منخفض (التنين) يشغل الأردنيين وسط حذر من تداعياته

الوقائع الإخبارية: تُشير الحالة الجوية التي يشهدها الاردن وعدد من دول الجوار، والموصوفة بنادرة الحدوث الى احتمالية وصول سرعة الرياح الى (110 كيلومتر/ الساعة) وسيول جراء غزارة الامطار، يمكن ان تؤثر على الاتصالات وتسبب بانقطاع التيار الكهربائي،.
واطلق خبراء الطقس على هذا المنخفض الجوي الذي ستتأثر 8 دول بمنطقة الشرق الاوسط من بينها الاردن تسمية «التنين»، او بــ«منخفض القرن»، بسبب حالة عدم الاستقرار الشديدة التي يخلقها في الأجواء الجوية، وينجم عنها غزارة امطار هادرة تشكل السيول الخطيرة وخاصة بالمناطق المنخفضة.
ويقول خبراء الطقس والتنبؤات الجوية، ان دورة عاصفة «التنين» وما تحمله من رياح ترابية عاتية وامطار غزيرة وبرق ورعد، ينتظر ان تصل الى ذروتها اليوم الجمعة وغدا السبت، ربما تصيب منصات الاتصالات الهاتفية والكهربائية والاقمار الصناعية باذى، اثناء غزوها للمجال المغناطيسي للارض.
وحسب علم الفلك، فعاصفة «التنين» هي عاصفة موجودة في النصف الجنوبي لكوكب زحل، وسُميت بهذا الاسم كونها ضخمة وساطعة وذات عمر طويل، وتتهيج بشكل دوري، وتنتج أعمدة بيضاء متزايدة لا تلبث أن تهدأ.
وحذرت الجهات المعنية المواطنين من تداعيات المنخفض، داعية الجميع الى توخي اقصى محاذير السلامة العامة حرصا على حياتهم، بسبب سرعة عاصفة الرياح التي ربما تتخطى حاجز المئة كيلومتر/ ساعة، ويصاحبها سقوط أمطار غزيرة يتوقع أن تتخطى حاجز الـ (110) ملم.
ويعيش مواطنون حالة من الترقب والحذر طيلة مدة «منخفض التنين»، بما تناقلته وسائل اعلام ومواقع الكترونية والتواصل الاجتماعي وخبراء الطقس، من شدة وقساوة «التنين» وتأثيراته على البلاد بأسرها، حيث اتخذوا احتياطاتهم بتأمين احتياجاتهم الغذائية ومصادر المياه والواح التدفئة والطاقة الشمسية على منازلهم وما يتصل بشؤون السلامة العامة، انسجاما مع ارشادات وتنويهات الجهات ذات الاختصاص وغرف الطوارئ المشكلة.
ويشير الباحث في الفلك والأنواء في التراث المشرقي الدكتور احمد جبر الشريدة في الحالة الجوية التي تشهدها المنطقة، الى المثل «الشراقي بتحرك البراقي»، حيث يقول انه مثل قديم من التراث المناخي تناقلته الراويات الشفوية من شيوخ الطائفة العربية للموحدين الدروز، ثم انتقل إلى دول بلاد الشام، الأردن، فلسطين، لبنان عبر الرواة والتجانس الحضاري.
ويشرح الشريدة، المثل بقوله «الشراقي» هي الرياح التي تهب من جهة الشرق (الشرقية) على دول بلاد الشام ويكون مصدرها في الغالب شبة الجزيرة العربية او شبة جزيرة سيناء مصر، في حين «البراقي» هي البرق الذي هو عبارة عن الضوء الناشئ نتيجة تصادم سحابتين إحداهما تحمل شحنة كهربائية سالبة، والأخرى تحمل شحنة كهربائية موجبة، وبذلك ينتج عن التصادم شرارة قوية تصدر على هيئة الضوء الذي نراه فجأة ثم يختفي.
ويضيف ان تفسير المثل يعني أنه بعد هبوب الرياح الشرقية النشطة بعدّة أيام فان منطقة بلاد الشام على موعد مع حدوث حالة من عدم الاستقرار الجوي يرافقها هطول الأمطار غالبا ما تكون عزيرة وموحلة بحول الله، بسبب هبوب الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية النشطة في منطقة بلاد الشام، وبالذات في فصل الشتاء مُصاحبة إما لامتداد منخفض البحر الأحمر من الجنوب، أو مُقدمة لمنخفض جوي يقبع في البحر الأبيض المتوسط مما ينتج عن حالة قوية من عدم الاستقرار الجوي تتميز بالبرق والرعد والأمطار الغزيرة والله تعالى اعلم.
واظهرت الصور التي يبثها مصورون ومواطنون على الشبكة العنكبوتية «الانترنت » عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتواصل الاجتماعي، كثبان الغبار والاتربة المتطاير والسائرة عبر الشوارع والسهول والجبال المحمولة عبر الرياح العاتية مع خلو الاماكن العامة من المواطنين، فضلا عن غزارة امطار عنيفة غير متوقعة في اجواء نادرة بشهر آذار.
وقال المهندس محمد الجوارنة، ان الحالة الجوية النادرة التي تشهدها منطقة الاردن ودول مجاورة، لا يمكن السيطرة عليها، كونها حالة جوية تجلت فيها قدرة الخالق، ولكننا نستطيع التعامل معها بما نملك من تدابير واحتياطات آمنة تضمن لنا على تجاوز مخلفاتها دون الحاق اضرار مادية كبيرة بممتلكاتنا.
وتواصل مديرية الامن العام حسب الناطق الاعلامي، دعوة المواطنين أخذ الحيطة والحذر واستخدام وسائل السلامة العامة أثناء القيادة وتجنب المسير بسرعة عالية في المناطق التي تشهد غباراً ورياحاً وامطاراً غزيرة، والامتثال لإرشادات رجال الأمن العام المنتشرين على الطرقات لدلالتهم ومساعدتهم، وللاستفسار عن حالة الطرق الاتصال على رقم الطوارئ الموحد (٩١١).
وبسبب الحالة الجوية نادرة الحدوث، اطلقت جهات معنية ارشادات وتنويهات للتجار بالاسواق، الى ضرورة حماية بضائعهم ومستودعاتهم من السيول ومياه الامطار، تفاديا لوقوع خسائر مادية لهم، كما حدث في اوقات سابقة بعمان، وكذلك الى مربي الثروة الحيوانية القاطنين بالقرب من مجاري السيول. ويسجل الاردنيون اضافة نوعية الى قاموس التفاهم والتوافق بين المواطن والمسؤول على ضرورة التعاون معا في تجاوز تداعيات منخفض «التنين» باقل ما يمكن من مشاكل ربما تقع لاي سبب، حيث التزم الاهالي بيوتهم بعدم الانتقال بمركباتهم، الا الضرورة القصوى، ومتابعتهم لمجريات الحالة الجوية عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي المتاحة.
وسيطرت على مجالس الاردنيين ـ احاديث منخفض «التنين» وفيروس «الكورونا»، وتجلت افكارهم وعقولهم بالتحليل والربط بين الرياح والامطار ووباء الكورونا، تتخللها الفكاهة، واكثر من ذلك انتظارهم لقرار حكومي يتصل بالدوام في الفترة المقبلة.
وبين الامل والخوف، وبين شدة الرياح وغزارة الامطار، ينتظر المواطنون والمزارعون موسما زراعيا بامتياز وصيفا خاليا من ازمة شح مياه الشرب.