بلال اللحام: الرمثا ظل على صفيح ساخن وأصعب موقف واجهته أمام الوحدات
الوقائع الاخبارية :فاجأنا وعلى النقيض من دور أهالي مدينة الرمثا المحبين لكرة القدم، بأن أسرته كانت تعارض التحاقه بالنادي، وإن كان لهذه المعارضة سبب وجيه ولكنها وجهة نظر غير مقنعة بالكامل.
إلا أن السؤال الكبير: من قال أن أبناء الرمثا من لاعبين ومشجعين لا يدفعون ثمن تعلّقهم بهذه اللعبة التي تسري في عروقهم، ولو كلفهم اللعب الخروج من الملاعب مصابين حتى "الكسر" أو "قطع الرباط الصليبي" لقتاليتهم أمام المنافسين، ومنهم من أُبعد عن الملاعب وهو عز نجوميته وعمر مبكر؟!
وماذا عن الشاحنات والحافلات التي كانت تأخذ طريقها إلى ستاد عمان، لتحط في ساحات مدينة الحسين، دون أن يحسب أصحابها لهذا التعطل الذاتي قيمة في أرزاقهم، ومن أجل أن يروا "الغزلان" تسرح وتمرح فوق البساط الأخضر؟!
أبصرت طفولته فريق الرمثا المدجج بالنجوم، وبعد "حرق المراحل" ناشئاً ولاعباً ونجماً وممتهناً التدريب لأكثر من ناد، يقول انه يكره الظلم ويعشق التحدي في الظروف الصعبة باعتبارها اختبارات للذات وانها التي تحدد النجاح عند اجتيازها.
المدافع الصلب في صفوف الرمثا والمنتخب الوطني ومدرب منتخب الشباب، ومدرب عديد الأندية سابقاً، بلال اللحام حيث اليوم في استراحة المحارب يقول:
النشأة والحلم المبكر
- نشأت كأي لاعب بالحارات والمدارس وبالأخص أن طفولتي كانت مع بزوغ نادي الرمثا أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، حيث النجوم تملأ النادي والمواهب تغرق الساحات الجرداء والملاعب الترابية في المدينة.
أحلام الطفولة كثيرة، وأن أكون لاعباً في صفوف الرمثا، فهذا حلمي الأول وقد تحقق والحمد لله.
أسرة معارضة
- لم ألق من يشجعني ويأخذ بيدي إلى دروب الرياضة، للأسف، بل بالعكس كانت توجد معارضة قوية من قِبل الأهل وهذا كان أول التحديات لي، فكنت أتدرب بالسر وملابسي الرياضية كنت أخفيها حتى لا تتوقف طموحاتي.. وكيلا أظلم أسرتي لمعارضتها فقد كانت تنظر إلى أن الرياضة ستأخذ مني الوقت وستبعدني عن الدراسة.
المسيرة مع الرمثا
- مرحلة اعتبرها وبمعنى الكلمة ممتعة وناجحة استمرت أكثر من ٢٥ عاماً حققنا فيها بطولات امتزج فيها الفرح والبكاء وقدمنا للكرة الأردنية ما تستحق من أداء وتنافس مع الفرق الأردنية الأخرى دون النظر إلى اجواء المشاحنات فهي من طبيعة اللعبة والمنافسة، مثلما قدم الرمثا النجوم للمنتخبات الوطنية وهذا ما نعتز به تجاه الوطن.
أما البطولات فقد حققنا ما استطعنا منها رغم الظروف الصعبة والقاهرة التي واجهناها فنادي الرمثا كان دائماً على صفيح ساخن من الخلافات الداخلية والظلم الخارجي.
على الصعيد الشخصي كانت من أروع مراحل العمر، فالمشاركة الرياضية عادة ما تمنح اللاعب تجارب اللعبة وكيف تنميّ قدراته وتبني علاقاته الاجتماعية وتعزز الصداقة مع الزملاء في النادي والزملاء في الفرق المنافسة وحتى المجتمع العام.
أصعب المواقف
- أصعب موقف على الرياضي وغير الرياضي أن لا يكون لكل مجتهد نصيب، هذا شعور أحسسنا فيه في بعض المراحل وحتى أقول كلها، كلاعبي الرمثا، أحياناً ظلم تمثيل المنتخبات وتدريب المنتخبات، واحياناً ظلم التحكيم أو أخطاء التحكيم.
شخصياً، في موسم 94 كان لقاء للرمثا والوحدات، سجلت هدفاً لا غبار عليه، وقد احتفل جمهور وفريق النادي، وأنا عبرت عن فرحي لأطوف بالملعب، وإذ بالهدف يلغى، مثل هذا يحدث في الملاعب، ولكن يظل غصة في نفس اللاعب.
هذا يذكرّني بلقاء مهم جمع الرمثا والأهلي عام 92 ولولا فوز فريقنا لهبط مع أنه مدجج بالنجوم.
وإذا كان لي من كلمة، فإنني أقول أن الخلافات الإدارية أقوى من كل شيء وهي التي وضعت الفريق تحت طائلة الهبوط في بعض المواسم، ولعل أصعب ما واجهه الرمثا أنه ظل على صفيح ساخن.
قيادة فرق ومنتخب الشباب
- نعم، دربت فرقاً كثيرة وكل فريق كان له نكهة خاصة وتحد جديد، ومن طبعي أنني أميل وأحب أن أصنع شيئاً من لا شيء، واعتبر والحمد لله كل محطاتي كانت ناجحة، مع الرمثا ومنشية بني حسن والحسين وكفرسوم واتحاد الرمثا وصعدت بكفرسوم إلى المحترفين في مباراة مع الأصالة لها حساباتها.. الفوز يضع الفريق بطلاً ويصعد، والتعادل يجعله في المركز الثالث والخسارة في المركز الخامس.
وعندما قدت منتخب الشباب كان في مرحلة صعبة، إمكانات الاتحاد المادية شحيحة ولا توجد معسكرات، ولكن أظهر المنتخب في التصفيات الآسيوية لاعبين لهم مستقبل، وقد تعلمت من صعوبة هذه المرحلة أن الرياضة لا يمد بعمرها إلا المال.
شخصيات رياضية
- تأثرت بالنجم المرحوم خالد الزعبي الذي يعتبر أسطورة الرمثا من أداء وخلق، وبالمدرب المرحوم عبدالمجيد سمارة صاحب إنجازات الفريق، أحب المدرسة الألمانية وشعارها العمل ثم العمل.
كما أُعجبت بعقلية المدرب المرحوم مظهر السعيد فقد تميّز بعقلية تدريبية متطورة.
طقوس رمضانية
- أقضيها بالصلاة، وتلاوة القرآن وممارسة رياضة المشي.
جائحة كورونا
- أثرت جائحة كورونا على الرياضة في العالم ومنها الرياضة الأردنية وبشكل خاص في ظل ابتعاد المنافسة لفترات طويلة قبل كورونا وبعدها، وأخشى أن تعيدنا إلى الخلف سنوات.