طلاب أردنيون في الخارج : نثق بمليكنا.. ولن نضغط على حكومتنا من أجل عودتنا

الوقائع الإخبارية: لم تتمكن الطالبة الأردنية داليا بدران المقيمة في اسطنبول من حبس دموع الفرح عندما قرأت عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني إلى حكومة عمر الرزاز ، أول من أمس بـ”انجاز خطة عودة الطلبة الأردنيين في الخارج”.
بددّت كلمات”الأب الحاني”مخاوف طالبة الماجستير بدران وزميلاتها في السكن الطلابي معها من فيروس كورونا كوفيد 19 الذي تحول الى جائحة عالمية، وسط ضعف الاجراءات الطبية في مكان اقامتها واعلان الحكومة التركية باستمرار أن "اولوية العلاج لرعاياها”.
رغم أن تفاصيل "العودة” للأردن غير واضحة لدى أغلب الطلبة في الخارج، غير أنهم تناقلوا هذا الخبر عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعلى مجموعات خاصة بهم تطبيق "واتس اب”،وفق قول العشرينية تولين حمران طالبة ماجستير لغة تركية وآدابها معتبرة ذلك” الإنجاز بارقة أمل للطلاب في هذه الأزمة ".
منذ انتشار الوباء واغلاق المعابرالحدودية ارتفعت وتيرة الخوف والقلق بين الطلبة الدارسين في الخارج، وسيطر عليهم شعورالوحدة والاغتراب ،حسب تعبيرهم، فهم "بعيدين جسديا عن رعاية دولتهم وأسرهم ودعم الأصدقاء لهم”.
وقالوا نقدر قلق حكومتنا على سلامتنا ونتابع الأخبار مع سفاراتنا التي تتواصل معنا، لكننا نثق بمليكنا ولن نضغط على دولتنا لحين ترتب أولوياتها” .
قبل اعلان الملك عن توجيهاته أمس، كانت مطالبهم بالعودة قد تماشت مع ضغوط شعبية ونخب سياسية في الأردن بعد أن تفشي الوباء عالميا واتخذت كل دوله التدابير الصحية الازمة المناسبة لها حول كيفية التعامل مع الفيروس ورعاياها .
وأجمعوا، أن السفارات الاردنية في الخارج تواصلت مع رعاياها، لكن معلوماتها حول ترتيب العوده للطلبة”شحيحة”،فهي ما تزال تنتظر قرارات حكومية أردنية حتى تبلغها مباشرة للطلبة.
وبدورها ،أرسلت الشهر الماضي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عدة رسائل للطلبة الأردنيين الدارسين في الخارج، متفهمة "حالة القلق والخوف التي تعيشونها في الخارج في ظل هذه الظروف الصعبة، وهذه الجائحة الكونية التي تجتاح جميع دول العالم.”
وتجاوز عدد الطلبة الأردنيين الدارسين في الخارج الـ(40) ألف طالب وطالبة، وفقا لتقديرات الوزارة ، مبينة أن”عودتهم تتطلب جهودا كبيرة ومضاعفة للتعامل مع هذا العدد الكبير على مستوى الدولة وليس على مستوى الوزارة فقط”.
طالبة الدكتوراه في القانون المقيمة حاليا في بريطانيا حلى مصلح الطراونة عبرت عن فرحتها الممزوجة بعبارات من الفخر عبر فيديو نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي أمس،بعد سماع أخبار”العوده "، قائلة”أنا بعشق الوطن الذي في أزمته وشح موارده ما تخلى عن فلذات اكباده”.
وأعربت العشرينية حلى عن أملها بانتهاء معاناتها النفسية والجسدية وهي في عزلة اجتماعية "مرعبة”، اذ كانت تعتقد أن بريطانيا بلد متقدم لكن في هذه الأزمة تجده”رجعي ” بسبب التراخي الشديد في اعتماد اجراءاته لحماية شعبه.
تجربة شهر بالنسبة لطالبة سنه أولى في مقاطعة اسكتلندا وحدها ، لم تكن سهلة عليها وسط دولة لم تتمكن من توفير أبسط المتطلبات المعيشية لسكانها من مواد غذائية ومعقمات وكمامات ومنظفات وبعض أدوية لأمراض مزمنة، والأولوية لرعاياها في الفحوصات مخبرية والعلاج .
حال حلى كحال الطالب عمر جهاد المقيم في ولاية فرجينيا الامريكية من حيث ضعف الإجراءات الوقائية ضد الفيروس، حيث قال "كنت أعتقد ان أميركا كدولة متقدمه ستمنحنا حقنا في الرعاية الصحية لكنها لم تفعل ، والحياة شبه طبيعية فالاقتصاد أهم من الإنسان”.
وأضاف أنا مصدوم، عندما أجد دولة تعتبر من الدول النامية مثل الأردن تهتم بأبنائها في كل بقاع الارض، فهي تستحق منا أن نفخر بدولتنا أمام جميع الشعوب "
"فيروس صغير كشف النا حقائق كثيرة، حتى وان كنت تحمل الجنسية الأميركية بالنهاية بلدك هي سندك”.حسب تعبيرهو>
يتفق عمر برأيه مع طالب الماجستير بشار عوض وشقيقه محمد(بكالوريوس) اللذين يدرسان في ولاية هيوستن الاميركية من حيث ان الدراسة اذا استمرت عن بعد فالأفضل ان يكون بين أهله وان كانت تكاليف رحلة السفر ومدة الحجر في عمان على نفقتنا الخاصة .
وقبل اسبوعين، تواصل الشقيقان مع السفارة الأردنية عبر موقعها الالكتروني لتسجيل اسميهما وعنوان اقامتهما وسبب الإقامه وهواتفهما الشخصية.وبحسب قولهما ل”الغد”أنهما ملتزمان بالحجر المنزلي والاعتناء بأنفسهما بعد ان اغلقت المحلات التي كانا يعملان بها”
"نعم تابعنا وبكل فخر طلب جلالة الملك من الحكومة إنجاز خطة عودتنا وفقًا لآلية شاملة وعادلة ومدروسة بعناية،حتى وإن تطلب ذلك وقتا "حسب الطالب بشار.
ولم يتردد البعض في التعبير عن مخاوفه من خسارة دراسته للفصل الثاني وتأجيل الفصل الصيفي لأجل غير معلوم، إلا أن تحديد موعد امتحاناتهم في بداية حزيران(يونيو) المقبل أربكهم فعليا .
حسب قول الطلبة، يتطلب ذلك ،التنسيق بين الحكومة والدول المختلفة والتي أعلن فيها عن إغلاق معابرها الجوية والبحرية والبرية.
الطالبان خالد علان( 18عاما)ومحمد كمال (19 عاما )سنة أولى طب في العاصمة المصرية (القاهرة)، أكدا تواصل السفارة الأردنية معهما وتقديم التوعية الصحية باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية للحفاظ على سلامتهما.
بالنسبة لهما، يتابعان دراستهما عن بعد في المنزل و يخرجان لشراء احتياجاتهما الضرورية جدا في بلد يزيد عدد سكانها على 100 مليون نسمة وانتشرمؤخرا فيها الفيروس بسرعة، متأملين عودتهما الى الأردن في العطلة الصيفية إن أمكن.