التقارب الأردني المصري العراقي...سعي لتنسيق المواقف في إطار "لم شمل عربي"

الوقائع الإخبارية: كشف وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، خلال لقائه نظيره المصري سامح شكري مؤخراً، عن اجتماع قمة بين زعماء الأردن ومصر والعراق، يجري التحضير لعقده.
القمة المرتقبة تأتي في إطار العلاقة الثلاثية بين المملكة ومصر والعراق، من أجل زيادة التعاون الذي تعززه رؤية القادة وتكثيف العمل بما يخدم القضايا العربية في إطار التحرك العربي المشترك.
ويرى مراقبون، أن أهداف التقارب الجديد بين الأردن ومصر والعراق، في ظل اجتماعات عدة عقدت على مستوى قادة الدول الثلاثة والوزراء، منذ مطلع العام الماضي، تتمحور حول أهمية تنسيق المواقف في المحافل الدولية والإقليمية، فضلا عن رص الصفوف بعيدا عن التجاذبات الإقليمية الحالية، ومحاولة ترتيب ولم شمل البيت العربي مرة أخرى في ظل الفوضى التي يشهدها الإقليم والمنطقة.
وعقد قادة الدول الثلاثة قمتين العام الماضي، الأولى في شهر آذار (مارس) بالعاصمة المصرية القاهرة، والثانية في أيلول (سبتمبر) في مدينة نيويورك على هامش أعمال الدورة 74 للجمعية العام للأمم المتحدة، تم خلالهما التركيز على ضرورة تعزيز مستوى التنسيق بين البلدان الثلاثة في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات، لإظهار نتائج التعاون المشترك على أرض الواقع، إضافة إلى تعزيز وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدان الثلاثة، بما يحقق مصالحهم المشتركة، ويخدم القضايا العربية.
وأعادت القمتان إلى الذاكرة مجلس التعاون العربي الذي تأسس في شباط (فبراير) العام 1989 بمشاركة الدول الثلاث، إضافة إلى اليمن، والذي انتهى عمليا بالغزو العراقي للكويت في آب (أغسطس) 1990.
ويقول الوزير الأسبق، مجحم الخريشا، "إن أهداف التقارب الجديد بين الأردن ومصر والعراق، في ظل اجتماعات عدة عُقدت على مستوى قادة الدول الثلاث والوزراء، منذ مطلع العام الماضي، واضحة وتتمحور حول أهمية تنسيق مواقف الدول الثلاث تجاه قضايا المنطقة والإقليم في المحافل الدولية والإقليمية”.
وأضاف، "خلال القمتين لقادة الدول الثلاثة كان الاتفاق واضحاً على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتمسك دولهم بمبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية وضرورة تفعيل الدور العربي في سورية، إضافة إلى العمل على تعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي والتجاري والطاقة، ضمن خطة زمنية محددة”.
وبحسب الخريشا، فإن "هدف الدول الثلاث يبدو في رص الصفوف بعيدا عن التجاذبات الإقليمية الحالية، ومحاولة ترتيب ولم شمل البيت العربي مرة أخرى”.
واستعرض القادة في قمة القاهرة، آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، مؤكدين عزمهم على التعاون والتنسيق الاستراتيجي فيما بينهم، ومع سائر العرب، لاستعادة الاستقرار في المنطقة، والعمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التي تواجه عددا من البلدان العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، ودعم حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة، والأزمات في سورية وليبيا واليمن وغيرها.
الخبير القانوني، رياض الصرايرة، يرى "أن العلاقة الأردنية مع العراق ومصر تاريخية وعميقة”، مضيفا، "الموقع الاستراتيجي للأردن يستطيع أن يلعب دورا مميزا في الربط الاقتصادي بين العراق ومصر، الأمر الذي يؤدي إلى فتح مجال أمام علاقات عربية بينية، قد تؤدي إلى خلق استقرار اقتصادي داخل الدول الثلاث”. وأكد الصرايرة، "أن السياسة الخارجية الأردنية باتت تعتمد على سياسة التحالفات، التي تخدم على المصالح الاقتصادية الأردنية”، معتبرا، "أن المصالح الاقتصادية بين الدول العربية الثلاث تعد ركيزة هذا التحالف، فضلا عن تدشين مشاريع عملاقة في مجال الطاقة والربط الكهربائي، ومن ثم تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية المشتركة”.
وفي قمة نيويورك، أكد القادة الثلاثة، ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف بناء وتوسعة المستوطنات غير الشرعية وكافة الخطوات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس، ورفض وإدانة ضم أي أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، باعتبار ذلك شرطا ضروريا لاستعادة الاستقرار في المنطقة.
وشددوا على ضرورة القضاء الكامل على كافة التنظيمات الإرهابية أينما وجدت، ومواجهة كل من يدعمها سياسيا أو ماليا أو إعلاميا، مجددين دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين للمناطق المحررة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وأكد القادة أيضا أهمية الحل السياسي الشامل لأزمات المنطقة، خاصة الأزمات في سورية وليبيا واليمن، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبما يحفظ وحدة واستقلال هذه الدول وسلامتها الإقليمية ومقدرات شعوبها، ويتيح الحفاظ على الأمن القومي.
ويرى السفير السابق، سمير مصاروة، أن هدف الدول الثلاث هو تشكيل تحالف قوي يخلق توازنا في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا مع إيران وتركيا.
ويضيف مصاروة، "الأردن مهتم جدا بتطوير العلاقات بين العراق ومصر”، مشيراً إلى "أن مصر ينبغي أن لا تبقى في موقعها الحالي بعيدة عن العراق”، ومؤكداً في الوقت ذاته، "ضرورة دفع وتطوير مسار التعاون والتنسيق بين عمان والقاهرة وبغداد، والعمل على استكشاف المزيد من مجالات التعاون المختلفة بما يحقق الاستفادة القصوى من موارد وإمكانيات الأطراف الثلاثة في دعم خططها التنموية وتحقيق تطلعات شعوبها، وذلك وفقاً للتكليفات الصادرة من القمم الثلاثية المتتابعة التي عقدت بين قادة الدول الثلاث”.
وأعرب مصاروة عن "الأهمية المتزايدة لاستمرار التشاور وتنسيق المواقف مع كل من الأردن ومصر والعراق، تجاه التحديات المشتركة والتطورات الإقليمية المتسارعة، لا سيما الأوضاع في كل من سورية وليبيا، فضلا عن تطورات القضية الفلسطينية”..