"الطفيلة الحكومي"...مستشفى جديد يعتمد الحفرة الامتصاصية للتخلص من مياهه

الوقائع الإخبارية: فيما تختلط المياه العادمة الخارجة من أي مستشفى بمختلف السوائل الطبية الخطرة، يفتقر مستشفى الطفيلة الحكومي قيد الإنشاء، والذي سينتهي العمل به منتصف العام المقبل إلى الربط بخدمة شبكة الصرف الصحي العامة، والتي تم الاستعاضة عنها بحفرة معالجة تشابه الحفر الامتصاصية العادية غير الآمنة، لتظل بؤرة بيئية مزمنة في منطقة المستشفى.
ويؤكد العديد من المهتمين وسكان مجاورون، أن عملية التخلص من المياه العادمة في المستشفى بهذا الأسلوب لن تكون ناجعة، في ظل الكميات الكبيرة للمياه العادمة المتوقع أن تطرح منه ونوعية هذه المياه التي تختلط فيها النفايات العضوية والكيماوية.
وقال مدير البيئة في الطفيلة المهندس هشام الخلفات، إن ربط المستشفى الجديد بشبكة الصرف الصحي يعتبر الأسلوب الأمثل للحيلولة دون حدوث تسرب للمياه العادمة والخطيرة.
بيد أن الخلفات، قال إن فريقا فنيا من مديرية البيئة قام بالتدقيق على نظام التخلص من المياه العادمة في المستشفى، وأكد أنه أسلوب يمكن أن يحول دون وجود تلوث قد ينجم عن المياه العادمة في حال التقيد بالشروط الكاملة لمثل هذا الأسلوب.
ولفت الخلفات، إلى أن عملية التخلص من المياه العادمة من مستشفى الطفيلة الجديد، سيكون من خلال حفرتين حجم كل منهما سعة 500 متر مكعب، إحداهما تجميعية ترتبط بأخرى لتعمل عمل تصفية المياه من الشوائب ولتصب في حفرة تجميعية يتم سحبها كلما دعت الحاجة أي تعتبر حفرة معالجة للمياه.
وبين الخلفات أن هذا الأسلوب يعد متبعا في بعض المنشآت الكبرى، شريطة الحفاظ على المياه من عدم التسرب وأن يتم سحبها أولا بأول دون فيضانها.
وأقر مدير الأشغال العامة في الطفيلة المهندس عمار الحجاج، بأهمية مشروع الربط بالصرف الصحي مع الشبكة العامة للمستشفى الجديد الذي بلغت كلفته ما يزيد على 32 مليون دينار، خاصة وأن هذا المرفق يعتبر مرفقا صحيا مهما وضرورة ملحة لمنع أي شكل من أشكال التلوث مستقبلا، في ظل إنشاء حفرة تجميعية للمياه العادمة دون معالجتها، والتي تعتبر من أشد أنواع التلوث، لاشتماله على مخلفات مختلفة وخطيرة.
وأشار رئيس مجلس محافظة الطفيلة الدكتور محمد الكريمين، أن موازنة المحافظة وزعت على المشروعات، إلا أنه لا يوجد فيها أي مخصصات لربط المستشفى بشبكة الصرف الصحي، بالرغم من الأهمية البيئية الكبيرة لمثل هذه المنشأة الصحية المهمة، التي يجب أن تراعى فيها كافة الشروط الصحية، للحيلولة دون أن تصبح مصدرا للتلوث.

وأضاف أن تخصيص حفرة كبيرة في المستشفى للتخلص من مياهه العادمة لا يراعي أهمية البناء من ناحية صحية.
وأشار سكان تقع منازلهم قريبا من المستشفى، أن إنشاء حفرة امتصاصية تجميعية كبيرة تستخدم للتخلص من المياه العادمة في المستشفى، لا يتوافق مع الأساليب الحديثة للتخلص من هذا النوع من المياه، خاصة وأنه يتبع لمنشأة صحية مهمة.

وأشار طارق الوحوش، إلى توقيع عريضة من قبل أصحاب تجمعات سكانية مجاورة للمستشفى يزيد على 130 توقيعا، لرفعه لوزارتي الصحة والأشغال العامة، للعمل على عدم استخدام الحفرة الامتصاصية أو التجميعية الكبيرة التي تم إيجادها للمستشفى.
وبين أن أي مستشفى حديث فاقت كلفته 32 مليون دينار، يجب أن يكون قد صممت له شبكة صرف صحي عامة للتخلص من مياهه العادمة بصورة صحية لا تسهم في تلوث البيئة، سيما وأن كميات المياه الخارجة من المستشفى ستكون كبيرة ومتنوعة وقد تشتمل على مخلفات حيوية شديدة الخطورة.

وأشار تركي العجارمة، إلى أهمية ربط المستشفى الحديث في الطفيلة بشبكة مياه عادمة للتخلص منها بصورة حضارية وصحية تجنبا للتلوث مستقبلا، سيما مع وجود تجارب كثيرة في مناطق مختلفة من سوء أسلوب الحفر الامتصاصية كوسيلة للتخلص من المياه العادمة فيه.
ولفت العجارمة، إلى أن مشروع الربط بشبكة عامة للصرف الصحي، يمكن أن يشمل ويخدم بشكل تلقائي كافة المنازل في التجمعات السكنية المحيطة بالمستشفى، والتي يصل عددها إلى أكثر من 600 منزل.

وبين أن هنالك محطة رفع للصرف الصحي قريبة من المستشفى، يمكن أن تربط مع محطة أخرى داخل المستشفى يتم إيجادها لاستكمال المشروع، وإتمام عملية الربط وبكلفة أقل.

وقال أحمد الخطبا إن إيجاد مشروع صرف صحي للمستشفى من خلال ربطه بالشبكة العامة يسهم في العديد من الحلول حيال قضايا التلوث وتجنبها، مشيرا الى ضرورة أن يبدأ المستشفى بمشروع صرف صحي لكونه منشأة صحية مهمة يجب أن تكون صديقة للبيئة، بعيدا عما يمكن أن تسببه الحفر أو برك تجميع المياه العادمة، مهما كان أسلوب تصميمها حديثا.