رسالة من عاصمة الحب و سيدة المدن الساكنة في أوسع حجرات القلب ...اربد !!
الوقائع الاخبارية : جمال حداد
قالوا : تدمشق ، قولوا : ما يزال على / علاته اربدي اللون حوراني /........ قالوا : يحب، أجل ، إنّي أحب متى / كانّ الهوى سبّة يا أهل عمان ؟.هكذا قال شاعر الأردن الخالد عرار وكذلك يقول الاربديون عشاق المدينة على مر الأيام،فهي الأم الحاضنة والحبيبة العاشقة المعشوقة والصديقة الولودة والمدينة العربية الأصيلة التي تفتح ذراعيها للأشقاء في الأزمات وتقاسمهم الخبز والماء على طريقة العرب الأوفياء الاقحاح.
فطوبى لاربد وأهلها على هذا السخاء،ويا رب احم اربد وأهلها فهم أهل طيب وكرم وعطاء.وانصر جندك الأتقياء أهل الصدقات الخفية والدعوات المستجابة وكما قلت وقولك الحق :ـ " إن الله يدافع عن الذين آمنوا والذين هم محسنون". والاربديون منهم ـ بإذن الله فارزقهم جميل الصبر والأمل بالنصر على هذا البلاء." وبشر الصابرين ".
هنا مرض وهنا وباء نعم، هنا كورونا خبيثة وافدة غير مرحب فيها،وستهزم شر هزيمة. ففي اربد ستنتصر الحياة. وإرادة الاربديون أقوى من المرض فهم يملكون حصانة الإيمان ومناعة الصحة .لهذا رفع الأمل أقواس النصر على بوابات المدينة من الأركان الأربعة فالمعركة قصيرة مع الكورونا والنتيجة محسومة لصالح اطهار المدينة وما حولها.
هذه اربد عروس الشمال،سيدة المدن الساكنة في أوسع حجرات القلب. هي السهل الممتد من الأردن حتى حدود تركيا. وهي اربد " كوارة قمح روما " كما كانت أم قيس قبل افول إمبراطورية روما، النبيذ المشتهى للأباطرة العظام والمناخ المرتجى للإقامة . اربد قاموسياً الجميلة، حلوة الطباع،المحبوبة المحببة اما في اللغة اللاتينية " النسر البطلة " .تسمية تدل على فروسية أبنائها وعنفوان رجولتهم في ميادين القتال مع ارتفاع هممهم وعلو كعبهم.
اربد الصورة الجميلة للوطن الجميل،والمواطنة الحقه قلباً وقالباً،والإيمان المطلق بقدر الله.هذه اربد الحضارة والتاريخ والجغرافيا. على مرمى حجر منها وقعت معركة اليرموك المعركة التي أطاحت بإمبراطور روما وجيوشه الجرارة...في اربد الجوهر لا المظهر ففي حصار المناعة ضد جائحة الكورونا تتجلى عظمة الإنسان الاربدي وتكتشف عمق إنسانيته .النوافذ رغم برودة الطقس فتحت على بعضها للتحايا والسؤال عن الصحة وان كنتم يا جيراننا بحاحة إلى شيء فهو يرخص لكم مهما كان غالياً .
هنا في اربد تقرع أبواب الفقراء والعائلات المستورة في العتمة ليجدوا سلال الغذاء فيما الفاعل مجهول.هنا في اربد تجلى التكافل الاجتماعي بأفضل معانيه وعناوينه....الله ما أجمل اربد وسهولها اليوم مع ربيع اخضر مزهر فرحاً بانتصار الناس على الشدة...فوالله إن الكلمات عاجزة على وصف إنسانية إنسان اربد،والحمد لله بالمقابل على الوعي والتوعية بالحدث الجلل الذي ضرب العالم كله.
لن تتخيلوا أن بعض العائلات الموسرة تطبخ وتوزع وجبات بالسر،وبعض الصبايا يشكلن لجان في الأحياء لمساعدة العجائز وذوي الاحتياجات الخاصة.هذه الحصار الضار كان اختباراً وخبرة وعلم الجميع أن الإنسان يكبر وبالتضحية وان قيمة الإنسان الحقيقة تكون في إنسانية، في اربد اليوم سقطت الفوارق الاجتماعية وصار الجميع جسداً واحداً كل عضوٍ يتوجع للآخر.
اليوم في اربد يوم المرحمة والتراحم والتلاحم وهذا ما جعل السماء صافية لان النيات طيبة وصافية ونقية...فألف ألف مرحى يا أهل اربد وانتم تسطرون المثل الأعلى في الإخوة والمحبة. في اربد لا تشعر بالعزلة فالكل اهلك وفي اربد لا تشعر بالوحدة فأهلها كافة إخوتك...فمن مثلك أيها الاربد الجميل الأصيل وأنت تعزف سيمفونية وطنية أفضل بألف مرة من السمفونيات العالمية التي هوت للحضيض في أمريكا واسبانيا وايطاليا. حقاً انتم أحفاد خالد بن الوليد وابو عبيدة .
في اربد البطلة لا خوف ولا كراهية بل محبة ومحبة ومحبة،وبجدارة تستحق جدارة أن تطلق عليها مدينة المحبة والعصافير التي تزقزق للفرح وجمال الأيام القادمة،لانتصار الروح على المادة لا نتصار القيم الايجابية على السلبية ومن هنا نقول بملء الفم رب ضارة نافعة ...وشدة مؤقتة زائلة بأمر الله وسيكنسها الوعي والتوعية والأخذ بالأسباب كما أمرنا الله سبحانه وتعالى أوقات الضيق والشدة...صبر جميل وبالله المستعان...
وفي هذه العجالة أقدم خالص الاحترام للدور الذي لعبه المحافظ والمحافظة ورئيس البلدية وفريقها العامل على مدار الساعة والكوادر الطبية والأجهزة الأمنية وكل فرد من أبناء محافظة اربد الأبية وللشعب الأردني كافة وقيادته الهاشمية.
كما انني وفي السياق ذاته اثني على جهود المباركة المشرفة التي قدمها ويقدمها المربع الذهبي السادة وزراء الصحة ،العمل،الصناعة والتجارة الاعلام مع حفظ الالقاب :ـ جابر،البطاينة الحموري،العضايلة
اهلي ان للدعاء بيقين قوة هائلة ومذهلة،والمؤمن قريب من الله لهذا نتضرع الى الله لزوال هذه البلوى ولتعود اربد اجمل واحلى واغلى مما كانت عليه قبل زيارة الضيف الثقيل " كورونا " والله من وراء القصد.