الأردن يصل لأقل عدد مصابين في المستشفيات منذ شهر، وأعلى نسبة شفاء منذ 15 آذار

الوقائع الإخبارية: يحقق الأردن تقدماً في التعاطي مع أزمة كورونا بعد أن كسر حلقات العدوى بالفايروس، وحدّ من تزايد أعداد الإصابات من خلال تسوية المنحى ومنعه من النمو أُسيّاً.
هذا الأمر يزيد من قدرة النظام الطبي على استيعاب المرضى بالمستشفيات ويبقيه ضمن طاقته الاستيعابية، ويحول دون إنهياره كما حصل في دول كبرى.
جلالة الملك قال في مقابلته مع شبكة سي بي إس الأمريكية؛ "نحن اتخذنا إجراءات في وقت مبكر جداً، وساعدنا ذلك على تسوية المنحنى "تخفيض عدد الإصابات"، والتغلب على سرعة انتشار الفيروس بشكل جيد. قمنا باتخاذ تدابير صارمة".
وتحدّث وزير الصحة الدكتور سعد جابر، رئيس لجنة الأوبئة في إحدى الإيجازات الدورية بلغة بسيطة، قال في جملة تداولها الاعلام والمواطنون على نطاق واسع "لمّا يكون الشخص غير قادر على تأمين دخول مستشفى لأمه أو ابنه، سوف يفقد رجولته، والمرضى (في العالم) عم يموتوا بالساحات، لن نسمح بهذا"، وفعلاً الأردن لم يسمح بذلك.
بحسب قراءة أجرتها "هلا أخبار" بعد إعلان أعداد الإصابات وحالات الشفاء اليوم الثلاثاء، يتّضح أن عدد مَن يرقدون في المستشفيات لتلقي العلاج، بلغ 124 مريضاً، وهذا الرقم لم نصل إليه منذ الثالث والعشرين من آذار الماضي، حين بلغ العدد 126، ثم تزايد بشكل كبير حتى وصل ذروته في الثاني من نيسان بعدد بلغ 249 مريضاً يتلقون العلاج.
وفيما يتعلق بنسب التعافي، فقد وصلت اليوم إلى 69 % من إجمالي أعداد المصابين في المملكة، وهذه النسبة هي الأعلى منذ تسجيل مجموعة الإصابات الأولى في الخامس عشر من آذار الماضي، وهي من أعلى النسب على مستوى المنطقة والعالم.
لو تخاذلت الحكومة والأجهزة المختصة في عدم اتخاذ إجراءات صارمة، من حظر للتجوال واغلاق للمحال التجارية، وفرض عزل لأحياء في العاصمة وإربد، لتجاوز اليوم أعداد المرضى المئات والذين لن تستوعبهم المستشفيات، ولن تكون قادرة على تقديم الرعاية الصحية التي يتمناها كل أردني.
وفي ذات الوقت، لو لم يبال الأردنيون بالأزمة ولا الوباء، وعاندوا الإجراءات وزادت حركتهم وفضلوا عدم التباعد، لكنّا اليوم أمام مئات الإصابات وعشرات الوفيات، وهو أمر سيحبط الأردنيين، وسنكون مصابين بخيبة أمل كبيرة، نلوم فيها فشل إدارة الأزمة كحكومة وكمواطنين.
نجحنا اليوم ونقول - حتى اليوم -، وإيماءات الوزير جابر، وهو يبدأ كلمته بأعداد المتعافين قبل المصابين، واقتصار تسجيل حالات مصابة بكورونا على الحدود لمدة يومين من دون أي إصابة داخل المملكة تنبىء بإدارة ناجحة وانضباط عال.
نحن اليوم أمام فتحٍ تدريجي للمنشآت الاقتصادية؛ الصناعية والتجارية، والجميع يدرك خطورة عدم الالتزام بالإجراءات الصحية، والاعتقاد بأن الكورونا أصبحت من الماضي.
رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز قال "لابد من التأقلم مع الوباء"، والسيناريوهات طويلة الأمد تؤكد أهمية اتخاذ التدابير اللازمة والانصياع لقرارات الحكومة والالتزام بالإجراءات الصحية، واحترام التباعد الاجتماعي، والتقيّد بتعليمات وزارة الصحة للمحافظة على ما أنجز، على أمل أن تعود الحياة إلى ما كانت عليه.