إلى عبدالله ...نفاخر الدنيا بطاقتك التحفيزية وقوتك التشجيعية ، وحكمتك وحنكتك وعظمة قيادتك

الوقائع الإخبارية :ـ جمال حداد

عظمة القائد أن يتقدم شعبه في ساحات المعارك سلماً وحرباً،أن يكون القدوة في التضحية والمثل الأعلى في البطولة...عظمته كإنسان أن يتحدث للناس كافة من القلب للقلب بشفافية .هو واحد منهم واليهم فالرائد لا يخذل أهله في الملمات الصعبة والجوائح الكارثية، ذلك يعني أن القائد كبير بأهله ،فخور بناسه ،يفاخر العالم بعشيرته الأردنية.
الأهم اعتزاز أبا الحسين /عبد الله بن الحسين بالأردنيين كافة،واعتبرهم من منطلق الواقع الواقع، افذاذاً في كل الميادين :ـ العلم،الثقافة،الرياضة،الفن ،السياسة،في الانضباط السلوكي،في فزعة الهمة للوطن،في التكافل الاجتماعي،في تقاسم اللقمة،في تفجير الطاقات الكامنة أيام الأزمة،في مواجهة الجائحة بإمكانيات محدودة جداً فيما عجزت الدول العظمى عن المواجهة، وحصدت الجائحة الكورونية الآلاف الموتى وتخطت الإصابات الملايين من المرضى الذين لم يجدوا أسرة في المستشفيات.
في الأردن كان الامر مختلفاً....الملك / المعلم بحكمته وحنكته وبإعجاز باهر اثار إعجاب الدنيا كلها عندما استطاع بهمم الأردنيين أن يُحول الجائحة إلى مطية للركوب ويذللها فاخرج المخبوء من أعماق الأردني وأيقظ العملاق النائم فيه.وكان ذلك باعتراف الدول المتقدمة والدول الشقيقة أن شهدت أننا نتفرج إلى الأردن ونتعلم منه.

كلمة جلالة الملك بالأمس كانت مفخرة للإنسان الأردني،في مضامينها طاقة تحفيزية وقوة تشجيعية، صحيح ليس عندنا موارد كبيرة لكن عندنا طاقات شابة،وقوى خلاقة،وقدرات لا حدود لها.جلالة الملك خلال الأزمة وجه السفينة إلى بر الآمان،والشهادة لله أن طاقمها في غرفة العمليات كانوا رائعين حيث قبضوا على الدفة بمهارة وقادوها بعبقرية إلى شاطيء الآمان بأقل خسائر ممكنة، رغم محدودية المال والتكنولوجيا والمستلزمات الطبية اللازمة ولكن العقول الكبيرة والإرادات الكبيرة تصنع المعجزات الكبيرة.
ما سلف يمكن اختصاره بمعادلة مختصرة تقوم على ركنين أساسيين :ـ قيادة وطنية خلاقة مقوماتها الفطنة،البصيرة،الاستبصار لما سيكون في قابل الأيام ، الطرف الثاني شعب واعٍ يعرف حقوقه كاملة ويلتزم بما عليه من واجبات اتجاه الدولة واتجاه الآخرين واتجاه نفسه، والحق أننا نجحنا نجاحاً باهراً فيما اخفق الجميع. فالبدايات الجيدة تقود إلى نهايات جيدة. وكله بفضل تلاحم القيادة والشعب بتلاحم عز نظيرة وتناغم القاعدة مع القمة،وتفاني الجميع في خدمة الجميع ودفاعهم اللامحدود عن الأردن الأحلى والأغلى والابقى.اللافت الانسجام السمفوني حيث لم يُسمع صوت نشاز أو خروج على النص أو تحدٍ للإجماع.

انه عبد الله بن الحسين الملك المعزز الذي نأى بنفسه عن النصائح والمواعظ في خطبة الأمس التي شدت الملايين، لكنه أعلنها مدوية أن الأردنيين يعملون بعزيمة عالية وبطاقة مضاعفة ويواجهون الشدائد باصعب الظروف ببسالة وشجاعة....انه الهاشمي الذي أثنى على شعبه مفاخراً به أمام قادة العالم إذ انه اثبت فرادة في المواجهة مع الجائحة وقدرة عجيبة في التعامل مع عدو فتاك غير مرئي،يتشكل بأشكال كثيرة، اذاً هو الأردني الباسل صاحب النخوة والرجولة.فما أجمل أن يكون القائد وشعبه في مركب واحد مركب معدنه منسوج من حب وثقة وأمل بمستقبل واعد مهما ادلهمت الخطوب وارتفعت الأمواج.فآل البيت الأطهار الذين قادوا أحرار الأمة للتحرير ورفعوا بيارق العزة لتوحيد الأمة في امة عربية واحدة، لهم منزلة خاصة بقلوب الأردنيين بخاصة والعرب بعامة،منذ أن تنزلت على بيوتهم الرسالة،و استشهاد سيدنا حمزة رضوان الله عليه في معركة أُحد إلى استشهاد الملك عبد الله ـ رحمه الله ـ في رحاب الأقصى.

على ضوء كلمة جلالة الملك التي رفعت منسوب الثقة بالنفس والثقة بالحكومة ومؤسساتها المختلفة لابد من كلمة حق نقولها أن أداء الحكومة كان مشرفاً وقد اثبت الرزاز و د.جابر والعضايلة جدارة تستحق الثناء عليها، وهذا يقودنا للمطالبة بترشيق الحكومة فان الزحام يعيق الحركة كما قال المرحوم جلالة الراحل الملك حسين،ولا بد من الإشارة أن غياب مجلس النواب غياباً كليا على المستويين الفردي والجمعي كان موجعاً جداً للشعب الأردني فالصراخ الذي كنا نسمعه في المجلس تلاشى من الشارع وهذه مفارقة مزعجة ومضحكة في آن واحد.

سيدي جلالة الملك كما قلت وبفضل الله وبعمل الخيريين " شدة وبتزول ".