعضوية مدراء الصحة والشرطة والأشغال وغيرها.
جابر الذي نقل مركز عمله الى مستشفى الأمير حمزة الحكومي يتابع عن كثب هذا الملف ويحرص على ان تكون جاهزية المستشفيات في القطاعين العام والخاص على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ أو أي إصابات محتملة، وتطمين الناس عبر إدامة الخروج عليهم بوسائل الإعلام، وأن تعلن الوزارة على الفور لدى ثبوت أي حالة إصابة لكسب الثقة بالوزارة واجراءاتها، فضلا عن تفقده مع وزراء آخرين أحد المولات لإيصال رسالة مفادها أن هذا المرض قيد السيطرة وعلى الحياة أن تستمر وأن تعود الأمور إلى طبيعتها مع مزيد من الحرص.
ويشدد وزير الصحة على جانب التوعية كركيزة أساسية لمواجهة الفيروس حيث لم يترك مجالا واحدا إلا بات الخوض فيه سهلا، واعتبر ان جزءا من معركة محاربة الفيروس هي بالتوعية والاعلام والوصول الى اكبر عدد من المواطنين، فيما يراهن على اتباع الاجراءات السليمة وعدم نقل العدوى في الوقت الذي لم يتوصل العلماء بعد إلى علاج أو مصل للفيروس الذي استباح العالم وجاوز عدد المصابين به ثمانين ألف إصابة في أربع وستين دولة.
ورغم أن هذا الفيروس العابر للحدود يمكن أن يدخل البلاد مرة أخرى وثالثة وأكثر عن طريق القادمين دون أن تتمكن الماسحات عبر المراكز الحدودية والمعابر من رصد الحالات المشتبهة لطول فترة حضانة المرض، إلا أن الرهان يظل معقودا على المواطن في أن يشهر سلاحه في وجه المرض عبر التقيد بالإجراءات الصحية وضبط العدوى والالتزام بالآداب الصحية السليمة التي يمكن ان تقلل من حجم المصابين والخسائر.
جابر الذي أكد أن اللجنة الوطنية للأوبئة في حال انعقاد مستمر بمشاركة أطباء خبراء في مختلف المجالات، يمكن أن يتخذ أي قرار في أي لحظة إذا ما أدرك أن من شأن هذا أن يخفف أو يحد من حالات الإصابة بالمرض، ودون أن يجامل أو يسوف لأن الأوضاع الصحية تستوجب الصرامة والحسم واتخاذ اجراءات حازمة بقوة القانون إذا لزم الأمر.
ويعول على وزارة الصحة ان تقود المؤسسات الطبية والصحية في القطاعات الأخرى على الالتفاف حولها في مسعى جماعي للخروج من هذه الأزمة العالمية.