المجالي: ابتلاني الله بالسرطان و بمرض ابنتي بالتوحد وما زلت صابراً
الوقائع الاخبارية :نشر النائب حازم المجالي عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، رسالة تروي ما أسماه بـ"محطات بين الأمل و الأمل، يتحدث فيها عن الصبر على البلاء بعد اكتشاف الأطباء إصابة ابنته دانية بمرض التوحد و سبق ذلك إصابته بالمرض الخبيث الـ"سرطان".
و تالياً نص ما كتبه المجالي:
محطات بين الألم والأمل ...
قصيرة هي الحياة، إلا أنها مليئة بالحوادث والحكايات والعبر، والانسان فيها يتقلب بين حالين، صبر على البلاء، وشكر على النعماء، والسعيد من يشكر الله في كل الأحوال.
كنت أجهل كل شيء عن مرض " التوحد "، حتى رزقت بابنتي دانية، واكتشف الأطباء اصابتها بهذا المرض، وعلمت أن هناك 12 ألف طفل مصابون به، كنت أمام مشهد جديد، و محطة جديدة من الحياة، تحتاج طاقة مضاعفة، فاستعنت بالله أنا وزوجتي، وسلمنا بأمر الله بكل رضى، وقررنا أن نفعل شيئا نعين به غيرنا على مواجهة واقع هذا المرض على أطفالهم، فأسسنا جمعية تعنى بهم، تساهم ولو بالقليل في تقديم شيء لهذه الأرواح التي رغم مرضها إلا أنها تحمل البراءة والصفاء والمحبة، وتعيش عالمها الخاص، بعيدا عما يعانيه الأصحاء في عالم مليء بالدهاء والمؤامرة والتنازع والنفاق، فيا ربي لك الحمد على ما ابتليت وما أعطيت وما أنعمت وتفضلت.
محطة الأم وما أجملها من محطة، الأم رحمة الله التي تمشي بيننا، والحب والعطاء الذي لا نشبع منه، أمي التي أفتقد كانت وصولة لكل قريب، عطوفة على كل فقير، لا تحتمل نفسها الطيبة أن ترى أحدا بحاجة، لا أنسى دعائها لي كلما طلبت منها أن تسامحني عن التقصير، ولا كلماتها وهي تترضى علي، فأطلب منها الرضى كي تزيد في دعاء الرحمن، لم أغبط أحدا كما غبطت أخي الأكبر على اهتمامه بها وقربه منها آخر عمرها، أفتقدك يا أمي وحسبي أنك غادرت الدنيا وقد أديت حق الله ثم حق عباده على أكمل ما يكون، غادرت دنيانا ولكن كلماتك بالدعاء لا تزال أسمعها في أذني، وتصحبني عند كل شدة.
مشهد المرض خير ما يذكرك بنعم الله عليك، كنت لا إراديا أسعى لخدمة المرضى والعمل على توفير العلاج لهم، فلا شيء يوجع مثل أن ترى الإنسان العزيز الكريم قد أقعده المرض، واستنزف كل ما يملك، وأصعب أحوال المرضى كانت أحوال مرضى السرطان، لذا كنت أبذل لهم جهدا خاصا وسعيا لا يكل، وتحدثني نفسي خلال ذلك هل يمكن أن أكون يوما أحد المصابين به، ولا أكتمكم أنه كان يجول بخاطري هذا الحدس...
رافقني هذا الحدس وحتى وأنا ألح وبشدة على نائب رئيس الوزراء وقتها ممدوح العبادي لتوفير الإعفاء لمرضى السرطان، ومن الأقدار أنني كنت خلال عام كامل أواصل السعي لهذا الأمر، وأنا أعاني آلاما في المعدة، نصحني الأخ الطبيب الإنسان ( سالم الختاتنه )كثيرا أن أجري الفحوصات كي أطمئن على نفسي خلال هذا العام، وسلمت أمري إليه، وأجرى الفحوصات ليتبين أني مصاب بمرض السرطان، تحير الطبيب كيف يخبرني، فسلمت أمري لمن بيده ملكوت السماء والأرض.
بدأت رحلة العلاج الكيماوي، جلسة تتبعها جلسات، لم يؤلمني شيء من أعراض هذا العلاج وما يسببه من ألم كما آلمني بكاء الأطفال وأنين المرضى خلال دخولي لمركز الحسين، تقبلت أمر الله أيضا بتمام الرضا، ونفس مرتاحة لقدر الله، فإن كتب الله الشفاء التام فإنها محطة كبيرة من حياتي أسأل الله منه القبول وحسن الأجر والثواب ...
محطه أخيره ومؤلمه صدمتي رواها لي اعلامي صديق بأن وزير وسفير سابق اخذه القدر الى احد ( مراكز العجزة )
حينها صمت قليلاً وتذكرت المثل بأن ( الدوله بتوكل رجالها )!!!!
محطات من ألم فيه الأمل بالله ينسيك كل معاناة، كيف وأنت تحيطك دعوات الناس وحبهم، وترعاك بأمر الله خبرات وطنك الطبية في صرح مميز هو مركز الحسين للسرطان، أجرى الله على أيدي الكثير من أطبائه الخير والشفاء لكثير من الناس.
محطات أو مشاهد نحكيها اليوم، وسنحكيها غدا بأمر الله، والله العظيم أسأل أن يشفي كل مريض، ويرد كل عزيز غائب، وأن يرحم أمهاتنا وآبائنا، ويصلح ذريتنا، وأن يختم لنا بالصالحات، ويجمعنا في الجنات على حوض نبينا محمد عليه الصلاة والسلام