دراسة بجامعة البترا تحلل مضمون الدعاية الرقمية الإسرائيلية في مواقع التواصل
الوقائع الاخبارية :أوصت رسالة ماجستير مقدمة بجامعة البترا وزارات الخارجية العربية بالعمل على استحداث قسم "الدبلوماسية الرقمية" إسوة بالعديد من وزارات الدول حول العالم، وجاءت توصية الدراسة بعد تحليل مضمون صفحة "إسرائيل باللهجة العراقية" على الفيسبوك، خلال أربعة أشهر نشرت فيها مئة وأربع منشورات حصلت على أكثر من نصف مليون "إعجاب" و58 ألف نقرة "حب".
وشددت الدراسة على أهمية تحصين المجتمع العراقي من محاولات اختراقه وتغيير قناعاته عبر خطاب إسرائيلي مشفّر تشفيراً محكماً وموجهاً عبر صفحة "إسرائيل باللهجة العراقية" فضلاً على ضرورة كشف الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.
وأشارت الدراسة إلى أهمية إجراء دراسات متخصصة للتأكد من مدى دقة التفاعل الذي حصلت عليه منشورات الصفحة بغية الوقوف على دقة التأييد الذي حاز عليه مضمون الصفحة وما إذا كان حقيقيّاً أم مزيّفاً.
وأعد الباحث العراقي البشير سعود الدراسة ضمن رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية الإعلام بجامعة البترا بعنوان "تحليل مضمون الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي: صفحة إسرائيل باللهجة العراقية نموذجاً". ونوقشت عن بعد، وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور محمد نجيب الصرايرة مشرفاً ورئيساً، والدكتور تيسير أبو عرجة عضواً، والدكتورة منال المزاهرة عضواً، والدكتور كامل خورشيد عضواً وممتحنًا خارجيًا.
وأوصت الدراسة بضرورة التفات الباحثين العرب إلى حقل الدبلوماسية الرقمية نظراً لأهميته المتنامية، والعمل على صياغة خطاب مضاد لخطاب صفحة "إسرائيل باللهجة العراقية" التابعة لقسم الدبلوماسية الرقمية إذ لا يكفي الرد على ادعاءات الصفحة بطريقة فردية بل يحتاج تفنيد رواياتها إلى عمل مؤسسي منظم.
وتناولت الدراسة تحليل 104 منشورا خلال أربعة أشهر ونصف، حازت فيها على أكثر من 635 ألفاً و874 تفاعلاً، غلب عليها الطابع الإيجابي، حيث حصلت منشورات الصفحة خلال فترة الدراسة على إعجاب ما يزيد عن نصف مليون شخص، كانت أداة "أعجبني" الأكثر استخداماً من قبل الجمهور وبلغت 561694 نقرة تلتها أداة الحب بـ 58347 نقرة، وأداة الحزن بـ 9908 نقرات، وأداة الضحك رابعاً بـ 3387 نقرة، وجاءت أداة التعبير عن التعجب خامساً بـ 1373 نقرات، في حين حلت أداة التعبير عن الغضب أخيراً بـ 665 نقرة وشكلت قرابة واحد على ألف من التفاعلات.
وحصلت الصفحة على أكثر من 87 ألف و242 تعليقاً خلال المدة الزمنية للدراسة فيما بلغ متوسط التعليقات في الأسبوع الواحد نحو 4300 تعليق.
وحازت منشورات الصفحة على 65 ألفاً و299 تعليقاً مؤيداً وبنسبة 74.8% من إجمالي التعليقات، فيما جاءت التعليقات المحايدة ثانياً بـ 12 ألفاً و405 تعليقات شكلت ما نسبته 14.2%، بينما حلت التعليقات المعارضة ثالثاً بـ 9538 تعليقاً وبنسبة 10.9%.
وحصلت الصفحة على 116 ألفاً و540 مشاركة "Share" خلال المدة الزمنية للدراسة.
وسعت الدراسة إلى الوقوف على مضمون الصفحة الموجهة إلى المجتمع العراقي وتحديد أبرز مرتكزات الخطاب والأساليب الدعائية المتبعة، وذلك بغية الخروج بجملة من النتائج والاستنتاجات لتسليط الضوء على حقل الدبلوماسية الرقمية الذي يعد مجالا جديدا. استخدمت الدراسة منهج تحليل المضمون لجمع البيانات وتصنيفها وتحليلها والخروج بنتائج استنادا لأسئلة الدراسة، كما اعتمدت الدراسة العينة القصدية.
وتكمن أهمية الدراسة من أنّ موضوع الدبلوماسية الرقمية لم ينل اهتمام الباحثين العرب بعد، رغم الاهتمام الكبير – وخاصة من قبل الدول المتقدمة – في هذا الحقل المعرفي الجديد. ولا شك فإن نتائج هذه الدراسة ربما تساعد المخطط الإعلامي على الأخذ بنتائجها عند استخدام الدبلوماسية الرقمية في التوجه نحو جمهور معين، خاصة وأنّ هذه الدراسة تعد أول محاولة للتعرف على مضمون الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية والموجه للمجتمع العراقي.