علماء: النساء يقاومن "كورونا" أكثر من الرجال
الوقائع الإخبارية: أودى فيروس كورونا المستجد الذي ظهر مع نهاية 2019 بحياة آلاف الأشخاص كان أغلبهم في الصين، إضافة إلى عشرات الآلاف المصابين، واتضح بعد مرور أكثر من شهرين على انتشار المرض أن الرجال هم المستهدفون الأبرز مقارنة مع النساء.
هذه المقارنة أكدها علماء صينيون - من المركز الصيني لمكافحة الأمراض - بعدما أجروا دراسة حديثة انتهوا فيها بأن فرص نجاة النساء من فيروس كورونا المستجد أقوى من الرجال، حيث كان معدل وفيات الرجال 2.8% والنساء 1.7% بحسب (فوشيا).
واعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل بيانات مرضى في مدينة ووهان، بؤرة الفيروس المستجد وتبين لهم أن البالغين وكبار السن من الرجال هم الأكثر تأثرا بكورونا، نظرا لأن المناعة لدى النساء أثبتت نجاحها في مواجهة الفيروس القاتل أكثر مما هي عليه لدى الرجال.
ولتأكيد دراستهم الجديدة فقد قارن العلماء بحثهم بآخر أجري عام 2003، حيث أظهر الأخير أيضا أن معدل الوفيات بين الرجال كان أكثر من 50% مما هو عليه عند النساء بين المصابين بمرض السارس، بعد أن فارق أكثر من 32% من الرجال المصابين بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والتي تشبه أعراضها أعراض فيروس كورونا، فيما كانت نسبة النساء 25.8%.
وأوضحوا أيضا أن معدلات الوفيات من الذكور أعلى من الإناث بسبب وباء الأنفلونزا الذي ظهر في عام 1918، وهذا سببه أن هناك عوامل بيولوجية وسلوكية ترتبط بمدى تأثر الرجال أكثر بمثل هذه الفيروسات من النساء.
وعلقت الباحثة في كلية هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة، صبرا كلاين، بقولها إن الاختلاف في نمط التأثر بالفيروسات رأيناه عند العديد من الإصابات في الجهاز التنفسي، حيث تكون لدى الرجال نتائج أسوأ، وحتى مع الفيروسات الأخرى كانت المناعة لدى النساء أفضل.
وأكدت باحثة أخرى تدعى جانين كلايتون، أن هناك شيئا ما في الجهاز المناعي للإناث يجعلهن أفضل؛ إذ تكون الاستجابة المناعية لديهن أقوى بعد التطعيم.
وتضيف كلايتون أن لكل شيء ثمنا؛ إذ يتسبب ذلك أحيانا في تحول الجهاز المناعي إلى درجة مفرطة في الحماية؛ ما يجعله يهاجم أنسجته ويؤدي إلى التهابات المفاصل وغيرها من الأمراض.
كما أن هناك بعض العوامل البيولوجية لدى النساء؛ إذ يمتلكن هرمون الأستروجين، الذي يلعب دورا هاما في المناعة، خاصة وأنهن يمتلكن كروموسومات (X) والتي تحتوي على جينات ترتبط بالمناعة.
وتوصل الباحثون أيضا إلى أن التأثر بالفيروسات يختلف حسب الجنس في المجتمعات، والتي تختلف فيها السلوكيات الصحية بين الرجال والنساء.
ولفتوا إلى أن الصين تضم أكبر عدد من المدخنين في العالم، وبما يزيد على 316 مليون شخص، وهم يمثلون ثلث المدخنين حول العالم، ويستهلكون 40 في المئة من التبغ، وحوالي نصف الرجال في الصين من المدخنين مقارنة مع 2 في المئة من النساء.
ويعاني الرجال في الصين من معدلات عالية من أمراض السكري والضغط أكثر من النساء، وكلاهما يضاعف فرص الإصابة بفيروس كورونا.
وبين الباحثون أنه رغم أهمية غسل اليدين للوقاية من الفيروس، فإن العديد من الأبحاث وجدت أن الرجال حتى العاملين في مجال الرعاية الصحية أقل اهتماما بغسل الأيدي واستخدام الصابون من النساء.