تهنئة رئيس جامعة الزرقاء بمناسبة عيد الإستقلال

الوقائع الاخبارية :سيظل يوم الخامس والعشرين من أيار عام 1946 يوماً تاريخياً مُهمّا في حياة بلادنا وشعبنا، فقد انتهت فيه السيطرة البريطانية واعترفت الأمم المتحدة بالأردن دولة مستقلة ذات سيادة. وفي عيد الاستقلال يتذكر الأردنيون إنجازاتهم ويجددون العزم على مواصلة الرحلة لتعزيز الاستقلال وحماية مقدّرات البلاد والوقوف صفاً منيعاً في وجه الأطماع الصهيونية وقوى الظلام. ولكنّ للعيد هذا العام معان ودلالات خاصة. فقد حلّت الذكرى وبلادنا تتصدى لحظر داهم مثلّه تفشي فيروس كورونا في مختلف دول العالم.

وصار مقياس قوة الدول تتجسّد في قدرتها على هزيمة هذا الوباء وحماية أرواح المواطنين والاقتصاد الوطني. ونحن في قطاع التعليم العالي قبلنا حصتنا من هذا التحدّي وانتقلنا بين عشية وضحاها من التعليم التقليدي الوجاهي إلى التعليم عن بعد. وتحوّلت جامعتنا، جامعة الزرقاء، إلى خلية نحل تعمل بتناغم تام. فدّربنا أعضاء هيئة التدريس على الاستخدام الفعال لمنصات التعليم والتعلم الألكتروني وفحصنا كفاءة هذه المنصات وطوّرنا سعة الخوادم وسرعتها، وتم كل ذلك بموازاة عملنا الدؤوب لتدريب الطلبة على التعامل مع هذا الشكل الجديد للتعليم وعملنا على توفير الدعم النفسي الاجتماعي لهم لتخطي هذه المرحلة، أي مرحلة الاستجابة لمتطلبات مواجهة الوباء ودخلنا الآن مرحلة التعافي.

وأنجزنا عملية التقييم الألكتروني لنتاجات التعلم، وسارت الامتحانات النهائية كما خططنا ولم تكن نسب الغياب والنجاح مختلفة كثيراً عن سابقتها في التعليم الوجاهي. وكل ما حققناه من نجاح ما كان ليتمّ لولا السياسة الحكيمة التي تبنتها الدولة بكامل أجهزتها بتوجيهات وقيادة مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. وجاء أمر الدفاع رقم 7 ليُشرعن التعليم عن بعد ويجعله مساوياً للتعليم الوجاهي مما طمأن الجامعات بأنّ جهود أعضاء هيئة التدريس والطلبة في اجتراح المآثر والإبداعات لإنجاح التعليم عن بعد لم تذهب سدى. فقد اعترفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بها وقدّرتها أيّما تقدير.

والشكر موصول لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومجلس التعليم العالي على الإجراءات المرنة التي اتخذوها بشأن كيفية انتهاء الفصل الدراسي الثاني وإجراء الامتحانات وتقييم الطلبة مما وفرّ مساحة كافية لكل جامعة لتتحرك فيها وبشكل منظم لتسجيل تجربة ناجحة في سياقها، والتعلم من دروسها للعبور إلي مرحلة التعافي والاستدامة. ولا يسعني إلا أن أتوجه بأحر التهاني والتبريكات إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بمناسبة عيد الاستقلال وعيد الفطر السعيد. وأنا متأكد أننا سنحتفل مع جلالته ومع شعبنا في وقت غير بعيد بالانتصار على فيروس كورونا كما انتصرنا على المعاهدات والأحلاف الأجنبية.

عيد الاستقلال

كلمة رئيس جامعة الزرقاء

أ.د. جهاد حمدان