المحطات الزراعية بانتظار الاستثمار الصحيح

الوقائع الإخبارية: قال خبراء زراعيون إن تطوير المحطات الزراعية ينعكس إيجابا على المجتمعات المحلية في مناطق تواجدها حيث لا بد من إعادة النظر في أهميتها واستغلالها بهدف التوسع فى البحث العلمي وإجراء التجارب العلمية الحديثة وتطبيقها على أرض الواقع.
وبينوا ان تطوير عمل هذه المحطات وفق أفضل المعايير العالمية سيعيد الثقة للمحطات من قبل المزارعين بعد ان هجروها لسنوات وسيعمل على زيادة الانتاجية الامر الذي سينعكس على المزارعين.
ولدى وزارة الزراعة (١2) محطة تشمل أنشطتها للإنتاج النباتي من محاصيل واشجار مثمرة واخرى متخصصة في الانتاج الحيواني، بالاضافة لوجود محطات لإنتاج الأشتال يتم توزيعها على المزارعين.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني وجه الحكومة إلى الاستفادة من المحطات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة، لتكون حواضن للمشاريع الزراعية المتقدمة،خلال زيارة غير معلنة إلى محطة أوهيده في محافظة معان الثلاثاء الماضي، كما دعا إلى أهمية بناء شراكات مع القطاع الخاص للاستفادة من هذه المحطات، وضرورة استفادة المجتمع المحلي من المحطة من خلال تشغيلهم وتدريبهم على الأساليب الزراعية الحديثة.
وفي هذا الصدد، قال الناطق الاعلامي في وزارة الزراعة لورانس المجالي إن المحطات تهدف إلى تطوير الانتاج والتحول النوعي والكمي حسب دراسة الاسواق الواعدة والمواعيد الفصلية لدخولها حيث تشكل اليوم اولوية وحاضنة لباكورة الانتاج الزراعي غير التقليدي ويتم تقييم نجاحها بناء على المناطق الجفرافية المشابهة والمختلفة لكل محطة بالاضافة الى المشاريع البحثية والانتاجية المساندة في خدمة تطوير القطاع الزراعي وبناء على التوجيهات الملكية واعادة ترتيب اولويات الوزارة التي تهدف الى زيادة تفعيل هذه المحطات لخدمة المجتمع المحلي من خلال الشراكة مع القطاع من مزارعين ومواطنين وخاصة الشباب فيما يخص المهن الزراعية لرفع عدد العمالة الزراعية الاردنية.
واشار الى انه سيتم استفادة المناطق المجاورة من هذه المحطات وتحويل مواقع تلك المحطات الى مراكز انتاجية مباشرة تغطي الكلف المترتبة عليها وتشغيلها، لكي تصبح جزءا داعما ذات اثر اقتصادي ولا تعتمد على المخصصات من الميزانية والجهات المانحة.
الخبير الزراعي ومدير الإعلام سابقا في وزارة الزراعة الدكتور نمرحدادين قال إن تطوير المحطات الزراعية سوف ينعكس إيجابا على المجتمعات المحلية في مناطق تواجدها،مبينا انه يجب إعادة النظر في أهميتها واستغلالها بهدف التوسع فى البحث العلمي وإجراء التجارب العلمية الحديثة وتطبيقها على أرض الواقع الميداني المر الذي سيزيد الانتاجية وينعكس على المزارعين مع ضرورة تطويرها وفق أفضل المعايير العالمية لإعادة الثقة المزارعين بتلك المحطات.
واضاف ان المحطات كانت تعتبرمقصدا للمزارعين والمواطنين للإطلاع على تجاربها والأبحاث التي تقوم بها خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ولكن في ظل زيادة الطلب على الغذاء ودوره في تأمين الغذاء ونتيجة للنمو السكاني المتزايد وزيادة الطلب على الغداء لابد من تطويرها لتصبح مقصداً للمزارعين واهالي المناطق المجاورة لها.
واكد حدادين انه يتوجب على هذه المحطات ان توفر المعلومات العلمية الدقيقة والشاملة للقطاع وللبحث العلمي الزراعي، التي يجب العمل على تطويرها،حيث انه منذ تأسيسها في الخمسينيات من القرن الماضي لم يتم تحديثها وتفعيلها بعد ان كانت تبذل جهودا عظيمة في إجراء التجارب والأبحاث الزراعية المتعلقة بتطوير المحاصيل الحقلية وكذلك زراعة الخضار والفواكه من خلال تطوير البحث العلمي الزراعي، حيث كانت المحطات الزراعية في الأردن تعتبر من أقدم المحطات في المنطقة العربية.
واشار حداين إلى أنه تم تأسيس العديد من المحطات مثل محطة دير علا للأبحاث الزراعية سنة 1951 ومحطة وادي اليابس بمساعدة مادية من الحكومة البريطانية لأهميتها في وادي الأردن،حيث كان لها دور كبير في الترويج وتبسيط وإيصال المعلومة والخبرة والمعرفه العلمية للمزارعين وخصوصا صغار المزارعين، كما كان لها دور في نقل وإيضاح نتائج الأبحاث العلمية الزراعية.
وقال حدادين ان زيارة جلالة الملك لمحطة(أوهيده) في معان بداية الاسبوع الماضي جاءت باعتبار القطاع الزراعي أحد ركائز الاقتصاد وتأكيد على دور المحطات الزراعية في إدخال العديد من التقنيات الزراعية ومنها وسائل الري الحديثة والبيوت البلاستيكية والتسميد ومكافحة الآفات وإدخال أساليب التحريج والمراعي وإدخال أنواع جديدة من الخضار والفواكه والحبوب وإنصاف عالية من الإنتاج وتطوير أساليب العناية بالثروة الحيوانية.
كذلك أدخال وسائل التلقيح الاصطناعي وسلالات أكثر إنتاجية كذلك دورها في تحقيق الأهداف الرئيسية لخطط التنمية الزراعية كونها مكان مناسب لتدريب صغار المزارعين لاكسابهم المهارات ومتابعة التجارب والمشاهدات الحقلية وإجراء التجارب في حقول المزارعين والإشراف على تنفيذ البرامج الإرشادية.
من جهته بين مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران أن هناك ازمة حقيقية بسبب التغيرات المناخية، حيث يجب تفعيل قانون استغلال الاراضي الزراعية من الشمال الى الجنوب لزراعتها سواء اكانت مملوكة او اراضي خزينة حيث ان هناك هطولات مطرية في المناطق الشرقية.
وقال العوران «كذلك يجب إعادة النظر في المحطات الزراعية وإعادة تفعيلها لما لها من اهمية بهدف التوسع في البحث العلمي وإجراء التجارب العلميه الحديثة وتطبيقها على أرض الواقع الميداني الامر الذي سيزيد الانتاجية وينعكس على المزارعين مع ضرورة تطويرها وفق أفضل المعايير العالمية».
واشار ان المناطق المروية سواء شمالا او جنوبا او مناطق وادي الاردن يجب ان يكون هناك حصة من هذه الاراضي لزراعة المحاصيل الحقلية وتشجيع الحكومة على شراء الانتاج والمزيد من الحصاد المائي و استخدام الطاقة البديلة اضافة الى تفعيل قانون الزراعة.
ومحطة أوهيده في معان تقام على مساحة ألفي دونم، على أشجار زيتون، وفستق حلبي، وعنب، ويعمل فيها 35 عاملاً من سكان المنطقة.كما تشتمل المحطة، التي تتوفر بها بنية تحتية متكاملة، على بركتين سعة كل منها 2700 متر مكعب، وشبكة ري رئيسية تحت الأرض تغطي كامل المحطة، وأربعة بيوت بلاستيكية.